يبلغ عمر أرضنا التي نعيش عليها حوالي 4.5 مليار سنة. عبر كل هذه السنوات الطويلة التي مرت بها، ظهرت أنواع من الكائنات الحية ببطء لكن بثبات، ثم اندثرت وانقرضت من الوجود، تلاحمت قطع من الأرض لتشكل قارات جديدة بينما انفصلت أخرى عن بعضها البعض، كما اقتربت الشمس من الأرض بشكل أكبر وتطور البشر.
مع كل هذه التغييرات، ضاع القديم، وظهرت أفكار جديدة أكثر تقدمًا إلى النور، وعلى الرغم من ذلك، فقد نجت بعض الأشياء القليلة وصمدت في وجه الزمن، والتي قد تبدو اليوم عصرية غير أنها ضاربة في القدم مما قد يثير دهشتك.
1- السلالم المتحركة: ظلت السلالم المتحركة متواجدة منذ القرن التاسع عشر. في سنة 1859، تم تسجيل أول تصميم لسلم متحرك كبراءة اختراع أطلق عليه اسم ”السلالم الدوارة“، وذلك من طرف (ناثان آيمز)، بينما صنع أول نموذج شغال عنها من طرف (جيسي ويلفورد رينو) سنة 1896
تم وضع فكرة نقل الأشخاص إلى مناطق مرتفعة بشكل عمودي بسهولة وبدون عناء على الورق في سنة 1859 من طرف (ناثان آيمز)، حينما قام بتسجيل براءة اختراعه عن تصميمه المسمى ”السلالم الدوارة“، وهي آلة تمكّن الناس من التنقل صعودًا ونزولاً بين الطوابق بدون بذل أي مجهود عضلي.
بقي اختراع (ناثان) وتصميمه مجرد حبر على ورق ولم يتم أبدًا صناعة نموذج أولي عنه. في سنة 1892، قام (جيسي ويلفورد رينو) بتسجيل تصميمه عن سلم متحرك. بعد أربعة سنوات من ذلك نجح في إنتاج نموذج أولي عن الآلة والذي قام بتثبيته في Old Iron Pier في (كوني آيلاند). كانت آلة النقل هذه عبارة عن منصة منحنية تنقل الأشخاص صعودًا باستطاعة 3000 شخص في الساعة.
2- التدفئة المركزية: يعتبر نظام التدفئة المركزية قديمًا قدم الحضارة الإغريقية، أكثر من 2300 سنة. حتى أن الرومان قاموا بتطوير نظام تدفئة مركزية خاص بهم كان يقوم بنقل الحرارة والدفء من فرن مشتعل عبر فراغات وقنوات تحت الأرضية:
يرجع الفضل في تطوير مفهوم نظام التدفئة المركزية العصري إلى (ويليام ستروت) سنة 1793، حيث يقوم النظام الذي اخترعه بتسخين الهواء عن طريق فرن كبير الحجم ثم يتم توزيعه عبر المبنى من خلال قنوات مركزية.
غير أن مفهوم مصدر واحد للحرارة يقوم بتوفير التدفئة لعدة غرف أو المنزل كله أقدم بكثير من تصميم (ويليام ستروت).
كان الإغريق القدماء أول من استخدم هذا المفهوم حوالي 350 قبل الميلاد في معبد (آرتيميس) الواقع في (إيفيسيوس). كانت الحرارة التي مصدرها النار تتنقل داخل حجرات المعبد من خلال مداخن تم حفرها تحت الأرض.
لاحقًا، طور الرومان نظام تدفئة مركزية تحت أرضيات المباني عرف باسم ”هيبوكاوستوم“. في هذا النظام يتم تسخين الهواء في سخان ثم ينتقل عبر مساحات فارغة تحت الأرضية ويدخل الحجرات عبر أنابيب. كان هذا النظام يُعتمد في الحمامات والفيلات الخاصة بكبار الشخصيات الواقعة في المقاطعات الشمالية.
3- القداحات: تم تطوير أول قداحة، التي عرفت باسم مصباح Döbereiner، قبل 197 سنة، وبما أنها كانت كبيرة الحجم وكان استعمالها يتضمن نوعًا من المخاطرة، فلم يتم رواجها أبدًا
على الرغم من أن القداحات قد تم تصنيعها أول مرة على نطاق واسع في سنة 1910 من طرف شركة (رونسون)، فإن التكنولوجيا خلفها ظلت متواجدة منذ سنة 1823.
