الأخبار
أخر الأخبار

أول ظهور منذ عقد.. مقطع فيديو يُظهر بن غفير يقتحم زنزانة مروان البرغوثي ويهدده

نشرت حسابات مقربة من وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، مقطعًا مصورًا له برفقة مفوض مصلحة السجون كوبي يعقوبي، وهما يقتحمان زنزانة القيادي في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية الأسير مروان البرغوثي، في العزل الانفرادي.

وخلال الاقتحام، وجّه بن غفير تهديدًا مباشرًا إلى البرغوثي قائلًا: “كل من يعبث بشعب إسرائيل، من يقتل أطفالنا، من يقتل نساءنا، سنبيده. لن تهزمنا”.

وقال بن غفير للبرغوثي، الذي ظهر هزيلاً: “لن تنتصر. من يعبثون بأمة إسرائيل (…) سنقضي عليهم. عليك أن تعرف هذا”.

وظهر البرغوثي وهو يحاول مقاطعة بن جفير، لكن المقطع القصير ينتهي قبل أن يتمكن من ذلك.

ومقطع الفيديو الذي نشره بن غفير للبرغوثي هو أول ظهور علني له منذ أكثر من عقد.

وفي تعقيبه، قال نائب رئيس دولة فلسطين، حسين الشيخ، إن تهديد بن غفير للبرغوثي في سجنه “قمة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي الذي يُمارس ضد الأسرى، وضرب للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية”.

وأضاف أن ما جرى “يشكل انفلاتًا غير مسبوق في سياسة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، مما يتطلب التدخل الفوري للمنظمات والمؤسسات الدولية لحمايتهم”.

من جهتها، قالت عائلة الأسير مروان البرغوثي في حديثها مع “العربي الجديد”، إنها تشعر بقلق بالغ على حياته بعد نشر مقطع الفيديو الذي يظهر تهديدات بن غفير له داخل زنزانته، مؤكدة أن ملامحه الشاحبة وآثار الإنهاك الواضحة تدل على ظروف احتجاز قاسية ومتعمدة في زنازين الاحتلال.

وفي بيان لاحق لها، قالت العائلة إنها تخشى من إعدامه بقرار مباشر من بن غفير، خصوصًا بعد اقتحامه زنزانته وتهديده الصريح، محذّرة من أن تتحول الزنزانة إلى غرفة إعدام بطيء وسط صمت دولي مخزٍ.

كذلك، أكد مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني بأن بن غفير اقتحم قسم العزل الانفرادي في سجن “جانوت” (المعروف سابقًا بسجني رامون ونفحة)، وتهجم على الأسير القائد مروان البرغوثي موجهًا إليه تهديدًا مباشرًا داخل زنزانته، في مشهد يكشف عقلية الانتقام والتحريض التي تقود منظومة السجون الإسرائيلية.

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اقتحام بن غفير زنزانة البرغوثي، وتهديده، معتبرة هذا التصرف “استفزازاً غير مسبوق وإرهاب دولة منظم”.

وجاء في بيان وزارة الخارجية أن هذه التصرفات “تندرج في إطار ما يتعرض له الأسرى وأبناء شعبنا من جرائم إبادة وتهجير وضم”.

وحمّل البيان “الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الأسير مروان البرغوثي، والأسرى كافة”.

وقالت الخارجية إنها ستتابع هذا التهديد بكل جدية مع الصليب الأحمر والمجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه المتخصصة. وطالبت “بتدخل دولي عاجل وحقيقي لحمايتهم من بطش الاحتلال وتأمين الإفراج الفوري عنهم كافة”.

من جانبها، قالت فدوى البرغوثي، زوجة مروان، عقب نشر الفيديو، إنها لم تتعرف على زوجها في المقطع المصور.

وأضافت في بيان: “ربما جزء مني لا يريد أن يقر بكل ما يعبر عنه وجهك وجسدك، وبما عانيته أنت وبقية الأسرى”.

وتابعت: “ما زالوا، يا مروان، يطاردونك ويلاحقونك حتى في الزنزانة الانفرادية التي عشت فيها لعامين. ما زال الاحتلال ورموزه في صراع معك، وما زالت القيود في يديك، لكنني أعرف روحك وعزيمتك، وأعرف أنك ستظل حراً”.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس “آنذاك”، في تصريحات سابقة لـ”الشرق”، إن السلطات الإسرائيلية تقوم بنقل مروان البرغوثي من قسم عزل إلى قسم عزل آخر في سجونها.

وأضاف فارس أن الوزير بن جفير “يقوم بملاحقة الأسير القائد مروان البرغوثي في السجون بهدف الاستعراض أمام الرأي العام الإسرائيلي بقدرته على إيذاء قائد من هذا الوزن”.

وأوضح: “يحتل مروان البرغوثي مكانة رمزية عالية بين الفلسطينيين، ولهذا تقوم السلطات الإسرائيلية بمحاولة المس به بهدف المس بهذه الرمزية الاستثنائية”.

وعند أي حديث عن الانتخابات العامة في فلسطين، يتصدر اسم مروان استطلاعات الرأي العام كحصان رابح في أي سباق انتخابي حال الإفراج عنه مهما كان المنافس له.

وفي كل مرة يجري فيها حديث عن تبادل أسرى مع إسرائيل، يتصدر مروان البرغوثي الأسماء والتوقعات لدوره في قيادة النظام السياسي في حال تحرره من الأسر.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتعرض البرغوثي لحملة تحريض واستهداف، كان آخرها عندما تعرض، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لهجوم وحشي برفقة 13 من قيادات الأسرى في معتقل مجدو، ما أدى إلى إصابته بنزيف حاد في الأذن اليمنى وجروح وآلام متعددة في أنحاء جسده، فيما تصاعدت التحذيرات من المساس بالبرغوثي ومحاولة تصفيته واغتياله في داخل سجنه.

والأسير البرغوثي معتقل منذ عام 2002، وهو محكوم بالسّجن المؤبد خمس مرات و40 عاماً، ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، تعرض لعدة عمليات نقل وعزل متكررة، وصولاً إلى نقله إلى عزل سجن مجدو. وعلى مدار السنوات الماضية، تصاعد اسم مروان البرغوثي وظهر تفوقه حال ترشحه للرئاسة الفلسطينية أمام الرئيس محمود عباس، وفق استطلاعات الرأي.

زر الذهاب إلى الأعلى