تطرق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى التطورات في قضية اعتراف المدعية العامة العسكرية يفعات تومر يورشالمي، بتسريبها شريطاً يوّثق اعتداء جنود الاحتلال جنسياً على أسير فلسطيني في سجن سدي تيمان الموصوف بالمسلخ البشري؛ عادّاً ذلك “الهجوم الدعائي الأخطر في تاريخ إسرائيل”.
وأوضح نتنياهو في افتتاحية جلسة الحكومة الأسبوعية، اليوم الأحد، أن تسريب الشريط ألحق ضرراً هائلاً بصورة إسرائيل وجيشها وجنودها، داعياً إلى تحقيق مستقل في الواقعة التي هزّت إسرائيل على المستوى الداخلي.
وتعود بداية القضية إلى فيديو مسرّب من منشأة الاعتقال سدي تيمان، لتعذيب أسير فلسطيني، والتنكيل به من مجموعة جنود في يوليو/ تموز 2024، وسط شبهات بإدخال أجسام إلى جسمه وتعرضه للاغتصاب.
وانتشر الفيديو لاحقاً على نطاق واسع، لكن ليس هذا ما كان يهم إسرائيل، ولا ما غلب على النقاش العام فيها، بقدر ما هو الإساءة التي لحقت بسمعتها، وتعريض الجنود لخطر الملاحقة الدولية، ومن ثم تحوّل الأمر إلى أزمة داخلية بعد اقتحام المكان الذي احتجز فيه الجنود في حينه للتحقيق، من قبل من ناصروهم ودافعوا عن سلوكم ورفضوا اعتقالهم، وكان من بين هؤلاء وزراء هبوا لنجدتهم.
إلى ذلك، ومن التسريب انتقل نتنياهو، إلى ما وصفه بـ”محور الشر الإيراني”، مكرراً أن الأخير “تلقى ضربات قاسية جداً؛ فكّكناه في أماكن كثيرة، لكنه ما زال قائماً في بعض المواقع، إذ يحاول التعافي من جراحه”، موضحاً أن “هدفنا هو حرمانه من إمكانية إعادة بناء نفسه، وهذا ما ننفذه في مختلف الجبهات”.
أمّا بالنسبة لقطاع غزة، فاعتبر نتنياهو أنه “في هذه الجبهة تلقت حماس ضربات ساحقة وصارت ظلاً لما كانت عليه، ومع ذلك فهي تحاول التعافي”. واتهم الحركة بممارسة الخديعة في ملف جثث الأسرى الإسرائيليين، عاداً هذه المحاولات “مثيرةً للشفقة”، مؤكداً التزامه بإعادة جميع الجثث.
وعلى الرغم من الإبادة التي شهدها القطاع ببشره وحجارته على مدار العامين، زعم نتنياهو أن حماس لا تزال توجد في جيبين في رفح وخانيونس، متوعداً بالقضاء عليها، والرّد على أي “اعتداءات” ضد جنود جيشه، وشدد على أنه “لا نطلب من أصدقائنا الأميركيين الإذن… يجب أن يكون واضحاً فالمسؤولية الأمنية العليا ستبقى بأيدينا ولن نتنازل عنها”.
وحول تجريد قطاع غزة من السلاح قال نتنياهو إن “هذا المبدأ الذي نتنباه متفق عليه بيني وبين الرئيس دونالد ترامب، ونعمل لتنفيذه بناءً لخطة واضحة. وإذا لم يتحقق هذا الهدف بإحدى الطرق، فسيتحقق بالطريقة الأخرى، والجميع يعرف ما هي تلك الطريقة ومن سينفذها”.
في موازاة ما تقدم، عرج نتنياهو على ملف لبنان، الذي يشهد تصعيداً مستمراً تفاقم في اليومين الماضيين باستشهاد أربعة لبنانين وجرح ثلاثة آخرين بغارة إسرائيلية، مطالباً الحكومة اللبنانية بتنفيذ التزامها بتجريد حزب الله من سلاحه.
واستدرك بالقول إنه “من الواضح أننا سنمارس حقنا في الدفاع عن أنفسنا كما نصّت شروط وقف إطلاق النار”، مهدداً بأنه “لن نسمح للبنان بأن يتحول مجدداً إلى جبهة ضدنا، وسنتصرف حسب الحاجة”.
في غضون ذلك، هدد رئيس حكومة الاحتلال جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، بـ”فعل كل ما يلزم لإزالة تهديداتها”، المتمثلة في “الصواريخ الباليستية التي تطلق من حين لآخر”، وزعم أنه “نواجه محوراً ما زال، رغم أنه مكسور ومُنهك، يحاول تجديد مخططاته لتدمير إسرائيل، ونحن سنحرمه، على أقل تقدير من القدرة على التعافي”.
على الجانب الآخر، تعهد نتنياهو بتخصيص 360 مليون شيكل لإعادة بناء ما تدّمر من مبانٍ وطوابق في مستشفى “سوروكا” في بئر السبع خلال الحرب التي شنّتها تل أبيب على طهران في يونيو/حزيران الماضي. وقال إن المبنى المزمع إنشاؤه سيكون محصناً ضد الهجمات.