كان (يوهان وولفغانغ دوبراينر) كيميائيًا ألمانيًا، ويعود الفضل إليه في اختراع أول قداحة، التي أطلق عليها اسم ”مصباح Döbereiner“، حيث كان تفاعل كيميائي بين الزينك وحمض الكبريت ينتج الهيدروجين، الذي هو قابل للاحتراق بطبيعته، والذي كان يحترق مصدرًا شعلة خفيفة من خلال احتكاكه بشرارة عند فتحة المصباح الكبير.
ولأن هذا المصباح كان كبير الحجم لم يكن بالإمكان حمله في الجيب أو ما شابه، كما كان استعماله خطيرًا، لذا لم ينل الرواج المطلوب منه بين الناس، ومنه لم يتم تصنيعه سوى بكميات قليلة تحت الطلب، واستمر الأمر على هذا الحال إلى أن سيطرت القداحات الصغيرة المحمولة على الواجهة في القرن التاسع عشر.
4- القروش: يعود تاريخ أقدم أحفورة عن القروش يتم العثور عليها إلى 455 مليون سنة، وهو ما يجعل هذا النوع أقدم بـ200 مليون سنة من الديناصورات
يعتقد معظم العلماء بأن هذه القشور التي تشبه حراشف القروش والتي عثر عليها من الحقبة الأوردوفوسية قبل حوالي 450 مليون سنة من الآن هي في الواقع أحفورة تعود لأسماك قرش، ويعتقدون أن أسلاف القروش هذه كانت بدون أسنان.
بينما تم العثور على أحافير أخرى تعود للحقبة الديفونيانية قبل 410 مليون سنة لكائنات أجمع العلماء على أنها أنواع قروش قديمة كانت تملك أسنانًا.
كان الحدث الذي ساهم في جعل هذه الكائنات المفترسة تستمر في الوجود وتصمد في وجه الزمن كل هذه المدة وتسيطر على المحيطات هو الانقراض الكبير لحوالي 75 في المائة من أنواع الكائنات على الأرض قبل 359 سنة، حيث منح هذا الحدث الكبير القروش فرصة السيطرة على المحيطات والتطور إلى عدة أشكال وأنواع فرعية.
5- المياه الغازية: تسبق المياه الغازية في وجودها مشروبات قديمة على شاكلة كوكاكولا، حيث كانت متواجدة قبل 240 سنة من الآن في سبعينيات القرن الثامن عشر
حملت فوائد المياه المعدنية الطبيعية بعض الكيميائيين حول العالم من القرن السابع عشر إلى إنتاج المياه الغازية أو المكربنة لمحاكاة صفاتها. في سنة 1772، قام (جوزيف بريستلي) بتصميم أول آلة من شأنها ضخ الغاز داخل الماء. بناء على هذا التصميم، قام (توماس هينري) بإنتاج المياه الغازية ثم تلاه الكيميائي السويسري (جايكوب شويبي)، الذي بدأ ببيع مياهه الغازية سنة 1794.
لم يكن مذاق المياه الغازية هو ما جعلها رائجة بين الناس، بل الفوائد الطبية والصحية التي كانت تُنسب لها في البادئ، وعادة ما كانت هذه المشروبات تتضمن بعض المواد المنبهة والمحفزة على شاكلة القهوة وأوراق الكولا والجوز.
6- يبلغ عمر مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك 132 عامًا، حيث تأسست من طرف 33 رجلًا من ميادين علمية مختلفة سنة 1888
تندرج مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك اليوم ضمن لائحة أكبر المنظمات غير الربحية في العالم في ميدان العلوم والمعارف، وقد تأسست في السابع والعشرين من يناير سنة 1888.
كانت المؤسسة في البادئ ناديًا لنخبة المستكشفين والرحالة من الأثرياء، وتم لاحقًا إعادة هيكلتها كمؤسسة هادفة ”لزيادة ونشر المعرفة الجغرافية“.
في البادئ، لم تكن مجلتها تحظى بعدد كبير من القرّاء والمتابعين، ثم في سنة 1899، أصبح (جيلبرت غروسفينور) رئيس تحريرها وقام بتغيير شكل مقالاتها، التي أدرج فيها الصور الفوتوغرافية. في غضون بضعة سنوات، نمت شريحة قراء المجلة بشكل كبير جدا، وكان يتم استخدام عائدات مبيعاتها لتمويل الأبحاث العلمية ومشاريع الاستكشاف.
