الأخبار
أخر الأخبار

اعتقال 55 بريطانيًا على خلفية مشاركتهم في مسيرة داعمة لغزة

قالت شرطة العاصمة البريطانية لندن إنها اعتقلت 55 شخصاً خلال مسيرة نظمتها حركة “فلسطين أكشن” المحظورة أمام مبنى البرلمان السبت. وأضافت في بيان أوردته وكالة “رويترز” أنها اعتقلت 70 شخصاً خلال الأسبوعين الماضيين على الخلفية نفسها.

وخرج اليوم السبت مئات الآلاف في تظاهرة وطنية في لندن للمطالبة بإنهاء الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. واعتصم صباح اليوم عدد من البريطانيين في ميدان الطرف الأغر للتضامن مع الحركة، واعتقلت الشرطة العشرات منهم.

وذكرت الشرطة في منشور على منصة “إكس” أن الحشد تجمع في ساحة البرلمان وأخذ يلوّح بلافتات تدعم الحركة التي حُظرت هذا الشهر بموجب قانون مكافحة الإرهاب. وكان بعض المحتجزين يرتدون الكوفية الفلسطينية.

وحظر مشرعون بريطانيون الحركة في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن اقتحم بعض أعضائها قاعدة للقوات الجوية الملكية وألحقوا أضراراً بطائرتين احتجاجاً على دعم بريطانيا لإسرائيل.

وأصبح الانضمام إلى الحركة الآن بمثابة جريمة قد تصل عقوبة بالسجن فيها لمدة تصل إلى 14 عاماً.

ووصفت الحركة القرار بأنه “استبدادي” ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا في لندن الطعن في قرار الحظر الاثنين.

وفي الأثناء، تُواصل حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني في المملكة المتحدة حراكها لدعم الشعب الفلسطيني خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة، إذ جابت التظاهرة شوارع لندن واختتمت أمام مقر الحكومة البريطانية، حيث تحدث عدد من السياسيين وممثلي النقابات والحركات الشعبية.

وتحدث السفير الفلسطيني حسام زملط في ختام التظاهرة داعياً الحكومة البريطانية للالتزام بالقانون الدولي، وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، وشكر المتظاهرين الذين أبدوا التزاماً تاريخياً، على حد قوله، تجاه الشعب الفلسطيني.

وطالب زملط المجتمع الدولي بإنقاذ عاجل للشعب الفلسطيني في غزة الذي يتعرض للتجويع المتواصل.

وتحدث النائب المستقل في البرلمان البريطاني جيرمي كوربين الذي أكد أهمية الحراك الشعبي في بريطانيا لأجل فلسطين، خصوصاً من أجل الدفاع عن حق التظاهر في ظل تضييق الحكومة، على حد قوله.

وتطرق كوربين إلى الوضع الإنساني في غزة ووصف نقاط “توزيع المساعدات” المدعوم من أميركا بأنها “لعبة قتل” تستهدف المدنيين.

وأشار إلى أن هذا الحراك في بريطانيا هو جزء من حراك عالمي يمتد جذوره لسنوات طويلة في محاربة الاستعمار والفصل العنصري من أجل حقوق الشعوب الجماعية.

وشكر كوربين الدول التي شاركت في المؤتمر الذي عقد في كولومبيا بهدف حشد الدعم الدولي لفلسطين ومحاسبة إسرائيل، معلناً عن بدء أعمال لجنة تحقيق في دور الحكومة البريطانية في تورطها في حرب الإبادة الجماعية في غزة، ومؤكداً وقوفه إلى جانب الفلسطينيين حتى تحقيق الحرية.

ونُظمت تظاهرات أخرى في مدن مانشستر وإدنبرة وبريستول للتنديد بتصنيف “بالستاين أكشن” ضمن قائمة الإرهاب، وذلك للأسبوع الثالث على التوالي، في تحد شعبي للقانون.

