حصلت نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس الجمعة على العدد اللازم من أصوات المندوبين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية. وبعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الانتخابي في شهر تموز/يوليو الماضي، أصبحت هاريس المرشحة الأقرب للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وبات أمام نائبة بايدن الآن أقل من 100 يوم لإقناع الناخبين الأمريكيين بدعمها ضد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
في تتويج سريع بعد أقل من أسبوعين من انسحاب جو بايدن، ضمنت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس الجمعة ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة ضد الجمهوري دونالد ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر.
وكانت هاريس المرشحة الوحيدة في اقتراع إلكتروني مدته خمسة أيام، بعد أن وقع 4000 من مندوبي الحزب الديمقراطي على عرائض تدعم ترشحها. وسيتم ترشيحها رسميا في مؤتمر الحزب في شيكاغو في وقت لاحق هذا الشهر.
وقالت هاريس “يشرفني أن أكون المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة” وذلك في اتصال هاتفي مع أعضاء في الحزب كانوا يحتفلون بحصولها على ما يكفي من أصوات المندوبين في اليوم الثاني من التصويت الماراثوني.
منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي قبل أسبوعين بدت هاريس المرشحة المتوقعة للحزب الديمقراطي.
ولم يتقدم أي ديمقراطي لمنافستها على الترشح للرئاسة، ما يجعل تأكيد ترشيح حزب كبير لها كأول امرأة سوداء ومن أصول جنوب آسيوية مجرد إجراء شكلي.
ويأتي الإعلان في وقت تستعد هاريس لبدء حملتها الانتخابية الأسبوع المقبل في جولة على سبع ولايات حاسمة مع المرشح على بطاقتها لمنصب نائب الرئيس والمتوقع أن يُكشف عنه في غضون أيام.
قرر الحزب الديمقراطي إجراء الاقتراع إلكترونيا – على غرار تصويت عام 2020 أثناء تفشي وباء كوفيد – بسبب الموعد النهائي الذي حددته ولاية أوهايو في 7 آب/أغسطس للأحزاب الرئيسية لتقديم أسماء مرشحيها المعتمدين لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
ويمثل التصويت الإلكتروني بداية رسمية لمؤتمر الحزب لعام 2024، على الرغم من أن الاحتفالات تنطلق فعليا عندما يتوافد الآلاف من أعضاء الحزب على شيكاغو في 19 آب/أغسطس.
سيشهد المؤتمر تصويتا احتفاليا لصالح هاريس والمرشح لمنصب نائب الرئيس، ومن المتوقع أن يكون احتفالا صاخبا بصعودها من السياسة على المستوى المحلي إلى المنافسة على منصب الرئيس.
أقل من 100 يوم لإقناع الناخبين
أمام كامالا هاريس الآن أقل من 100 يوم لإقناع الناخبين الأمريكيين بدعمها ضد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وقالت في مداخلتها الهاتفية “لن يكون الأمر سهلا، لكننا سننجح، وباعتباري رئيستكم المستقبلية، أعلم أننا على مستوى التحدي في هذه المعركة”.
دخلت حملة ترامب للوصول إلى البيت الأبيض في حالة من الفوضى في 21 تموز/يوليو عندما انسحب بايدن من السباق، ودعم ترشيح هاريس.
لقد حطمت نائبة الرئيس أرقاما قياسية في جمع التبرعات التي ناهزت 310 مليون دولار في تموز/يوليو، أي ضعف ما جمعه ترامب.
وقد أعلن فريق المرشح الجمهوري في بيان الخميس أنه جمع 138,7 مليون دولار في تموز/يوليو.
وتقدر منظمة “أوبن سيكريتس” غير الحكومية المتخصصة في التمويل السياسي أن انتخابات 2024 يمكن أن تكون الأكثر تكلفة في التاريخ الأمريكي، مع تجاوز الرقم القياسي البالغ 5,7 مليار دولار الذي تم إنفاقه لعام 2020.
نجاح هاريس لم يقتصر على المال، فقد ملأت أيضا القاعات، وتفوقت على ترامب في استطلاعات الرأي بعدما كان متقدما على بايدن، ما يعطيها زخما تأمل أن يوصلها إلى البيت الأبيض.
ومن المقرر أن تقوم بأول ظهور علني لها مع المرشح معها لمنصب نائب الرئيس الثلاثاء في فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا – وهي ولاية متأرجحة حاسمة يعد حاكمها الديموقراطي جوش شابيرو من بين المرشحين البارزين لمرافقة هاريس في السباق الرئاسي.
ستزور هاريس خلال الجولة جميع ولايات “الجدار الأزرق” وهي بنسيلفانيا وميشيغان وويسكونسن، إذ ستسعى إلى إعادة بناء التحالف الذي حمل بايدن إلى النصر في عام 2020.
لكنها ستوسع جولتها لتشمل منطقة “حزام الشمس” الأكثر تنوعا عرقيا، والولايات الجنوبية جورجيا وكارولاينا الشمالية وأريزونا وكارولاينا الجنوبية ونيفادا في سعيها إلى حشد أصوات السود واللاتينيين التي صار الديمقراطيون بصدد خسارتها تدريجيا.
المصدر: فرانس24