إلى المتخوفين من انسحاب أمريكا.. هذه إستراتيجيتها في حربها على الحوثي

عبدالسلام محمد

من خلال مطالعتي هناك تخوفات من البعض، أن واشنطن تسعى في الحرب مع الحوثي لتحقيق مصلحة خاصة بها ثم تنسحب، بينما لا يتم السؤال عن الربط بين تحريك الولايات المتحدة لحاملات طائرات وترسانة عسكرية توازي خوض حرب عالمية، وليس مع جماعة صغيرة يمكن هزيمتها من داخلها. مالم يربط التحرك الأمريكي بالهدف الأبعد تحجيم الصين، فهو نوع من استغفال جانب من جوانب أهداف الحرب المعلنة ضد الحوثيين ..!

ولذلك سأشرح هنا نقطة تفصيلية تتعلق بالاستراتيجية الأمريكية في وضع هدف معركة في أي حرب، والتي تنطلق من عدة منطلقات. هدف واشنطن في حربها على الحوثيين، يتلخص في ” تأمين ممرات الملاحة الدولية” منطلقات واشنطن في وضع هدف لأي حرب هي:

1- مرونة الهدف وقابليته للاستمرار، مع قابليته للقياس والتقييم .

2-إمكانية تغذية الهدف بروح جديدة عندما يقترب من الخفوت .

3- ينطلق الهدف من مصالح أمريكية تتعلق بالأمن والاقتصاد، بحيث تعطي زخما ودعما شعبيا له.

4-يساعد في تحقيق أهداف أخرى طويلة الأمد إقليميا و دوليا.

5- يكسب الهدف واشنطن خبرة جديدة في الحرب لتدريب الجيل الجديد.

6-يسهل الهدف تجربة أسلحة حديثة.

7-يحقق الهدف دخلا قوميا جديدا لدعم الجيش الأمريكي ومؤسسات الدولة .

8-يعيد تحقيق الهدف سمعة أمريكا العسكرية .

ولذلك فمعظم الحروب التي تخوضها أمريكا يجب أن تكون في محيط غني بالطاقة، وعندها إمكانية المساهمة في تكاليف الحملة ودفع التعويضات، وكذلك ذو موقع جيوسياسي وديموغرافي يساهم في تغيير خارطة المنطقة لصالحها .

بعد إسقاط الاتحاد السوفيتي كان هدف الحرب الأمريكية في أفغانستان مكافحة الإرهاب، والبعض يعتقد بعد السيطرة على افغانستان تنتهي الحرب الأمريكية، لكن واشنطن أعادت في هذه الحرب سيطرتها على المنطقة بما فيها ثروات أوربا الشرقية التي تحررت من الاتحاد السوفيتي .

كما أن هدف الحرب على الإرهاب المرن ساعدها في تحقيق اهداف عسكرية واقتصادية وأمنية في العالم وليس في الشرق الأوسط فحسب.

في العراق كان الهدف تفكيك سلاح الدمار الشامل ( السلاح الكيميائي)، ولكن من خلال احتلال العراق أعادت واشنطن رسم خارطة المنطقة متبنية لنظرية دعم حكم الأقليات لتمكين السيطرة الأمريكية والتحكم بالفوضى.

في اليمن هدف تأمين ممرات الملاحة مرن، لكن لا يعني ذلك التخلص من الحوثيين فقط، بل قد يحقق أهداف عسكرية واقتصادية أخرى تتعلق بإضعاف النظام الإيراني وأيضا افشال خط الحرير ضمن مبادرة “الحزام والطريق” التي تبنته الصين .

ونظرا لأن الهدف أبعد من الحوثيين فقد بث في هدف الحرب الروح عدة مرات ، الأولى بالحديث عن تزويد روسيا صواريخ للحوثيين ، والثانية باتهام الصين تقديم دعم لوجستي للحوثيين من خلال الأقمار الصناعية، وحاليا يتم الحديث عن احتمالية وجود أسلحة دمار شامل مع الحوثيين، وهذا يعطي روح جديدة للهدف أمام الداخل والخارج، ما يعني استمرار العمليات العسكرية بمستوى أعلى مما كان، وقد يجعل ذلك إيران هدفا للضربات الإسرائيلية بعد اتفاق السيطرة الأمريكية على الثروات، وأيضا عسكرة البحر الأحمر منعا لتحقيق استراتيجية الصين، وقبل ذلك تفكيك جماعة الحوثي في اليمن.

*صفحة الكاتب على موقع إكس

Exit mobile version