حركة “فلسطين أكشن” من بين الجماعات التي دأبت على استهداف شركات الدفاع وغيرها من الشركات البريطانية التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

وتُعدّ هذه التظاهرة الوطنية التاسعة والعشرين من نوعها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتشهد مشاركة واسعة النطاق من مؤسسات وهيئات تضامنية، من بينها: حملة التضامن البريطانية مع فلسطين، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، ومنظمة أصدقاء الأقصى، إلى جانب منظمات مناهضة للحرب والتسلح النووي والمنتدى الفلسطيني البريطاني، وحركات يهودية مناهضة للصهيونية وحركات طلابية من مختلف الجامعات إضافة لمجموعات شبابية ونسائية وكويرية وممثلين عن جاليات مختلفة.

وطالب “المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين” السلطات البريطانية بفتح تحقيق رسمي في حادثة مثيرة للجدل، هُددت خلالها سيدة بريطانية بالاعتقال بموجب قوانين مكافحة الإرهاب على خلفية مشاركتها في احتجاج سلمي مؤيد لفلسطين.

وكانت لورا مورتون (42 عاماً) قد شاركت في تظاهرة سلمية رفعت فيها علم فلسطين ولافتات كُتب عليها: “حرروا غزة” و”إسرائيل ترتكب إبادة جماعية”، من دون أن تعلن دعمها لأي جماعة محظورة. ورغم ذلك، واجهت تهديداً من عناصر شرطة بالاعتقال، في مشهد وصفه المركز الحقوقي بأنه “انتهاك صريح لحرية التعبير”.

وألقت الشرطة القبض على عشرات من أنصار الحركة خلال مسيرات في أنحاء بريطانيا منذ فرض الحظر.

وبموجب القانون البريطاني، يمكن لوزارة الداخلية حظر الحركة ما إذا كان يُعتقد أنها ترتكب أو تشجع أو “ضالعة في الإرهاب”. ومن شأن الحظر أن يضع المجموعة في تصنيف مماثل لحركة “حماس” أو “القاعدة” أو تنظيم “داعش”.

وتتهم حركة “فلسطين أكشن” الحكومة البريطانية بأنها “شريك فاعل” في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بسبب الدعم العسكري الذي تقدمه لتل أبيب.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه الدعوات لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة، وصل قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار إلى بريطانيا لحضور مؤتمر يستضيفه سلاح الجو الملكي البريطاني.

وتولى بار منصبه طوال حرب إسرائيل على غزة، ويُقال إنه وافق شخصياً منذ إبريل/نيسان من هذا العام على الغارات الجوية التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي.

ووصل بار بعد ظهر يوم الخميس، ويُقال إنه موجود في المملكة المتحدة لحضور فعالية “الوشم الجوي الملكي الدولي” التي تُقام في قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في غلوسترشاير.

وانطلقت الفعالية الرئيسية في قاعدة فيرفورد الجوية، و تتضمن عروضاً جوية وللطائرات، صباح الجمعة، وتستمر حتى يوم الأحد. ووفقاً لهيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، سيعقد بار سلسلة من الاجتماعات مع قادة سلاح الجو من جميع أنحاء العالم.

وفي ظل استمرار القصف الإسرائيلي المتواصل، تشير الإحصائيات إلى أن ما لا يقل عن 67 ألف فلسطيني استشهدوا أو فُقدوا، من بينهم أكثر من 19 ألف طفل، في حين دُمّر ما لا يقل عن 88% من مساحة القطاع، وأُجبِر أكثر من مليوني شخص على النزوح.

ويواجه أكثر من 650 ألف طفل خطر الموت جوعاً، في وقت تتعمّد فيه سلطات الاحتلال منع إدخال المساعدات الإنسانية، ما دفع القائم بأعمال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا عدنان حميدان إلى التحذير أخيراً من أن “ما يحدث في غزة وصمة عار على جبين الإنسانية”، مؤكداً أن العقاب الجماعي الذي يُمارَس على المدنيين في القطاع هو من أبشع صور الجرائم في العصر الحديث.

زر الذهاب إلى الأعلى