إسرائيل تسلم جثامين 45 فلسطينيًا عليها آثار التنكيل والتعذيب

جاء إعلان وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن تسلمها جثامين 45 فلسطينياً من السلطات الإسرائيلية، عبر وساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليشكل فصلاً جديداً في ملف التبادل غير المباشر ضمن الترتيبات المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار الساري بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. هذه الخطوة تأتي في سياق يبرز المعاناة الإنسانية الكبيرة في القطاع، وتؤكد استمرار الجهود لاستعادة رفات الذين قُتلوا واحتُجزت جثامينهم خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة في قطاع غزة، خاصة تلك التي بدأت في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر 2023.

تمت عملية التسليم عبر معبر كيسوفيم الواقع وسط قطاع غزة، حيث انتظرت سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي السماح لها بالدخول من الجانب الإسرائيلي. وبمجرد إتمام عملية النقل، تم توجيه الجثامين إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي القطاع، حيث توليها الطواقم الطبية الفلسطينية المختصة مهامها في إطار لجنة إدارة جثامين الشهداء، لتبدأ الإجراءات اللازمة من فحص وتوثيق وتحديد للهوية، تمهيداً لتسليمها إلى ذويها بما يتفق مع البروتوكولات المعتمدة. وقد أكدت وزارة الصحة الفلسطينية جاهزية فرق الطب الشرعي والإسعاف والطواقم التمريضية والفنية للتعامل مع هذه الحالات.

هذه الدفعة، التي قُدر عددها بـ 45 جثماناً، رفعت الإجمالي التراكمي لعدد جثامين الفلسطينيين التي استلمتها الجهات المختصة في غزة من إسرائيل، منذ بدء تطبيق اتفاقات التهدئة والتبادل، إلى نحو 270 جثماناً، وهو ما يعكس الحجم الكبير لأعداد المفقودين والمحتجزين جثامينهم. وبحسب مصادر إعلامية، فإن عملية الإفراج عن الجثامين تأتي عادة في إطار صفقة تبادل تنص على إعادة إسرائيل لجثامين عدد من الفلسطينيين مقابل تسلمها رفات جنود أو محتجزين إسرائيليين كانوا في قبضة المقاومة الفلسطينية.

وقد أشارت جهات طبية فلسطينية إلى أن بعض الجثامين المستلمة تظهر عليها آثار “تنكيل”، بما في ذلك علامات للضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين، مما يثير مزيداً من التساؤلات حول ظروف احتجازهم ووفاتهم، ويضيف بُعداً حقوقياً وإنسانياً معقداً لعملية الاستلام. وتتواصل في قطاع غزة عمليات انتشال الجثامين من تحت الأنقاض وفي المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، حيث تم انتشال مئات الجثامين الأخرى في إطار جهود الدفاع المدني في ظل صعوبة الظروف الميدانية والبنية التحتية المدمرة.