يصعد المشهد العسكري في جنوب لبنان بشكل لافت، حيث شن الجيش الإسرائيلي سلسلة مكثفة من الغارات الجوية على بلدات متفرقة في الجنوب، تزامنت مع توجيهه إنذارات عاجلة لسكان ثلاث قرى محددة بالإخلاء الفوري لمبانٍ بعينها.
وقد أفادت مصادر إسرائيلية رسمية أن هذه الغارات تستهدف بنى تحتية وأهدافاً عسكرية تابعة لحزب الله في إطار ما وصفته بـ “التعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها الحزب لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة”، بعد فترة من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية دولية في نوفمبر 2024.
الإنذارات الأخيرة التي أصدرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، كانت موجهة تحديداً لسكان قرى الطيبة، وطير دبا، وعيتا الجبل. وقد تضمنت الإنذارات خرائط تحدد المباني المعنية باللون الأحمر، وطُلب من قاطنيها والمباني المجاورة الابتعاد عنها بمسافة لا تقل عن 500 متر لسلامتهم، محذرة من أن البقاء في المنطقة المحددة يعرضهم للخطر.
ورغم تداول أنباء عن دعوة إخلاء واسعة، أكد المتحدث الإسرائيلي لاحقاً أن الإنذارات مقتصرة على المباني المحددة والمناطق المجاورة لها مباشرة، وليس إخلاءً شاملاً للقرى، لكن هذه الإجراءات تسببت في حالة ذعر عارمة بين السكان الذين سارع عشرات العائلات منهم إلى إخلاء منازلهم واللجوء إلى الساحات العامة وجوانب الطرق.
وقد تبعت هذه الإنذارات بالفعل غارات جوية عنيفة استهدفت مبانٍ في البلدات المذكورة، حيث أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بوقوع استهدافات مباشرة لمبانٍ في طير دبا والطيبة وعيتا الجبل، وتسببت في دوي انفجارات شديدة وتصاعد سحب دخانية كثيفة، ما يشير إلى شدة القصف وكثافته.
كما سبق هذه السلسلة من الغارات إنذاراً سابقاً أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة ثمانية آخرين جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة بين بلدتي طورا والعباسية في قضاء صور جنوبي لبنان، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية. كما لوحظ تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي (المسير) على علو منخفض فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التكهنات الإسرائيلية بشأن إمكانية خوض جولة قتال جديدة في لبنان، حيث أشارت تقارير عبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي “يستعد لتدخل عسكري” بهدف إضعاف حزب الله ودفع بيروت لتوقيع “اتفاقية مستقرة” مع إسرائيل.
وتؤكد تل أبيب أن هدف عملياتها هو إزالة التهديدات التي يمثلها حزب الله والسماح بعودة آمنة لعشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين من شمال إسرائيل بسبب الهجمات، بينما تقول السلطات اللبنانية إن أكثر من 1.2 مليون لبناني قد نزحوا بالفعل بسبب الضربات الإسرائيلية، مشيرة إلى خروقات إسرائيلية متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه.
وفي المقابل، يواصل حزب الله تأكيده على التزامه بوقف إطلاق النار، لكنه يتمسك بحقه في “مقاومة الاحتلال وصد العدوان”.

“الدعم السريع” تعلن موافقتها على مقترح هدنة إنسانية في السودان
“الليكود” يعلن إعادة انتخاب نتنياهو رئيسًا للحزب وترشيحه لسباق رئاسة الوزراء المقبل
الإعلام الحكومي في غزة: 10 آلاف شخص ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض
مقتل 40 شخصًا بهجوم في الأبيض السودانية والجيش يرفض مقترحًا أميركيًا للهدنة