الأخبار المحلية
أخر الأخبار

اغتيال قادة حزب الله اللبناني هل يؤثر على مليشيا الحوثي؟

قتل قيادي في حزب الله اللبناني في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي على لبنان يوم 19 أكتوبر، يدعى باسل مصطفى شكر، ركن قوة الرضوان بحزب الله وهي قوة النخبة لديه، وينحدر من عائلة فؤاد شكر القائد العسكري للحزب الذي قتل أيضا في وقت سابق قبل أشهر.

مقتل باسل شكر أعاد فتح ملف مشاركة حزب الله في الحرب التي يشنها الحوثي على اليمنيين منذ 2004 وبشكل أكبر منذ اجتياح صنعاء في 2014، واعترف بمشاركته أيضا حسابات لبنانية مؤيدة لحزب الله.

وفق عدنان الجبرني الصحفي الذي نشر عملا مفصلا عن البنيان العسكري للحوثيين في اليمن ومجلسهم الجهادي، كان باسل شكر أحد أهم العناصر اللبنانية التي تدير الحرب الحوثية في اليمن، وقال الجبرني إنه من أوائل عناصر حزب الله التي دربت مليشيا الحوثي، ووصل اليمن 2015 واستمر حتى 2022 على فترتين. وقالت وكالة إرم الإماراتية إن شكر كان موجودا أثناء معركة دحر الحوثيين من عدن يوليو2015. تداول ناشطون يمنيون صورا لشكر بالزي العسكري اليمني.

حسن نصر الله نفسه اعترف في خطابات عدة له بأن حزبه طرف مشارك مع الحوثي في الحرب التي يخوضها ضد الشعب اليمني. ويعتقد على نطاق واسع يمنيا أن حزب الله والحرس الثوري كانت آخر معركة عسكرية لهم هي معركة مأرب في اليمن وكانوا يعولون عليها كثيرا، وفي خطاب متلفز اعتبر نصر الله احتمال سقوطها بيدهم نصرا عظيما ترسم معادلة جديدة في المنطقة والإقليم، لكن المعركة توقفت بصمود المقاومة في مأرب.

وتكشف عمليات الاغتيالات الأخيرة التي نفذها الاحتلال بحق الحزب في لبنان ونعي حزب الله لهم عن مشاركتهم العسكرية في الحرب الحوثية مع حزب الله ضد اليمنيين. ومن بين أهم القادة الذين اغتيلوا وكانوا في اليمن قائد قوة الرضوان “إبراهيم محمد عقيل” المكنى حركيا بـ”الحاج عبدالقادر”، الذي قاتل مع الحوثيين وعمل معاونا في “المجلس الجهادي” لجماعة الحوثي وشارك في تطوير قدراتهم الصاروخية ومنظومة الطيران المُتسكع وتخطيط وتنفيذ عملياتهم في اليمن والسعودية. ونشر حزب الله صور أيضا لعقيل يرتدي الزي العسكري اليمني في بيان نعيه.

محمد سرور المعروف بالحاج صالح قائد القوة الجوية في حزب الله اللبناني، ظهر في اليمن في وقت مبكر من عاصفة الحزم يدرب الحوثيين على العمليات الخاصة، وانتشر مقطع مصور له بثه التحالف العربي قبل سنوات يدرب الحوثيين، ويحثهم على مهاجمة اليمنيين والسعودية، قتل في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي على منزله في بيروت 26 سبتمبر.

تشير الأسماء الواردة أعلاه إلى أن حزب الله كان في أعلى هرم القيادة العسكرية للحزب وللحوثيين أيضا بالضرورة.

يشير تقرير للجارديان البريطانية قبل أيام إلى أن انفجارات أجهزة النداء البيجر انفجرت بما لا يقل عن 40 شخصاً في اليمن.

كشف تقرير صحفي للجبرني في المصدر أونلاين عن وجود مجلس سري للجماعة يسمى المجلس الجهادي ويمثل وفق التقرير التنظيم والبُنية السرية الصلبة للجماعة المسلحة وينشئ الهياكل التنظيمية الأخرى المعلنة والسرية، وتعمل جميعها تحت إدارته لحمايته وتحقيق أهدافه. وكشف التقرير أيضا عن عدد أعضاء المجلس الجهادي وعددهم تسعة يقودهم شخص من الحرس الثوري، فيما يتولى المعاون الجهادي من حزب الله منصب نائبه، ويضم أيضاً مسؤول القوات النوعية مثل الطيران المسير والصواريخ والبحرية، ومسؤول قادة المناطق ومسؤول التنظيم والإعداد، ومسؤول المخابرات الداخلية، ونظرياً يعد عبدالملك الحوثي رئيس المجلس الجهادي. والمجلس الجهادي مستورد من البنية التنظيمية العسكرية لحزب الله.

يقول الدكتور علي الذهب الخبير العسكري اليمني إن التأثير سيكون مباشرا بلا شك على الحوثيين، ويشير إلى مقارنة مهمة تعود إلى ما حدث بعد حرب النكسة 67 عندما سحبت مصر قواتها من اليمن، وأطبق الإماميون الحصار على صنعاء. ومع ذلك يستدرك الدكتور الذهب بأن مقياس التأثير من الصعب قياسه.

ويعتقد الذهب أيضا: الحوثيون ربما استفادوا من وجود هؤلاء القادة من حزب الله اللبناني في اليمن قبل عودتهم وقتلهم، وأعدوا قادة بدلاً منهم، وهناك بعثات من الحوثيين تعمل وتتدرب منذ وقت طويل في كل من الضاحية الجنوبية ولبنان، وسوريا والعراق وإيران، وقد يكون هؤلاء القادة مؤهلين لتغطية هؤلاء.

ويطرح الذهب احتمالا إضافيا: “مع الضربات التي تلقاها حزب الله وتفككه إلى خلايا عنقودية بعد ضرب قياداتهم العسكرية والسياسية، قد يبقى بعض القادة من الحزب في اليمن”.

يتفق محمد الباشا الخبير الأمني اليمني أيضا عن أن تأثير عمليات الاغتيال تلك قد تكون محدودة: الحوثيون صار لديهم خبرة ويعملون حاليا في العراق مدربين. لكن الباشا أعادة تغريدة أخرى يقول فيها “إن من الواضح أن قدرات الحوثيين على شن هجمات بحرية وصاروخية وبطيران مسير تأثرت بعد سلسلة الغارات الأمريكية التي تستهدف قدرات الحوثيين البحرية منذ أشهر”.

لكن سليم عبدالعزيز وهو باحث يمني يشير إلى أن الاغتيالات لقادة حزب الله الذين كانوا باليمن توضح أولا طبيعة الحرب القائمة منذ سنوات طويلة بين إيران وبين اليمن، “يتضح ان الحوثية تنظيم ايراني بحت وليس كما هو سائد أو طرح من خلال كتابات تدعي العلمية والبحث.. وأعني بالحوثية هنا تنظيمها الذي كان قبل إسقاط الدولة والمجتمع والشعب”.

ويضيف سليم عبدالعزيز “حزب الله وإيران أهم مقوم من مقومات وجود الحوثية بل هم المقوم والمتغير الخفي والمستقل”.

بالإضافة إلى “السلاح والمال والعلاقات المافيوية العابرة للحدود التي تؤكد ذلك”. وينتقد سليم بشدة الآراء والأفكار التي تجعل الحوثيين تنظيماً مستقلاً بأي شكل عن إيران، التي تقدم صورة مغلوطة وهمية امتشاق سلاحها صحفيون وكتاب وبحاثة يهرفون بما لا يعرفون ومنطق متهافت على صعيد الافكار والمنهج والرؤية ككل” والتي تحد من تأثير ما يجري على الحوثيين.

بنظرة أخرى مقاربة لما يقوله سليم عبدالعزيز يقول علي هاشم وهو صحفي من جنوب لبنان متخصص بالشأن الإيراني في مقال له عن تأثير الاغتيالات التي لحقت بقادة حزب الله العسكريين والأمنيين وبلغت ذروتها باغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله “الحقيقة أن حضور ونفوذ إيران الثورة الإسلامية في هذه اللحظة يواجه أعظم تحدياته الوجودية… وقد يتهدد وجود النظام الإيراني نفسه إذا وصلت الضربات الإسرائيلية إلى البرنامج النووي الإيراني”.

ويؤكد: الهجمات التي يشنها حلفاء إيران على الاحتلال بما فيهم الحوثي ” تصل إلى حافة الألم وليس إلى الألم نفسه” وتعطي تأثيراً عكسيا على قادة الاحتلال “إشارة عجز شجعته على المزيد وهو اليوم يرفع شعار “هل من مزيد؟!”.

تشير معطيات الوقائع الميدانية على الأرض إلى انخفاض واضح في عدد الهجمات الصاروخية والباليسيتة ونوعيتها التي شنها الحوثيون منذ أواخر سبتمبر الماضي. وتناقصت البيانات التي يطلقها يحيى سريع ناطق الحوثيين العسكري، وكذا بيانات المنطقة المركزية الأمريكية التي تتولى غالبا التصدي للهجمات الحوثية بالصواريخ والطيران المسير والقوارب المسيرة.

كما أن وعيد الحوثيين بالرد على هجمات الاحتلال التي دمرت مينائي الحديدة النفطيين “ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى” لم تحدث منذ ثلاثة أشهر تقريبا.

وتشير أنشطة حوثية عسكرية محلية إلى إجراءات عسكرية حوثية شملت سحب عشرات النقاط والأفراد من شوارع مدن إب وذمار وصنعاء وأرسلتهم إلى الحديدة، بالتزامن مع توجه حوثي لإفراغ ميناء الحديدة للحاويات آخر مرافئ الميناء التي مازالت تعمل من الحاويات.

زر الذهاب إلى الأعلى