الأخبار
أخر الأخبار

إسرائيل تغرق غزة بالمخدرات وسط حصار مستمر

غزة- متابعة الوعل اليمني 

في خضم الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، تتكشف حرب أخرى صامتة تستهدف النسيج المجتمعي الفلسطيني من الداخل. شحنات من المخدرات تدخل إلى القطاع عبر وسائل متعددة، بينها شاحنات تجارية وطائرات مسيرة، في محاولة منظمة لتفكيك المجتمع وإضعاف صموده النفسي والاجتماعي.

وسائل التهريب

حسب ما وثقته “الجزيرة مباشر” دخول كميات كبيرة من الأقراص المخدرة عبر شاحنات تجارية تمر عبر المعابر الخاضعة لتفتيش الاحتلال، بالإضافة إلى إلقاء مواد مخدرة عبر طائرات مسيرة في مناطق متفرقة من القطاع، لتقع في أيدي تجار المخدرات وعملاء الاحتلال. هذه العملية تكشف سياسة ممنهجة تهدف إلى ضرب المجتمع الفلسطيني وإضعاف الشباب باعتبارهم عماد المستقبل.

استعرضت الأجهزة الأمنية في غزة العديد من أنواع المخدرات التي دخلت عبر شاحنات تحمل مواد غذائية وإغاثية، من حبوب وحشيش ومواد كيماوية تؤدي إلى الهلوسة والموت، مرورًا بأساليب تهريب مبتكرة. كل ذلك يكشف استغلال الاحتلال للحصار والحرب لنشر الفوضى داخل المجتمع المدني، وفق تصريحات مسؤولي مكافحة المخدرات.

تفاصيل صادمة

وكشف مسؤولون في إدارة مكافحة المخدرات عن أن الشاحنات التي تخضع للتفتيش الإسرائيلي تمرر مواد مخدرة بعناية فائقة، ووصفوا الأمر بأنه “غير مسبوق”، ويكشف عن سياسة تهدف لتفكيك النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتقويض قدرته على الصمود، في وقت يتعرض فيه الأمن الفلسطيني لاستهداف مباشر يقلل من قدرته على ضبط هذه الآفة.

وأكدت الجهات المختصة أن تهريب المخدرات يوازي في خطورته الهجمات العسكرية، لأنه يسعى لنشر الفوضى والانحراف بين الشباب، في ظل كارثة إنسانية يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني. ومع الإمكانات المحدودة، شددت إدارة مكافحة المخدرات على أن المعركة ضد المخدرات هي “معركة وعي وصمود لا تقل أهمية عن مواجهة القصف والحصار”.

مواجهة وطنية

كما حذّر تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية من المخططات الإسرائيلية لإغراق القطاع بالمخدرات، مؤكدًا أن هذه الوسائل تهدف إلى تمزيق المجتمع وضرب منظومته الأخلاقية والاجتماعية. ودعا التجمع إلى تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية، وتعزيز دور المؤسسات الأهلية والتربوية والدينية، لحماية المجتمع وبناء جبهة داخلية صلبة قادرة على الصمود.

من جهته، أكد المتحدث باسم حركة حماس في تصريحات إعلامية سابقة، أن ما يُسمح بدخوله من شاحنات لا يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لأكثر من مليوني مواطن، مشيرًا إلى أن معظم الشاحنات تحمل مواد تجارية وليست إغاثية عاجلة. وأضاف أن الاحتياجات الماسة تشمل البيوت المتنقلة (الكارافانات) لمواجهة الشتاء القاسي، والتي لم تُنفّذ حتى الآن، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ المدنيين.

بين تهريب المخدرات وانعدام الاحتياجات الأساسية، يعيش سكان غزة حربًا مزدوجة، عسكرية واجتماعية، تستهدف صمودهم اليومي. وتظل مواجهة هذه التحديات مسؤولية وطنية وأخلاقية مشتركة، تتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية، وتكثيف الرقابة على المعابر وحملات التوعية، لضمان حماية المجتمع الفلسطيني وصموده في أصعب الظروف الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى