إسرائيل تسيطر على سفن “أسطول الصمود العالمي” وتعتقل ناشطيه

قال منظمو أسطول الصمود العالمي، اليوم الخميس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعترضت قوارب وسفناً على متنها نشطاء أجانب ومساعدات متجهة إلى غزة. وأشار الأسطول في منشورات منفصلة على تليغرام إلى أن قوات الاحتلال اعتلت القوارب “سبكتر” و”ألما” و”سيريوس” وغيرها في المياه الدولية، وإن وضع من هم على متنها غير مؤكد.

وكانت القوارب على بعد حوالي 70 ميلا بحريا عند اعتراضها قبالة القطاع المدمر داخل منطقة تراقبها إسرائيل لمنع أي قوارب تقترب من غزة. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان، صباح اليوم، أن نشطاء أسطول الصمود في طريقهم إلى إسرائيل، حيث ستبدأ إجراءات ترحيلهم إلى أوروبا.

وفي وقت سابق، أظهر شريط فيديو من وزارة الخارجية الإسرائيلية الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبري وهي تجلس على سطح قارب محاطة بجنود، كما أظهرت مقاطع فيديو التقطتها كاميرات المراقبة لحظات الاستيلاء على بعض السفن والقوارب بما في ذلك طريقة التعامل مع النشطاء. وحاولت وزارة الخارجية الإسرائيلية تبرير الاستيلاء على الأسطول ومهاجمته عن طريق الزعم أنه تابع لحركة حماس.

وواصلت قوات البحرية الإسرائيلية، اعتداءاتها على أسطول الصمود العالمي في المياه الدولية قبالة سواحل غزة.

وأعلنت دولة الاحتلال انتهاء عمليات السيطرة على سفن الأسطول، وأن إحدى السفن لا تزال بعيدة، لكنها ستحتجزها إن اقتربت أسوة بباقي السفن.

وجاء في بيان لخارجية الاحتلال: “لم ينجح أي من يخوت الاستفزاز التابعة لحماس–الصمود في محاولته دخول منطقة قتال نشطة أو كسر الحصار البحري القانوني”.

وأضاف: “تتبقى سفينة واحدة فقط من هذا الاستفزاز على مسافة بعيدة، وإذا اقتربت، فإن محاولتها دخول منطقة قتال نشطة وكسر الحصار ستُمنع أيضا”.

وبدأت بعض سفن “أسطول الصمود” العالمي والناشطون المحتجزون عليها بالوصول إلى ميناء أسدود، بعدما اعترضتها قوات البحرية الإسرائيلية بشكل غير قانوني وسحبتها إلى الميناء.

وأفاد مراسل الأناضول الخميس، بوصول بعض السفن المشاركة في “أسطول الصمود” إلى الميناء، وشوهد بعض الناشطين على متن السفن مرتدين سترات نجاة برتقالية اللون، فيما ظهر العلم الفلسطيني على إحدى السفن المحتجزة.

وأشار إلى أن المنطقة حول الميناء تشهد نشاطا مكثفا للسفن الحربية الإسرائيلية منذ منتصف نهار الخميس.

في وقت سابق، ذكر الأسطول في تدوينة عبر منصة شركة “إكس”، فجر الخميس، أن 30 سفينة تواصل الإبحار على بعد نحو 46 ميلا من غزة، رغم الهجمات الإسرائيلية المستمرة. ووصف تلك الهجمات والاعتداءات بأنها “جريمة ضد الإنسانية”.

وأضافت أن القوات الإسرائيلية رشت بخراطيم المياه سفينتي “ميتيغوي”، و”يولارا”، في حين تعمدت الاصطدام بسفينة “فلوريدا”، إلا أن أحدا لم يصب بأذى.

ومساء الأربعاء، أعلن أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة، عبر حسابه بمنصة شركة “إكس”، تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية.

وأطلق الأسطول نداء استغاثة بعد اعتراض الجيش الإسرائيلي بعض سفنه في المياه الدولية، معتبرا هذا التصعيد “جريمة حرب”.

بدورها، أفادت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أنه “تأكد اقتحام بحرية الاحتلال الإسرائيلي لبعض سفن الأسطول”.

ودعت منظمات دولية، بينها “العفو الدولية”، إلى توفير الحماية لـ”أسطول الصمود”، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه “أمر لا يمكن قبوله”.

ووصف نائب رئيس وزراء إيرلندا، وزير الخارجية والدفاع سيمون هاريس، أسطول الصمود، الذي اعترضته قوات الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية، بأنه مهمة سلمية تهدف إلى تسليط الضوء على كارثة إنسانية مروعة

وأضاف هاريس، أنه بحث التطورات المتعلقة بالأسطول المتجه إلى قطاع غزة مع مسؤولين في دول الاتحاد الأوروبي، مبينا أن الأخبار الواردة الليلة مثيرة للقلق للغاية، فأسطول الصمود العالمي مهمة سلمية تهدف إلى تسليط الضوء على كارثة إنسانية مروعة”

من جانبه قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن بلاده تتابع عن كثب وضع أسطول الصمود الذي اعترضته البحرية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن القنصليات الإسبانية في المنطقة في حالة تعبئة.