7- آلة الناسوخ، أو الفاكس: بدأ استخدام أول آلة فاكس في العالم، التي أطلق عليها اسم ”طابعة التلغراف الكهربائية“ منذ 178 سنة، حيث كانت الآلة تستخدم الإشارات الكهربائية للتلغراف وتنقلها عبر أوراق تحتوي على مواد كيميائية تتبخر تاركة خلفها شيفرة مورس مطبوعة
في سنة 1843، اخترع (آلكسندر باين) أول آلة فاكس في العالم وقام بتسجيل براءة اختراعها. استوحى (باين) التصميم من آلة التلغراف، وقام بتصميم آلة بإمكانها إرسال صور عبر الأسلاك باستخدام الإشارات الكهربائية.
تطورت آلة الفاكس عبر الزمن، وفي سنة 1964، تم اختراع آلة الـXerograph طويلة المدى من طرف شركة Xerox، والتي كانت قادرة على إرسال وثائق إلى أي آلة فاكس في أي مكان في العالم في غضون 6 دقائق.
اليوم، تتواجد آلات الفاكس في جميع المكاتب الإدارية تقريبًا، ومازالت تستخدم حتى الساعة في تبادل الوثائق.
8- بيعت أول قطعة بسكويت أوريو منذ أكثر من 100 سنة في (هوبوكن) بولاية نيوجيرسي، وكانت تباع في علب معدنية بسعر 25 سنتًا للرطل!
قامت «الشركة الوطنية للبسكويت» National Biscuit Company أو (نابيسكو) باختصار ببيع بسكويت (أوريو) أول مرة سنة 1912. تم تسجيل هذا الاسم كعلامة تجارية في الرابع عشر من مارس سنة 1912. وقد كان بسكويت (أوريو) آنذاك المحشو بالكريمة عبارة عن تقليد لبسكويت آخر يدعى (هيدروكس)، الذي أنتجته الشركة المنافسة لـ(نابيسكو) وهي «شركة لوس وايلز للبسكويت».
كانت شركة (لوس وايلز للبسكويت) نتاج شقاق حصل بين الأخوين (جايكوب لوس) و(جوزيف لوس). عمل هذان الشقيقان في السابق مع بعضهما البعض في إدارة «شركة إنتاج الأخوان لوس». شغل (جايكوب) منصب الرئيس التنفيذي للشركة وعمل على توسيعها بشكل كبير. غير أنه مرض في مرحلة ما وتعين عليه تسليم مقاليد الشركة لشقيقه (جوزيف).
سارع (جوزيف) لدمج الشركة مع منافساتها لتشكيل شركة (نابيسكو)، وهو الفعل الذي مضى فيه قدمًا على الرغم من معارضة شقيقه له. لذا عندما استعاد (جايكوب) عافيته، أسس «شركة لوس وايلز للبسكويت» انتقامًا من شقيقه.
كان منتوج (هيدروكس) أكثر منتوجات شركة (جايكوب) نجاحًا، وبما أن شركة (نابيسكو) كانت منافسًا شرسًا، فقد أصدرت بسكويتًا مشابها له في المذاق والتصميم. في البادئ، لم تتمكن الشركة من بيع هذا المنتج وتحقيق النتائج المرجوة منه، ذلك أن المستهلكين كانوا يعتبرونه تقليدًا سيئًا عن منتج (هيدروكس).
ثم عندما زال البريق عن منتج (هيدروكس)، أصبح (أوريو) البسكويت المفضل على المستوى الوطني في أمريكا، ومازال يسيطر على السوق إلى يومنا هذا.
9- اخترعت العدسات اللاصقة قبل 137 سنة من الآن، أي في القرن التاسع عشر، كما أن الفكرة وراء تصميمها أقدم من ذلك بكثير، حيث يعود تاريخها إلى زمن ليوناردو دافنشي سنة 1508
تم إنتاج أولى العدسات اللاصقة بين سنتي 1887 أو 1888، ويعود الفضل في ذلك إلى (آف آي مولر) و(أدولف فيك)، اللذان قاما بتصميمها لتصحيح النظر للأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر.
غير أن أصول هذا الاختراع تعود إلى دليل ألّفه الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي سنة 1508 بعنوان «مخطوطة العين»، وفيه اقترح استخدام قطع من الزجاج على شكل نصف كرية مملوءة بالمياه من أجل التأثير في قوة القرنية.
كانت العدسات اللاصقة التي أنتجها (أدولف فيك) تغطي كامل العين ولم تكن تسمح بمرور الهواء إليها، مما تسبب في انخفاض مستوى الأكسجين في القرنية، وهو ما كان له آثار جانبية خطيرة، ومنه لم يكن بمقدور المستخدم إرتداؤها أكثر من بضعة ساعات.
