أعلن دونالد ترامب، الأربعاء، تعيين الملياردير غاريد إيزاكمان، وهو أول رائد فضاء خاص تجوّل في الفضاء، رئيسا لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وهو اختيار يضع رائد الفضاء والملياردير والشريك التجاري لإيلون ماسك على رأس وكالة وثيقة الصلة بأعمال “سبايس إكس”.
وكتب الرئيس المنتخب على شبكة “تروث سوشل” الخاصة به “يسعدني تعيين غاريد ايزاكمان، وهو رجل أعمال بارع وطيار ورائد فضاء، رئيسا لوكالة الفضاء الأميركية(ناسا)”.
وأضاف ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” التي يمتلكها، “سيقود جاريد مهمة ‘ناسا’ في الاكتشاف والإلهام، ويمهد الطريق لإنجازات رائدة في علوم الفضاء والتكنولوجيا والاستكشاف”.
وإذا وافق مجلس الشيوخ على ترشيحه، فسيشرف إيزاكمان الذي لم يسبق له شغل أي منصب حكومي أو سياسي، على موازنة “ناسا” البالغة نحو 25 مليار دولار، والأولوية القصوى للوكالة هي إعادة البشر للقمر في إطار “برنامج أرتميس”، وهو جهد روج له ترمب أثناء ولايته الرئاسية الأولى، وسيعتمد كثيراً على مركبة “ستارشيب” من “سبايس إكس”.
ويُحتمل أن يشكل هذا التعيين تضاربا في المصالح، نظرا إلى العلاقات المالية بين غاريد، وهو رئيس شركة “شيفت 4” المالية، وإيلون ماسك رئيس شركة “سبايس اكس” والعضو المستقبلي في إدارة دونالد ترامب.
وأصبح رجل الأعمال البالغ 41 عاما شخصية بارزة في رحلات الفضاء التجارية بسبب تعاونه مع “سبايس اكس”، كما أنه مؤيد قوي لإيلون ماسك الذي سيشارك في رئاسة “لجنة الكفاءة الحكومية”.
وأنشأ غاريد ايزاكمان المتحدر من ولاية بنسلفانيا، الشركة التي أصبحت “شيفت 4 بايمنتس” من منزل عائلته عندما كان يبلغ 16 عاما. هو طيار متمرس ومؤهل لقيادة الطائرات العسكرية، كما أنه شارك في عروض جوية وحقق رقما قياسيا عالميا لرحلة حول العالم.
وانطلق الرئيس التنفيذي لشركة المدفوعات (شيفت4 بايمنتس) إيزاكمان إلى الفضاء مرتين في مركبات لـ “سبايس إكس” في مهمات تابعة بالكامل للقطاع الخاص، رتبها برنامجه بولاريس وعمل مع ماسك وأنفق مئات الملايين من الدولارات كعميل رئيس لوحدة وليدة لشركة “سبايس إكس” معنية بالسفر الخاص للفضاء.
ويأتي اختيار ترمب لمدير لـ “ناسا” في وقت باكر عما حدث خلال الانتقالات السابقة بين الإدارات الرئاسية، لأن الرئيس التنفيذي لشركة “سبايس إكس” ومؤسسها والمانح الرئيس لحملة ترمب الانتخابية، إيلون ماسك، استغل قربه من الرئيس المنتخب لمناقشة البعثات إلى المريخ وغيرها من مسائل استكشاف الفضاء التي يمكن أن تعزز “سبايس إكس”.
وحضر ترمب إطلاق اختبار “سبايس إكس” السادس لمركبة “ستارشيب” في تكساس الشهر الماضي، ويتوقع أن يعزز تعيين إيزاكمان إذا تمت الموافقة عليه، إستراتيجية الوكالة في الاعتماد على الشركات الخاصة لرحلات الفضاء كخدمة تجارية.
وقال ايزاكمان في بيان “سنحقق حتما اقتصادا فضائيا مزدهرا، اقتصاد سيوفر فرص العيش والعمل في الفضاء لعدد لا يحصى من الناس. وفي ناسا، سنستكشف هذه الاحتمالات بشغف”.
وفي سبتمبر، أنجز ايزاكمان أول عملية تجوّل خاصة في الفضاء على الإطلاق.
وسبق لعشرات الأشخاص أن نفّذوا مهمات مدنية في الفضاء، لكنّ ايزاكمان هو أول رائد فضاء خاص يغادر مركبة فضائية، في عملية محفوفة بالمخاطر لا تزال حتى اليوم مخصصة للمحترفين.