الأخبار المحلية
أخر الأخبار

قوات “درع الوطن” تتسلم طريق “الوديعة – العبر” وسط تساؤلات سياسية وعسكرية عن الخطوة

في خطوة تحمل أبعاداً أمنية وسياسية، دشّنت الفرقة الثانية من قوات “درع الوطن”، المدعومة من السعودية، انتشارها على الطريق الدولي الرابط بين منفذ الوديعة ومنطقة العبر في صحراء حضرموت، وذلك ضمن خطة تهدف إلى تأمين هذا الشريان الحيوي الذي يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية.

التحرك جاء بعد زيارة رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن صغير بن عزيز، إلى قيادة الفرقة الثانية في الوديعة، حيث التقى قائدها العقيد فهد عيسى بامؤمن. ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن الانتشار تم بتوجيهات من وزير الدفاع، وأسفر عن تسليم مواقع ونقاط أمنية كانت تتبع اللواء 23 ميكا بقيادة العميد عبدالله معزب.

وتشمل خطة الانتشار الجديدة مناطق إضافية مثل الخشعة وخط العبر – العقلة، بينما تتولى تشكيلات تُعرف بـ”قوات الطوارئ” مهام أمنية على الطريق المؤدي إلى صافر، حيث تقع أهم منشآت النفط والغاز في البلاد.

قوات “درع الوطن”، التي أُنشئت بقرار جمهوري في يناير 2023، تتكون من تشكيلات سلفية تم دمجها ضمن القوة الجديدة، وتُعد قوة احتياطية تابعة للقائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس رشاد العليمي. وقد نٌشِرَت ألوية منها في محافظات مثل المهرة وحضرموت، بعيداً عن خطوط المواجهة المباشرة مع الحوثيين، في محاولة لاحتواء التوترات مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

ويُعد خط الوديعة – العبر – مأرب المنفذ البري الوحيد المفتوح بين اليمن والسعودية، ويخدم أكثر من مليوني نازح، إضافة إلى القوات الحكومية في مأرب، التي تواجه حصاراً من الحوثيين من ثلاث جهات. ويُستخدم هذا الطريق لنقل السلع والإمدادات الأساسية، فضلاً عن حركة المسافرين بين المحافظات اليمنية والسعودية.

لكن هذا التحرك العسكري أثار جدلاً واسعاً، خاصة في ظل تصاعد دعوات المجلس الانتقالي الجنوبي لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت، ما يفتح الباب أمام تأويلات تتجاوز مجرد “تأمين الطرق”، لتصل إلى إعادة توزيع النفوذ العسكري في الشرق اليمني، وسط تساؤلات عن مستقبل الجيش النظامي في تلك المناطق.

زر الذهاب إلى الأعلى