“أنثى السنجاب” أغنية أطفال تضاهي نجاح “بيبي شارك” تقف خلفها امرأة بسيطة
“في منزل أنثى السنجاب.. دق دق الباب”، كلمات دخلت الملايين من البيوت العربية وأثرت قلوب الملايين من الأطفال والكبار وحصدت مليار مشاهدة على موقع يوتيوب، هذا النجاح الكبير تقف خلفه سيدة مصرية بسيطة هي مريم الكرمي، تعيش في قرية صغيرة بأقصى حدود مصر الجنوبية في كوم أمبو، لم تكمل تعليمها بعد المرحلة الإعدادية، لكن إصرارها وحبها للعمل واللغة العربية والمعرفة كانا بمثابة الوقود الحقيقي الذي دفعها إلى تثقيف نفسها بنفسها.
رغم طرح الأغنية منذ 3 سنوات، إلا أنها تحقق الآن رواجا واسعا على مواقع التواصل ويوتيوب، وتخطى عدد مشاهداتها على موقع يوتيوب فقط أكثر من مليار مشاهدة، على قناة مدرستنا، غير المشاهدات التي حققتها على تيك توك وفيسبوك. ذلك الرواج جعل عدة متابعين يقارنونها بأغنية الأطفال الأجنبية الشهيرة “بيبي شارك” والتي تخطت مليارات المشاهدات، والبعض أطلق عليها “بيبي شارك النسخة العربية”، نظرا لأنه نادرا ما حققت أغنية عربية للأطفال هذه المشاهدات.
عن أسباب الانتشار، لفتت كاتبة أغاني الأطفال “أظن أن سبب انتشار الأغنية ووصولها إلى هذه المكانة، هو في الأساس حاجة الناس إلى أغنية تربوية متوازنة بين جمال الكلمة واللحن، وتثري في الوقت نفسه وجدان الأطفال، وتشعر الآباء بالرضا عما يستمع إليه صغارهم”.
ولا توافق الكرمي تماما على أن المقاطع الساخرة التي تناولت الأغنية كانت سببا في انتشارها، قائلة إنها “حققت نجاحا ملحوظا بمجرد عرضها وقبولا جعلها تفرض نفسها تلقائيا على أذن المستمع، مما يدفعه إلى الاستماع إليها أكثر من مرة مع لغة بسيطة ومغامرة هادئة تدور خلال كل ذلك، ثم بعد ذلك النجاح اللافت تسللت إلى الكوميكس مما حقق لها نجاحا فوق نجاحها ووضعها تحت الأضواء”.
تقول مريم الكرمي إنها أحبت الشعر طوال حياتها وأنها كانت تكتب خواطر وأشعارا للكبار والصغار، وكانت تكتب أناشيد لأبنائها، إلا أنها تخصصت في كتابة أغاني وأناشيد الأطفال قبل 5 سنوات.
وفي إصرار وتحد كبيرين لظروفها وموقعها البعيد النائي، كانت مريم تراسل المواقع والمجلات والقنوات الفضائية الموجهة للأطفال، فاستطاعت بهذه الطريقة أن تقدم أعمالا حازت النجاح الكبير مثل الأغنية الشهيرة “أنثى السنجاب” وغيرها فيما يقارب الـ100 أغنية.
وعن كواليس الأغنية الأشهر في عالم الأطفال الآن، تقول مريم الكرمي في مقابلة مع “العربية.نت”، “طُلب مني تقديم أغنية تجعل الطفل حذرا، أي لا يطمئن إلى أي أحد ولا يثق فيه بسهولة، فجاءت لي الفكرة فجأة وكتبتها في الحال، وأنا أصلا أحب السناجب بالتحديد فكانت هذه الأغنية من نصيبها لتكون أبطالها”.
وتقول مريم “نجاح الأغنية الكبير لم أكن أتوقعه أبدا، وكل أهل القرية فرحانين بنجاحي ونجاح أغنيتي ويشجعوني وواقفين جنبي بصراحة”. وتضيف مريم في تصريحاتها “أنا كأي أم بكون مشغولة بشغل البيت، لكنني لا أترك دفتري وقلمي في أي وقت يكونوا بجانبي”. وتؤكد “حتى وأنا أخبز وأعجن يكون دفتري جنبي يمكن تجيلي فكرة فجأة ولا حاجة”.
وتؤكد الكرمي أنها كانت من المتفوقين في الدراسة، حيث كانت دائما الأولى على مدرستها، وكانت الطالبة المثالية في منطقتها في كوم أمبو بأقصى جنوب مصر، كما أنها كانت تحلم بأن تكون طبيبة يوما ما، لكن الظروف هي ما دفعتها إلى ترك التعليم والمدرسة بعد الصف الثالث الإعدادي، لتكمل تثقيف نفسها ذاتيا في المنزل.
ورغم نجاحها الكبير وأدائها للرسالة في تربية أبنائها السبعة والأحفاد، إلا أنها تتمنى أن تقدم المزيد وأن تصبح مشهورة، ليس من أجل الشهرة ولكن من أجل إيصال رسالتها في تعليم الأطفال القيم والأخلاق والتربية، حيث تؤكد أنها لم تقدم أغنية للأطفال من أجل الترفيه فقط ولكن دائما ما تقدم رسالة هامة للطفل، كما أنها تحلم بأن تنشر لها أناشيد في الكتب المدرسية.