الأخبار
أخر الأخبار

إسرائيل تعاود القصف على قطاع غزة وسط مخاوف من انهيار الهدنة

على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ساعات عن استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أفاد مراسلو وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية بوقوع غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق شرق خان يونس جنوبي القطاع، مما أثار مخاوف جدية من انهيار الهدنة التي كانت قد سادت لفترة قصيرة.

وقد جاء هذا القصف بعد ساعات قليلة من تصريحات ترامب التي أكد فيها أن وقف إطلاق النار “لن ينهار”، مشيراً إلى أن ما قامت به إسرائيل كان بمثابة “رد” على انتهاك مزعوم للاتفاق، وأن لإسرائيل الحق في الرد بالمثل، على حد تعبيره، وذلك في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل جندي إسرائيلي واتهام حركة حماس بخرق الهدنة.

التقارير الميدانية من داخل قطاع غزة أشارت إلى استهداف الجيش الإسرائيلي مناطق شرقي خان يونس بغارات مكثفة، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.

وفي حادثة بارزة، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة عن انتشال خمسة قتلى من عائلة واحدة، من بينهم طفلان وامرأة، بعد استهداف مركبة مدنية في شارع القسام بخان يونس. وأكدت عائلة العطار، التي كانت المركبة تستهدفها، أن أبناءها كانوا في طريقهم للعودة إلى منازلهم، نافية بذلك المزاعم الإسرائيلية بأن الاستهداف كان لخلية تابعة لحركة حماس كانت تخطط لشن هجوم ضد القوات الإسرائيلية.

بالإضافة إلى ذلك، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلاً لعائلة القدرة في حي الأمل بخان يونس، مما أسفر عن مقتل الطفل كريم حازم القدرة وحاتم ماهر القدرة، بينما تواصل فرق الدفاع المدني جهودها لانتشال العالقين تحت الأنقاض في ظل نقص حاد في الإمكانات واستمرار القصف.

وفي سياق القصف المتصاعد، لم تقتصر الاستهدافات على خان يونس فقط، بل شملت مناطق أخرى في وسط القطاع، حيث تعرضت دير البلح والنصيرات والزوايدة لقصف مدفعي وجوي عنيف. وقد أسفر هذا القصف عن استشهاد ثلاثة مواطنين فلسطينيين من عائلة البنا جنوبي مدينة غزة، كما تم استهداف خيمة تؤوي نازحين غرب بلدة الزوايدة، مما أسفر عن إصابتين على الأقل.

وقد أعلنت مصادر فلسطينية أن عدد الضحايا الفلسطينيين في غارات اليومين الماضيين قد تجاوز العشرات، غالبيتهم من المدنيين، وهو ما يتناقض مع تأكيد الجيش الإسرائيلي العودة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بعد سلسلة الغارات التي نفذها زاعماً استهداف أكثر من 30 مسلحاً من حماس وفصائل أخرى.

من جهتها، أكدت حركة حماس التزامها بوقف إطلاق النار، وطالبت الوسطاء الضامنين للاتفاق بالتدخل الفوري والضغط على القيادة الإسرائيلية لكبح جماح التصعيد في القطاع. كما نقلت حماس رسالة إلى الوسطاء تفيد بأن استئناف القصف يشكل خرقاً واضحاً للاتفاق.

وفي الوقت نفسه، يرى محللون أن إسرائيل، من خلال استمرارها في التحركات العسكرية رغم إعلان ترامب استئناف الهدنة، ترسل رسالة واضحة إلى واشنطن مفادها أن قرار التصعيد أو وقفه هو قرار سيادي تتخذه تل أبيب من طرف واحد، في محاولة للحد من النفوذ الأمريكي على تطورات الصراع.

زر الذهاب إلى الأعلى