بدوره دعا وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو دولة الاحتلال إلى احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون البحري، مطالبًا بضمان حماية سفن الأسطول.

أما وزارة الخارجية التركية فقد اتهمت الاحتلال بارتكاب عمل إرهابي باعتراضها أسطول الناشطين المتّجه إلى قطاع غزة والمحمّل بمساعدات إنسانية.

وقالت الوزارة في بيان إن الهجوم الذي شنّته قوات إسرائيلية في المياه الدولية ضد أسطول الصمود العالمي الذي كان في طريقه لإيصال مساعدات إنسانية لسكان غزة، هو عمل إرهابي يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ويعرّض حياة المدنيين الأبرياء للخطر.

وأردفت، “نأمل ألا يلحق هذا الهجوم ضررا بالجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة”، مضيفة أنها “شرعت في اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان الإفراج الفوري عن مواطنيها والركاب الآخرين الذين احتجزتهم القوات الإسرائيلية”.

من جانبها دانت حركة المقاومة الإسلامية حماس بشدة اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول الصمود واعتقال الناشطين، ووصفت العملية بأنها قرصنة وإرهاب.

وقالت الحركة إن الهجوم عمل إجرامي يستوجب إدانة دولية، محذّرة من أن هذه الممارسات ستزيد من غضب شعوب العالم تجاه الاحتلال.

ودعت حماس المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المتضامنين وسفنهم.

تظاهرات حول العالم

وخرجت تظاهرات في عدة مدن غربية وتركية وعربية تنديدا بهجوم وقرصنة الاحتلال لعدد من سفن أسطول الصمود العالمي.

وعقب الإعلان عن اعتراض قوات البحرية الإسرائيلية أسطول الصمود الذي يحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة انطلقت مظاهرة في العاصمة الإيطالية روما احتجاجا على عملية الاعتراض.

وانطلقت مظاهرة أخرى في العاصمة البلجيكية بروكسل تنديدا باعتراض الاحتلال أسطول الصمود والاستيلاء على عدد من السفن واعتقال الناشطين الذين كانوا على متنها.

كما انطلقت مظاهرات ليلية في عدد من المدن الأوروبية تنديدا باختطاف الاحتلال سفن الأسطول التي تحمل مواد إغاثية نحو غزة، أبرزها في برشلونة وبرلين وأثينا وباريس.

وشهدت مدن إسطنبول وقيصري وقونيا وقفات احتجاجية تندد بقرصنة الاحتلال لسفن أسطول الصمود، كما حاصرت الحشود سفارة الولايات المتحدة في أنقرة والقنصلية في إسطنبول.

عربيا شهدت العاصمة الأردنية عمان ومدينة مصراتة الليبية وقفات تضامنية مع الأسطول الذي يهدف لكسر حصار الاحتلال عن قطاع غزة.

وتجمع المئات من التونسيين مساء الأربعاء، بالعاصمة دعما لأسطول الصمود الذي قامت البحرية الإسرائيلية باعتراضه واحتجاز عدد من سفنه واعتقال عدد من المشاركين به.

وطالب المتظاهرون بالنفير الشعبي في كل الساحات والمحافظات دعما للأسطول ودفاعا عنه ضد همجية الاحتلال، داعين السلطات التونسية وخاصة الخارجية بالتدخل الفوري والعاجل للضغط خاصة وأن 28 مشاركا يحملون الجنسية التونسية على متن سفن الأسطول.

وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.

وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 18 سنة.

وتشارك في الأسطول نحو 50 سفينة تسير على شكل مجموعات تفصل بينها بضعة أميال بحرية، ما يجعل المسافة بين السفن الموجودة في مقدمة الأسطول وتلك التي في مؤخرته نحو 20 ميلا، بحسب ناشطين مشاركين بالأسطول.

ونشرت إيطاليا وإسبانيا سفنا تابعة للبحرية لمرافقة الأسطول، وذلك للمساعدة في أي عملية إنقاذ أو احتياجات إنسانية، لكنها توقفت عن متابعته عندما أصبح على بعد 150 ميلا بحريا (278 كيلومترا) من غزة لأسباب تتعلق بالسلامة. ودعت منظمات دولية، بينها “العفو الدولية”، إلى توفير الحماية لـ”أسطول الصمود”، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه “أمر لا يمكن قبوله”.

Exit mobile version