أوروبا تعترف بفلسطين بلا أثر على الأرض: الضغط على إسرائيل شرط أساسي للتغيير

باريس – متابعة الوعل اليمني

أظهرت دراسة صادرة عن مركز أبحاث فرنسي في باريس أن سلسلة الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين، على الرغم من أهميتها الرمزية والدبلوماسية، لا تمتلك تأثيرًا ملموسًا على الأرض ما لم تُتبع بإجراءات قوية للضغط على الحكومة الإسرائيلية.

وأوضح جان بول شانيولود، الأستاذ الفخري والرئيس الفخري لمعهد البحوث والدراسات حول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، أن هذه الاعترافات، التي أعلن عنها عدد من الدول الأوروبية مؤخراً، لم تُحدث أي تغييرات فعلية في الواقع الفلسطيني، بما في ذلك استمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني والعنف ضد المدنيين.

وقال شانيولود، وفق ترجمة وكالات صحفية: “على الرغم من فتح الطريق لعلاقات ثنائية أقوى وزيادة الضغط على السلطة الفلسطينية لمتابعة الإصلاحات، إلا أن هذه الاعترافات تبقى غير كافية بالنظر إلى الحقائق على الأرض”.

وأشار إلى أن خطوات مثل اعتراف فرنسا بدولة فلسطين، والتي يُفترض أن تزيد الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار في غزة بعد أسبوعين من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم تنجح في إنهاء الاحتلال أو حماية المدنيين الفلسطينيين من العنف المستمر.

وأكد شانيولود أن التأثيرات العملية لهذه الاعترافات محدودة، لأن الاعتراف الأوروبي لا يمتلك قوة مباشرة على الأرض، في مقابل النفوذ الأمريكي الذي يعارض هذه الخطوة ويملك قدرة على التأثير المباشر في سياسات إسرائيل.

وحذر الباحث من أن التوقف عند مجرد الاعتراف قد يؤدي إلى نتائج عكسية، قائلاً: “للأسف، لم تحرك هذه الدول ساكنًا لفرض واقع مشترك على الأرض، مثل فرض عقوبات على إسرائيل التي شنت حرباً دمرت مجتمعًا بأكمله، وتعمل في الضفة الغربية لتقويض فكرة الدولة الفلسطينية نفسها”.

ولفت إلى أن الزخم الدبلوماسي الحالي قد طغى على خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي نجحت في فرض وقف إطلاق النار في غزة، لكنها كانت مبنية على أولويات الأمن الأمريكية والإسرائيلية، مما أبقى المظالم التي تغذي العنف وتقوض فرص التسوية الدائمة على حالها.

خلاصة التقرير تؤكد أن الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين خطوة رمزية هامة لكنها بلا تأثير عملي على الأرض ما لم تصحبه إجراءات سياسية واضحة وضغط دولي ملموس على الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك استعداد أمريكي لإعادة توازن القوى وتعزيز فرص تحقيق تسوية دائمة في المنطقة.