يحتفل اليمينون في الأول من يوليو/تموز من كل عام منذ 2021، بما بات يُعرف بـ”يوم الأغنية اليمنية”، للتعبير عن اعتزازهم بالهوية الثقافية الفنية، وأمجاد الأغنية المحلية المتنوعة، التي ذاع صيتها خلال العقود الماضية، إلى مختلف أرجاء الوطن العربي.
وخلال هذه المناسبة السنوية، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلًا من قبل مختلف شرائح المجتمع، لتداول الأغاني المحلية الأيقونية بألوانها الغنائية المتعددة، متناولين أبرز الأعمال الفنية المرتبطة بحياة اليمني ومحطاتها المتقلبة، إلى جانب مشاركة مقتطفات من سيرة أشهر الفنانين المحليين التي تخطت حدود البلد.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة لدى الحكومة المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، إن الاحتفال بالأغنية المحلية التي تمثّل هوية وتراث وتاريخ اليمنيين “هو جزء لا يتجزأ من معركتنا الوطنية مع مليشيا الحوثي الإرهابية ومشروعها التدميري، فالفن له دوره الوطني في مقارعة المليشيا وتعزيز الهوية الوطنية والعربية التي يحاول الحوثي طمسها واستبدالها بالهوية الفارسية”.
وذكر في تدوينة على منصة “إكس” أمس الأحد، أن إحياء يوم الأغنية اليمنية هو “دعوة للحياة ونشر رسائل الأمل في مواجهة دعوات الحرب والموت والتطرف، التي تشيعها مليشيا الحوثي التي تستهدف الوعي والذاكرة اليمنية الجمعية، التي يمثل الغناء بأنواعه جزءاً أصيلاً منها، ومحاولاتها منع مظاهر الحياة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، باستهدافها الفن ورموزه، ومنع الغناء في الأعراس والمناسبات وتضييق الخناق على الشعراء والأدباء”.
وعلى إثر الحرب وتداعياتها الممتدة عقدا من الزمان، تعيش الأغنية اليمنية تراجعًا غير مسبوق، في ظل جملة من الأسباب، يأتي في مقدمتها القيود التي تفرضها ميليشيا الحوثي على الفن والغناء في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي البلاد، إلى جانب حالة التضاؤل في الأنشطة الثقافية والفنية، وتلاشي دور المبدعين واستمرار غياب الدعم الحكومي، فضلًا عن تغيّر أولويات المجتمع.
وتواصل ميليشيا الحوثي، منذ مايو/ أيار المنصرم، شنّ حملة اختطاف وملاحقات ضد فنانين شعبيين وعازفين وملاك صالات الأفراح في محافظة عمران، شمالي اليمن، طالت خلال الأسبوع الماضي، أكثر من 15 يمنيًا، بتهمة الغناء، ليضافوا إلى أكثر من 23 شخصا من ملاك صالات وقاعات الأعراس المختطفين منذ الشهر قبل الماضي.
ويوم الخميس الماضي، داهمت قوة من كتائب “الزينبيات” – جهاز أمني نسائي تابعا للحوثيين – قاعة “آزال” للأفراح والمناسبات، بمدينة عمران، وقامت بالاعتداء المبرّح على فنانتين شقيقتين ووالدتهما أثناء إحيائهما حفل زفاف نسائي، قبل أن تقتادهما إلى جهة مجهولة.
وتمنع ميليشيا الحوثي منذ 2021، الفنانين والفنانات من حضور المناسبات والأفراح في مناطق سيطرتها، بدعوى “مشاركتهم في الحرب الناعمة ضد المجتمع اليمني”، في حين تستبدلها بـ”الزوامل” القبلية الشعبية، التي تدعو إلى الحرب.
إرم نيوز