احتلال شوارع القدس ولبس غريب الثياب.. أبرز مظاهر “عيد المساخر” عند اليهود.. تعرّف عليه
بعدما اقتحم عشرات المستوطنين اليهود المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال، في أول أيام ما يسمى “عيد المساخر” اليهودي (البوريم) الذي يحل الأحد 24 مارس/آذار 2024، ويستمر الإثنين، ويتقاطع مع منتصف شهر رمضان المبارك، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي استفسارات وتساؤلات عديدة حول ماهية هذا العيد اليهودي، وما سبب ارتباطه باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المتجددة بشكل سنوي تقريباً في هذا التوقيت؟
ما هو عيد المساخر عند اليهود؟
يُعد “عيد المساخر” أو (بوريم) بالعبرية، من أكثر الأيام شعبيةً في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتم الاحتفال فيه بذكرى هزيمة اليهود لأعدائهم بمملكة فارس في القرن الـ5 قبل الميلاد.
ووفقاً للمعتقدات اليهودية، يخلّد عيد المساخر الأحداث التي تم ذكرها في “سِفر إستير” من الكتاب المقدس. وفي الآية 8 من الإصحاح الثالث في السِّفر المذكور، يقول هامان حجي، كبير الوزراء في الإمبراطورية الفارسية، لملك فارس أحشويروش إنه هناك “شعب ما مشتت ومتفرق بين الشعوب في كل بلاد مملكتك، وسننهم مغايرة لجميع الشعوب، وهم لا يعملون بسنن الملك، فلا يليق بالملك تركهم”.
وتابع هامان وفقاً لليهودية بقوله: “إذا حسُن عند الملك، فليكتب أن يُبادوا”. وبمبادرة هامان صدر أمر بذبح جميع اليهود في الإمبراطورية الفارسية، ولكنه يُقال في سفر أستير بعد ذلك إن مؤامرة هامان أُحبطت و”كان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة.. وولائم ويوم طيب”.
إذ تدخل مستشار الملك، موردخاي، وابنة أخيه إستير، وساهما في تغيير هذا الحكم، حتى صعدت إستير إلى العرش بزواجها من الملك وإخفاء هويتها اليهودية. وبعد الكشف عن أنها يهودية وأنها ستكون واحدة من القتلى في مؤامرة هامان، أقنعت إستير الملك بوقف تدمير شعبها.
وفي الفصل الكامل الأخير، يعرض الكتاب تفاصيل قيام اليهود بقتل 75 ألف فارسي في رد فعل انتقامي. وتنتهي القصة بإعلان موردخاي وإستير عن إقامة عيد للشعب اليهودي احتفالاً بخلاصهم من الإبادة.
ومن هذا المنطلق يتم الاحتفال باليوم باعتباره انتصاراً لليهود وإعلاناً للنجاة، وعادة ما يرتبط بالعطلات والمراسم الاحتفالية الكرنفالية والإفراط في الشراب، وتتخذه جماعات الهيكل منطلقاً لتعبئة جمهورها استعداداً للاستفزازات الكبرى في عيد الفصح اليهودي.
وعادة ما يحتفل ساكني المدن المحاطة بالأسوار مثل القدس وعكا في يوم مختلف عن ساكني المدن الأخرى، ويرجع ذلك وفقاً للمعتقد اليهودي لأن اليهود في شوشان (إحدى عواصم الإمبراطورية الفارسية) منحوا يوماً إضافياً للقتال، وبالتالي فهم يحتفلون في يوم إضافي عن غيرهم.
اعتداءات اليهود على البلدات القديمة في أعيادهم الدينية
ومثلما حدث من اقتحامات يوم الأحد 24 مارس/آذار الجاري للمسجد الأقصى، غالباً ما ارتبطت الأعياد اليهودية بمحاولات المستوطنين اقتحام المسجد والحرم الإبراهيمي وشوارع البلدات القديمة.
إذ لطالما تزامنت مسيرات وفعاليات الاحتفالات الدينية اليهودية في القدس المحتلة بمناوشات واعتداءات الإسرائيليين على سكان المنطقة من المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين على حدٍّ سواء، وذلك في استغلال من الجماعات المتطرفة لتلك المناسبات لفرض المزيد من السيطرة على المنطقة المقدسة.
وحول ذلك صرّح أستاذ دراسات بيت المقدس في جامعة “إسطنبول 29 مايو/أيار” عبد الله معروف، بأن مطلب الجماعات المتطرفة الأساسي هو تخصيص المسجد الأقصى لهم فقط، ضمن محاولاتهم لفرض تقسيم المسجد زمانياً، على غرار ما يحدث في الأعياد الإسلامية من إغلاق باب المغاربة في وجه المستوطنين المقتحمين.
وأضاف معروف -مسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى- أن خطورة مواسم الأعياد تكمن في محاولة الجماعات المتطرفة وتيار الصهيونية الدينية جعلها نقاطاً مركزية لإجراء تعديلات أو تغييرات جوهرية بالمسجد الأقصى، عبر فرض مجموعة من الطقوس أبرزها النفخ في البوق والاقتحام بملابس “التوبة” الدينية الخاصة، وتقديم القرابين النباتية.
بدوره، أكد الباحث المقدسي، جمال عمرو، أن “الاحتلال يستعمل أعياده غطاءً للتصعيد ضد المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك” بشكل مستمر. وأشار إلى أن “حكومة الاحتلال تصعّد من ممارساتها وانتهاكاتها ضد المقدسيين تحت حجة العبادة اليهودية، وما يجري هو ليس مجرد زيادة في أعداد المقتحمين فحسب، بل هناك تصاعد واضح في أداء الطقوس الدينية التوراتية اليهودية علناً وبحماية مشددة من شرطة الاحتلال”.
عربي بوست