10- تمت صناعة أول ساعة يد قبل 450 سنة من الآن في سنة 1571 عندما أهداها إيرل (روبيرت دودلي) للملكة إليزابيث الأولى، وبعد ثلاثة قرون من ذلك، صنع (آبراهام بريغي) أول ساعة يد رسمية لفائدة ملكة نابولي
بينما كانت الساعات في القرن السادس عشر تفتقر للدقة ولم تكن تستطيع حساب الدقائق، كانت الهدية التي تلقتها الملكة إليزابيث الأولى غير دقيقة هي الأخرى، وهي الهدية التي تمثلت في ساعة تُلبس على الذراع، ومنه تمت تسميتها في البادئ ”ساعة الذراع“.
في سنة 1810، طلبت (كارولين مورات)، وهي ملكة نابولي، من صانع الساعات (آبراهام بريغي) صناعة ساعة خاصة لها، وكانت النتيجة هي أول ساعة تحمل لقب ”ساعة اليد“.
على الرغم من كونها مريحة وعملية وسهلة الارتداء والاستخدام، فإن ساعات اليد ظلت حكرًا على النساء وبقيت عبارة عن أكسسوار أنثوي إلى غاية الحرب العالمية الأولى.
كما كان الرجال لا يحبذون ارتداء ساعة مكلّفة على معاصمهم حيث تكون معرضة للغبار والعوامل الخارجية والكثير من التلف والضرر المحتمل.
11- ماكنات البيع: في القرن الأول للحكم الروماني في مصر، اختُرعت ماكنة بيع تعمل على توزيع المياه المقدسة مقابل العملات المعدنية
قام الرياضياتي والمخترع الكبير (هيرو) الإسكندري ببناء أول ماكنة بيع آلية في مصر الرومانية لتوزيع المياه المقدسة مقابل العملات المعدنية.
كانت العملة المعدنية التي يتم وضعها في الماكنة تعمل بمثابة وزن يقوم بتحريك ذراع ميكانيكية تفتح بدورها صمامًا يسمح بتدفق المياه المقدسة خارج الماكنة.
ظهرت مثل هذه الماكنات في مراحل متفرقة من التاريخ بعد ذلك، ومن بينها الماكنات التي ظهرت في إنجلترا سنة 1615 التي تقوم ببيع وتوزيع التبغ مقابل العملات المعدنية.
اخترعت ماكنات البيع المتطورة سنة 1883 من طرف (بيرسيفال إيفيريت). على الرغم من أنها استخدمت في البادئ لتوزيع البطاقات البريدية، فإنها سرعان ما أصبحت رائجة وتم توزيعها ونشرها في المناطق والساحات العمومية لبيع البطاقات البريدية، والأظرفة، والجرائد.
12- على الرغم من أن المرحاض الدافق العصري لم يصبح رائجًا إلا في منتصف القرن التاسع عشر، فإن تصميمه تم أول مرة قبل 425 سنة من طرف السير (جون هارينغتون)، كما كانت له جذور ضاربة في الحضارة الرومانية القديمة
ربما كانت آلية دفق المياه في مراحيضنا العصرية واحدة من أهم الاختراعات في ميدان النظافة، حيث جعلت الحياة أسهل وأنظف. وعلى الرغم من أن مراحيض الدفق تبدو عصرية، فإن لها في الواقع أصولًا قديمةً جدًا.
استًخدمت عبر مدن الحضارة الرومانية القديمة المراحيض العمومية التي كانت تتخلص من الفضلات البشرية بنظام دفق يعمل على دفق مستمر للمياه بين القرن الأول والخامس للميلاد. حتى أن حضارات وادي السند في المناطق الشمالية الغربية من آسيا كانت تستخدم مراحيض مع نظام صرف يستخدم دفق المياه للتخلص من الفضلات حوالي 2600 قبل الميلاد.
تم تصميم النموذج الأولي لمرحاض الدفق الذي بنيت عليه المراحيض العصرية في سنة 1596 من طرف السير (جون هارينغتون). كان هذا المرحاض يستخدم حوالي 28 ليترًا من المياه لدفق الفضلات، وكان بالإمكان استخدامه من طرف 20 شخصًا، أي دفقه 20 مرة.
قام السير (هارينغتون) بتثبيت اختراعه هذا في قصر (ريتشموند) لفائدة جدته الملكة إليزابيث الأولى.
المصدر: موقع unbelievable-facts