إنفاق انتقائي وسط جوع الملايين.. الحوثيون يوجهون 56 مليون دولار لأسر قتلاهم

كشفت تقارير إعلامية ومصادر محلية في صنعاء عن تخصيص جماعة الحوثي مبلغاً ضخماً يُقدر بـ 56 مليون دولار (نحو 29 مليار ريال يمني) لتمويل مشاريع نقدية وصحية وغذائية موجهة حصرياً لأسر قتلاها وجرحاها، في وقت تعاني فيه مناطق سيطرتها من انهيار الخدمات الأساسية وانقطاع الرواتب.
ووفقاً لإعلان رسمي صادر عن ما تسمى بـ«هيئة رعاية أسر الشهداء»، فإن هذه المشاريع تشمل أكثر من 24 برنامجاً تتنوع بين الدعم النقدي، التغذية، والصحة العامة، وتستهدف حصرياً أتباع الجماعة دون غيرهم.
فعاليات تعبئة وتدريب.. وتعزيز الولاء
أفادت المتحدثة باسم الهيئة، أفنان شرف الدين، أن البرامج تتضمن زيارات ميدانية للأحياء في صنعاء وضواحيها، إلى جانب دورات تدريبية للأرامل وأمهات القتلى، بهدف ما وصفته بـ«تعزيز ثقافة الصبر والتضحية». إلا أن مراقبين يرون أن هذه الأنشطة تُستخدم لتعزيز الولاء للجماعة واستقطاب مقاتلين جدد من الفئات الفقيرة والمهمشة.
توسعة المقابر وتجاهل الفقراء
في سياق متصل، بدأت الجماعة بتوسعة عدد من المقابر الخاصة بمقاتليها، منها مقبرة حي الروضة التي امتلأت بالكامل، في وقت يتجاهل فيه الحوثيون معاناة ملايين اليمنيين الذين يواجهون ارتفاعاً حاداً في الأسعار، شحاً في الخدمات، وانعداماً شبه كامل للدخل.
مصادر سياسية اتهمت قيادة الجماعة بتوجيه أغلب الموارد العامة نحو الدعاية العسكرية وتثبيت ثقافة الموت، على حساب القطاعات الحيوية المنهارة مثل التعليم والكهرباء والمياه والصحة.
تحذيرات دولية من تفاقم الجوع
من جهته، حذّر برنامج الغذاء العالمي من تفاقم معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون العامين في مناطق سيطرة الحوثيين، مشيراً إلى أن نسبة الفقر الغذائي الحاد بلغت 36%، وهي الأعلى على مستوى اليمن. وأوضح البرنامج أن قيود الجماعة على تحركات المنظمات الإنسانية تعيق وصول المساعدات إلى الفئات الأشد فقراً، وسط تراجع كبير في برامج الدعم الدولية.
مراقبون: سياسة تمييز ممنهجة
يرى مراقبون أن تخصيص الحوثيين ملايين الدولارات لمشاريع مغلقة على أتباعهم، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، يعكس سياسة تمييز ممنهجة واستغلالاً للمعاناة لتثبيت النفوذ والسيطرة، ما يفاقم من عزلة الفئات الأشد فقراً ويزيد من هشاشة الوضع الإنساني في البلاد.






