مقالات

“إيران” وحيدة!

بقلم “صدام الحريبي

صراع النفوذ بين “إيران” والعدو الصهيوني يبدو أنه تحوّل من الممارسة السياسية والإعلامية الناعمة والمخابراتية إلى المواجهة العسكرية المباشرة، وذلك ليس بسبب تأثير الاستفزازات الصهيونية على “إيران”، بل إنها محاولة من “طهران” لتدارك سمعتها التي مُسحت بها الأرض.

صراع “إيران” مع الكيان الصهيوني حيث أن هذا الصّراع من أجل النفوذ فقط وليس له أي علاقة بالقدس وفلسطين لا يعني أن الأمريكان والغرب يقفون ضدها، فإن كانوا كذلك لمحَوها منذ زمن، فأمريكا والغرب يروا في إيران السيف البتّار الذي يقطف لهم رؤوس العرب والمسلمين ويجعلهم في اقتتال دائم فيما بينهم، والتخلّص منها أو إنهاء دورها خسارة كبيرة ولا داعي أصلا لإنهاء هذا الدور، فقط هم يريدون إعادة بعض الترتيبات إرضاء للصهاينة، فالصهاينة يبحثون عن أي نصر ومحاولة لتحسين سمعتهم التي ضربتها المقاومة الصادقة في حما..س، ولذلك وبعد أن فشلوا في التغلّب عليها، قدّمت لهم أمريكا والغرب ضحية بإمكانهم أن يحسّنوا سمعتهم من خلالها وهي (إيران ووكلائها).

منذ سنوات والصهاينة يثخنون ضربا في إيران، فقد اغتالوا علمائها النوويين وسط طهران وغيرها، واغتالوا قادتها العسكرين وقتلوا عملائها ووكلائها في المنطقة، كل ذلك وإيران تقول: نتمنى أن تعطينا إسرائيل سببا لنمحوها من الأرض، وهذا خطاب كان الهدف منه خداع على العرب والمسلمين فقط.

عموما، بينما الكيان الصهيوني العدو الألد للعرب والمسلمين يهين إيران ويستهدفها بشكل مباشر بسبب اختلافهم على النفوذ، وبينما من المفترض أن يقف العرب والمسلمين كشعوب إلى جانب إيران، ها هم بين متشفي وشامت ضدها ووكلائها ومحايد وصامت، وذلك بسبب أنها لم تراعي أي شيء فيهم، فقد قتلت طفلهم ونساءهم وشيوخهم وشبابهم ودمّرت أوطانهم ومارست كل شيء تستطيعه ضدهم، وهذه هي النتيجة، فالعرب والمسلمين الذين استماتوا في الوقوف مع “أردوغان” في حربه مع خصومه، والذين ترحّموا على “مهاتير محمد” وتمنّوا أن يحملوه فوق رؤوسهم، والذين صلّوا على الشهيد الغالي “مرسي” في كل بقاع الأرض، والذين بكوا دما في استشهاد البطل القائد اسماعيل هنية، لأنهم شخصيات ودول احترمتهم ولم تخدعهم ولم تخنهم، ها هم اليوم لم يكتفوا بالصمت تجاه ما حصل لإيران ووكلائها، بل إن الأكثر يشمت ويتشفى، وغير الشامت منهم يقول: اللهم اهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.. كل ذلك بسبب الإجرام الذي مارسته إيران ضدهم، لتقف طهران وحيدة في ضعفها أمام الكيان الصهيو…ني رغم اهتمام أمريكا والغرب بها.

أما حركة حما..س وهي “حماسنا” فقد أجمع الكل على أنها تنتهج سياسة صادقة وواضحة غير سياسة إيران ووكلائها المعتمدة على الخداع، حيث يردد العرب والمسلمون منذ أيام بأن فرد من أفراد حما…س تسلل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وقتل ٨ وهو لا يمتلك شيء، بينما أطلقت إيران ٢٥٠ صاروخ بالستي ولم تقتل أحد.

كذلك صمدت “حماسنا” كعرب ومسلمين، أمام الصهاينة أكثر من عام وقتلت منهم المئات وهي لا تمتلك عُشر العشر مما يتملكه أبسط ذراع لإيران في المنطقة، بينما إيران ووكلائها مجتمعين لم يصمدوا يوما واحدا، وهذا دليل أن الصّراع بين إيران والعدو الصهيو…ني ليس له أي علاقة بالأقصى والمقدّسات والقضية، بل من أجل السيطرة والنفوذ فقط.

فهل ستدرك إيران صاحبة أكبر انتفاشة في العالم أن ذلك بسبب نهشها في العرب والمسلمين وهي التي أراقت دماءهم وشردتهم وأدخلت الفرفة والفتن والشحناء بينهم وأرسلت إليهم من يثير سفك الدماء وقتلت الأطفال والنساء خدمة للمشروع الغربي الذي تقوده أنظمة الاستكبار في العالم؟
فإيران التي تحاول إقناعنا منذ عقود بأنها القوة القادرة على التهام إسر..ائيل والغرب وتستخدم أسوأ الممارسات الدموية ضد المسلمين والعرب من أجل إقناعنا بتلك النظرية، أصبحت تخاف من الرد على العدو الصهيو…ني بعد أن أهان كرامتها ووكلائها ولا ترد إلا بعد الاستئذان من الغرب طالبة ومتوسّلة منهم أن يحدّدوا لها الزمان والمكان من أجل الرد شريطة ألا يُقتل صهيو…ني واحد، لكن لا مشكلة إن قتل مئات آلاف المسلمين!

لا نؤيد الصها..ينة ضد إيران ولا حتى وكلائها الذين أثخنوا في قتل أطفالنا ونسائنا وشيخونا ودمّروا أوطاننا، فالصها..ينة أعداءنا الأزليين، لكن إيران أصرّت إلا أن تدخل في عداء ودماء مع كل بيت عربي ومسلم، فهل ننتظر من ضحاياها الذين ما زالت تقتًل فيهم حتى الآن أن يتعاطفوا معها؟ هل هذا منطق إنسان يمتلك عقل وبصيرة؟

ومع أن الأكثر يشمت ويتشفى، إلا أننا لن نشمت أبدا ولدينا إيمان بأن الأيام دول، وكما شمتوا من صدام حسين حينما قتله الصها..ينة والأمريكان وحضروا هم الإعدام يوم عيد الأضحى كاستهداف وإهانة لكل العرب والمسلمين، هناك اليوم من يشمت بنفس الطريقة وهذا للتذكير، مؤكدين أن الشماتة ليست من أخلاقنا ولن تكون إن شاء الله.

فهل ستتوقف إيران عن العداء الذي يرتدي ثوب الخداع ضد العرب والمسلمين وستدرك خطأها، أم ستستمر في الأصرار على ما هي عليه حتى تنتهي ما تبقّت من سمعة لها عند “بعض” أتباعها الذين يؤيدونها تعاطفا بسبب “الأيدلوجيا” فقط؟

أما تأييد إيران بسبب أنها تعادي الصها..ينة لأجل القضية الفلسطينية فهذا كذبة وخدعة حقيرة قد كشفها حتى أطفال الحارة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى