الإصلاح الحليف الوفي والخصم الشريف!صدام الحريبي

بقلم”صدام_الحريبي
(هذا المقال موجّه للكيانات وحلفاء وخصوم الإصلاح والشرعية ولكل مواطن وهو وجهة نظر خاصة بالكاتب)
أولا لا مجال في هذا المقال للتّلميع أو المغالطات، بل سنسرد فيه حقائق ووقائع تثبت الفكرة.
لم يُقدم التّجمّع اليمني للإصلاح خلال مسيرته على خداع أي حليف، ولا على ممارسة أي فجور في أي خصومة، بل كان وفيّا مع الحليف وشريفا مع الخصم، واضعا أمامه مصلحة الوطن فوق كل شيء، وفوق مصالحه وهذا ما يثبته الواقع.
كان الإصلاح متصالحا مع الجميع، فقبل سنوات كان يتعامل مع الرئيس السابق على عبدالله صالح تحت مظلة مصلحة الوطن، رغم الاستغلال الذي كان يُدركه الإصلاح لكنه يتغاضى عنه لمصلحة الوطن، ولأن الاستغلال كان في حق الحزب، فذلك أمر سهل يتجاوزه الإصلاح..
مضى الإصلاح مع الرئيس السابق، حتى خرج صالح في أحد الخطابات بداية الألفينيات وقال إن الإصلاح كان كرتا تم استخدامه وانتهى، ثم قال: غابت الشمس وإلى الأبد.. لتبدأ موجات ملاحقة الإصلاحيين في المدارس ونقلهم من مدارسهم القريبة إلى أخرى بعيدة.
انسحب الإصلاح بهدوء ولم يمارس أي شغب أو مشاكل، وذهب لتأسيس اللقاء المشترك مع رفاق النضال، واستمر ذلك إلى بعد ثورة فبراير المجيدة، ورغم أنه كان يتلقى الطعنات في الظهر من بعض رفاق النضال، إلا أنه كان يغلّب مصلحة الوطن، إلى أن دعمت بعض القوى الانقلاب الحوثي من تحت الطاولة وأتت عملية عاصفة الحزم.
كباقي المكونات السياسية الأخرى وتحت مظلة الحكومة الشرعية وقف الإصلاح إلى جانب التحالف العربي من أجل إنهاء الانقلاب الحوثي وظل وفيّا للهدف والوطن، حتى أقدمت إحدى دول التحالف على الغدر به هو والشرفاء من أبناء الوطن فاغتالت أعضائه وقياداته وغيّبت آخرين قسرا، والسبب هو وطنية هذا الحزب الذي لن يرضى أبدا وبتاتا حتى وإن حِيزت له الكنوز والأموال بتسليم جزر بلاده وموانئه وسواحله لدولة أجنبية، ولن يرضى بأي انتهاك للسيادة أو احتلال للأرض، وبالفعل كان ذلك، وقد تنازل الإصلاح كثيرا من أجل الوطن، وحاول جاهدا إيضاح الأمور لتكم الدولة، بأن اليمن لا يمكن أن يكون إلا ندّا وليس تابعا، وأن الإصلاح يتحرّك حسب ذلك وتحت مظلة الدولة الشرعية التي رفضت كذلك تلك الممارسات النزقة والظالمة، لكن دون فائدة، ومع ذلك لم يخدع الإصلاح رغم كل ما تعرّض له.
فالإصلاح إن تحالف كان الأوّل في التضحية والفداء ضاربا أروع ملاحم التضحية والوفاء، وإن خاصم كان الأشرف في ضرب ملاحم الشرف ورفض الخيانة والجبن.
ولذلك ورغم ما يتعرّض له الإصلاح إلى اليوم هو وكوادره والبسطاء من أبناء الشعب، إلا أنه ما زال الضوء الذي تستضيء به الدولة رغم هشاشتها، فهو قلبها النابض الموجوع الذي ينهشه الأعداء والأصدقاء، ولولا هذا الصمود بعد إرادة الله، لكان وطننا إما ساحة للطائفيين والعنصريين، أو ساحة أخرى للمتصهينين والمراهقين المحتلين الطارئين.
فهل أدركنا أهمية ما يقوم به هذا المارد الذي كلّما ضاقت بنا الأرض حمّلناه كل شيء وأنا أوّلكم، بل إن البعض يصل إلى اتهامه بالخيانة رغم الملاحم السياسية التي قدمها وشبابه الذين قضوا في سبيل الدفاع عن دينهم ووطنهم، كذا من ما زالوا مختطفين سواء لدى الخصوم أو الحلفاء الخصوم؟
إذا هو الإصلاح الذي لن يهدأ له بال إلا باستقرار الوطن ورفاهية الشعب، هو الإصلاح الذي إن تحالف أوفى وضحّى، وإذا خاصم خاصم بشرف وسمو، وخصومه يشهدون بذلك قبل أصدقائه.
فهل سيجد الحلفاء والخصوم أفضل من الإصلاح؟ وهل سيجد الوطنيون أفضل منه حتى يأتمنوه على وطنهم؟