الأخبار
أخر الأخبار

استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والمنخفض الجوي يزيد من معاناة النازحين

تستمر حدة الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة، مع تركيز خاص على المناطق الشمالية والوسطى، حيث تُشير التقارير إلى ارتفاع مستمر في أعداد الضحايا المدنيين. وتتصاعد وتيرة القصف على مراكز الإيواء المؤقتة والبنى التحتية، ما يزيد من التدهور الإنساني الكارثي، خصوصاً في ظل استمرار الحصار الذي يمنع دخول الإمدادات الأساسية من الغذاء والماء والوقود.

وتؤكد المصادر الطبية المحلية أن المستشفيات المتبقية بالكاد تعمل، وغالبيتها لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المصابين أو تقديم الخدمات الأساسية بسبب نقص الإمدادات والوقود.

ومما ضاعف من مأساة السكان، لا سيما النازحين منهم، هو وصول منخفض جوي قوي مصحوب بأمطار غزيرة ورياح عاتية إلى المنطقة. وقد تسببت هذه الظروف الجوية القاسية في فيضان عشرات المخيمات العشوائية التي أقيمت للنازحين في المناطق الجنوبية، تحديداً في محيط مدينة رفح وخان يونس، والتي تفتقر إلى أي بنية تحتية مقاومة للعوامل الجوية.

وغرقت الخيام المصنوعة من النايلون والأقمشة الرقيقة بالكامل في مياه الأمطار والطين، ما أدى إلى تشريد آلاف العائلات مرة أخرى بعد أن فقدوا كل ما يملكونه.

كما تفاقمت الأوضاع الصحية بشكل غير مسبوق نتيجة لتشابك البرد القارس مع سوء التغذية والازدحام في أماكن الإيواء الموحلة. وتُحذر منظمات الإغاثة الدولية من انتشار سريع ومقلق لأمراض الجهاز التنفسي، والإسهال، والأمراض الجلدية بين الأطفال وكبار السن، حيث لا تتوفر أي وسيلة للتدفئة أو للحماية من الرطوبة، فضلاً عن نقص الأدوية والمرافق الصحية المناسبة لمعالجة هذه الحالات.

وقد ناشدت وكالات الأمم المتحدة المجتمع الدولي بضرورة فتح ممرات آمنة لإدخال مواد الإغاثة الشتوية العاجلة، بما في ذلك الخيام المقاومة للماء والبطانيات السميكة والملابس الشتوية، لوقف تفاقم الأزمة الإنسانية الشاملة.

وفي السياق ذاته، يواجه عمال الإغاثة تحديات جمة بسبب استمرار الغارات الجوية وخطورة التنقل، مما يعرقل جهودهم في الوصول إلى العائلات الأكثر تضرراً من القصف والمنخفض الجوي على حد سواء.

ويزيد المنخفض الجوي من صعوبة عمليات البحث والإنقاذ تحت الأنقاض، ويُعيق عمل الشاحنات التي تحمل القليل من المساعدات التي تدخل القطاع عبر معبر رفح، مما يؤدي إلى تأخير وصول المساعدات الضرورية لمن هم بأمس الحاجة إليها، ويُجبر النازحين على مواجهة الموت جوعاً وبرداً وقصفاً في آن واحد.

زر الذهاب إلى الأعلى