دعا رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير السوريين الذين فروا من البلاد خلال أعوام الثورة السورية إلى العودة لوطنهم عقب إسقاط المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، وذلك في مقابلة مع صحيفة إيطالية نشرت اليوم الأربعاء.
وكان البشير يدير حكومة الإنقاذ التي تقودها قوات المعارضة قبل أن تصل القوات إلى دمشق وتسقط النظام في هجوم خاطف استمر 12 يوما.
وقال البشير لصحيفة كورييري ديلا سيرا: “أناشد كل السوريين في الخارج: سورية الآن بلاد حرة استحقت فخرها وكرامتها. عودوا”، مشدداً على أن “حقوق كل الناس وكل الطوائف في سورية” ستكون مضمونة.
وتفرّق الملايين من السوريين في أنحاء العالم بين لاجئ وفار، في ظلّ القمع الذي مارسه النظام السوري خلال سنوات الثورة.
وقال البشير إن حكومته ليس لديها عملة أجنبية، مشددا على أنها لا تملك إلا “الليرة السورية التي لا تساوي شيئا”.
وأوضح أن حكومة تصريف الأعمال ورثت من نظام بشار الأسد المخلوع “تركة إدارية ضخمة فاسدة”، مشددا على أن سوريا “في وضع سيئ للغاية ماليا”.
كما أكد البشير أنه ستتم محاكمة مجرمي الحرب من نظام بشار وفقا للقوانين السورية الحالية.
وأفاد بأن هدف حكومته إعادة الأمن والاستقرار لكل مدن سوريا وإعادة ملايين اللاجئين السوريين.
وشدد على أن التحدي هائل، واعدا بالنجاح وتحسين الوضع مع الوقت.
وقال البشير للصحيفة الإيطالية إن “تصرفاً خاطئاً من قبل بعض المجموعات الإسلامية دفع بالكثيرين، خصوصاً في الغرب، إلى الربط بين المسلمين والإرهاب، والإسلام والتطرف”.
وشدد في المقابلة المنشورة باللغة الإيطالية على أنّ “جوهر الإسلام، وهو دين العدل، تمّ تحويره. لأننا إسلاميون بالتحديد، سنضمن حقوق كل الناس وكل الطوائف في سورية”. وأضاف “لا مشكلة لدينا مع أي كان، مع أي دولة، حزب أو طائفة، نأت بنفسها عن نظام الأسد المتعطش للدماء”.
وفي مبنى رئاسة مجلس الوزراء في دمشق، مقر الحكومة السورية، أعلن محمد البشير المكلف برئاسة الحكومة السورية الانتقالية حتى أول مارس/ آذار 2025، مباشرة أعماله، ليكون رئيساً لأول حكومة بعد سقوط نظام بشار الأسد، الذي هرب خارج البلاد يوم الثامن من الشهر الحالي.
ويأتي تكليف البشير بعد اجتماعات مكثفة بين الأجهزة الحكومية السابقة، وقادة المعارضة، لا سيما مسؤولي حكومة الإنقاذ، وآخرها كان الاجتماع الذي جرى بمقر مجلس الوزراء في منطقة كفر سوسة بحضور جميع وزراء الحكومة السابقة والحكومة الجديدة.
على صعيد متصل، أكدت حكومة تصريف الأعمال السورية أن الحياة بدأت تعود في أغلب المحافظات والمدن والبلدات السورية تدريجيا مع عودة الخدمات الأساسية.
وأفادت الحكومة ببدء عودة النازحين من المخيمات على الحدود مع تركيا إلى مختلف أنحاء سوريا، لا سيما مع تمديد الحكومة التركية عمل المعابر البرية مع سوريا بالطاقة القصوى والعمل على مدار 24 ساعة.
يذكر أن الاجتماع الأول للحكومة الانتقالية -المكلفة بتسيير أعمال الحكومة السورية الانتقالية حتى الأول من شهر مارس/آذار المقبل- عقد في العاصمة دمشق أمس الثلاثاء.
وكان المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية في دمشق أكد أنه لن يكون هناك مجال لحمل السلاح خارج نطاق الدولة في سوريا.
كما أكد أنه لن يتم القبول بسوريا مقسمة داعيا الجميع لتهيئة نفسه للتغيير الذي حصل. وقال إن الثورة فيها كوادر كثيرة والقيادة الجديدة لن تتجاهل الخبرات التي كانت موجودة سابقا، مشددا على أنّ سوريا تحتاج إلى جهود جميع أبنائها في الفترة المقبلة
وكان مراسل الجزيرة قد نقل عن مصادر بالإدارة السياسية في دمشق أنه سيتم حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين الإرهاب، والنظر بحالة الجيش الحالي، وأن الإدارة السياسية تبحث في إعادة ترتيب أوضاعه.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن ضبط الأمن وتقديم الخدمات والانتقال السلس هي أولويات لدى حكومة تصريف الأعمال. ونوهت إلى أن حكومة تصريف الأعمال ستدير المرحلة الانتقالية، وتهيئ الأجواء لحكومة دائمة.