قال مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن “إسرائيل” ستتبنى مقترح المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، بوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح.
جاء ذلك بعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم سلفا.
جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب عقب اجتماع أمني ترأسه نتنياهو بمشاركة وزير الأمن وكبار القادة العسكريين وفريق التفاوض، فيما لم يصدر عن ويتكوف على الفور إعلان عن هكذا خطة.
وأضاف مكتب نتنياهو أنه في اليوم الأول من المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في غزة، سيجري تحرير نصف المحتجزين الإسرائيليين، أحياء وأمواتا.
وإذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق نار دائم، فسيتم إطلاق سراح المحتجزين المتبقين، الأحياء والأموات.
وتقدر تل أبيب وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، بحسب إعلام عبري، فيما لم تعلن الفصائل الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.
واقترح ويتكوف الخطوط العريضة لتمديد وقف إطلاق النار، بعد أن أكد أنه في هذه المرحلة لم تكن هناك إمكانية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف لإنهاء الحرب، وأن الأمر يتطلب وقتا إضافيا لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق نار دائم.
ومع ذلك، أشار مكتب نتنياهو إلى أن “الاتفاق الجديد يمنح إسرائيل الحق في استئناف القتال بعد 42 يومًا إذا رأت أن المفاوضات لا تحرز تقدمًا”.
ولم يصدر على الفور عن حماس أو الوسيطين المصري والقطري أو ويتكوف تعليقات على هذا البيان الإسرائيلي.
وفي حين وافقت “إسرائيل” على مخطط فيتكوف، تمسكت حماس حتى الآن برفضها قبول هذا المخطط، وفق مكتب نتنياهو، الذي قال إنه “إذا غيرت حماس موقفها، فإن إسرائيل ستدخل على الفور في مفاوضات حول كل تفاصيل خطة فيتكوف”.
وترفض حماس اقتراحا إسرائيليا بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وتطالب بالتزام حكومة الاحتلال بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يقضي بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
ورفضت حماس خطة اقترحها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لهدنة مؤقتة في غزة، خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وطالبت بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وأوضحت أن اعتماد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مقترحات أميركية لتمديد المرحلة الأولى خلافا للاتفاق محاولة مفضوحة للتنصل منه.
ورداً على بيان مكتب نتنياهو، اعتبر القيادي في حركة حماس محمود مرداوي أن “البيان الأخير لمكتب نتنياهو هو تأكيد واضح على الاحتلال يتنصل بشكل متكرر من الاتفاقات التي وقع عليها ويواصل المراوغة في تنفيذ التزاماته بشأن وقف إطلاق النار”.
وأضاف في تصريحات نشرتها وسائل إعلام فلسطينية: “هذا التلاعب المستمر لن يعود بالأسرى إلى ذويهم.. بل على العكس.. سيؤدي إلى استمرار معاناتهم وتعريض حياتهم للخطر”.
وقال مسؤولان فلسطينيان مطلعان على المفاوضات إن إسرائيل رفضت دخول المرحلة الثانية من الاتفاق أو بدء المفاوضات بشأنها.
وبدلاً من ذلك، طلبت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى بشرط تسليم عدد من المحتجزين الأحياء والجثامين كل أسبوع من فترة التمديد.
لكن حماس رفضت ذلك، وأصرت على الالتزام بالاتفاق ودخول المرحلة الثانية وإلزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه.
وقالت حركة حماس إنها “مستعدة للتعاون مع أي مبادرة من شأنها التصدي لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع دون المساس بالحقوق الفلسطينية”.
وأشارت إلى “حرصها على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، وصولاً لوقف إطلاق النار الشامل والدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من القطاع وإعادة الإعمار ورفع الحصار.
وشهدت الساعات الأخيرة تصعيدا إسرائيليا يهدد استمرار الاتفاق، حيث ترفض حكومة نتنياهو الدخول في المرحلة الثانية منه، التي تنصّ على إنهاء حرب الإبادة وانسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من غزة.
ونشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطعاً مصوراً يظهر محتجزين إسرائيليين ما زالوا في عهدتها في غزة، وأكدت أن المحتجزين المتبقين لا يمكن إطلاق سراحهم إلّا من خلال صفقة تبادل كما نص اتفاق وقف إطلاق النار على مراحل، والذي بدأ في 19 يناير.
ولوحت حكومة نتنياهو باستئناف الحرب على غزة في حال فشل التوصل إلى تفاهمات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق بهدف إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين.
في المقابل، تتمسك حماس باستكمال تنفيذ كامل بنود الاتفاق بمراحله الثلاث، بينما يسعى الوسطاء إلى إيجاد حل للأزمة.
وبدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى، يتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما.
وبينما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق، في الثالث من شباط/ فبراير الماضي، مفاوضات المرحلة الثانية منه، عرقل نتنياهو ذلك.
إذ يخشى نتنياهو دخول المرحلة الثانية من الاتفاق، خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي يضم وزراء من اليمين المتطرف رافضين لإنهاء الحرب على غزة.