تقارير

التصريحات الايرانية تحرج الحوثيين وتؤكد تبعية الميليشيات لـ(طهران)


خاص

مرة تلو الاخرى تأتي التصريحات والمواقف الايرانية الرسمية لتؤكد من جديد بأن جماعة الحوثي ماهي الا ذراع ناشئة لها في المنطقة الى جانب حزب الله اللبناني والميليشيات الارهابية في العراق، ومع محاولات ميليشيا الحوثي انكار هذه الحقيقة الا ان المسؤولين في ايران يواصلون احراج الميليشيا بشكل متعمد للتباهي وتأكيد هيمنة طهران على المنطقة امام الدول الكبرى، هذه الدوافع وغيرها هي السبب الذي دفع مسؤولاً  بحجم وزير الدفاع الايراني (محمد رضا اشتياني) للتصريح  “بأن البحر الأحمر اصبح منطقة ايرانية ولا احد من خارج المنطقة يستطيع أن يناور فيها” وقد اشعل هذه التصريح غضب اليمنيين والعرب ووضع جماعة الحوثي في مأزق حرج في الوقت الذي كانت تحاول فيه اظهار نفسها كحليف لإيران لا كتابع، وكمدافع عن القضية الفلسطينية وليس مجرد منفذ لإجندات ايرانية صرفة.

اهانة وتقزيم

 وقبل وقت ليس ببعيد من تصريح وزير الدفاع الايراني، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر القيادي في الحرس الثوري الايراني ( سعيد قاسمي ) وهو يتحدث عن  (عبدالملك الحوثي ) ويصفه بالـ( أجير لدى ايران، ويدعو لاستنساخه في العراق وسوريا، لتنفيذ مصالح ايران في المنطقة ، وفي هذا الفيديو وصف قاسمي الحوثيين بأنهم مجرد “أقزام وشيعة شوارع وملابسهم رثة ولايستحمون”.

وفي 2017 قال مستشار مرشد الثورة الايرانية (علي أكبر ولايتي) بأن الحوثيين “جهلة وأميين وحفاة ويمضغون القات لعدة ساعات في اليوم”، في حين وصف افتخر رجل الدين البارز في ايران (آية الله علم الهدى)، أن (أنصار الله في اليمن هم ايران، وأن ايران باتت تسيطر على صنعاء كما سيطرت على بغداد ودمشق وبيروت)

وفي مارس 2018 شاهد اليمنيين مقطع فيديو للقيادي الابرز في جماعة الحوثي ( ابو علي الحاكم) وهو يجلس بخضوع تام امام مقاتل من حزب الله اللبناني ويتلقى منه الأوامر وكأنه تلميذ في مدرسة، و(الحاكم ) ينتحل منصب رئيس الاستخبارات العسكرية ويصفه الحويين بأنه الرجل الأقوى داخل الجماعة وله نفوذ يضاهي نفوذ (محمد علي الحوثي) نفسه.

تأكيد دولي

ومنذ وقت مكبر لصعود حركة الحوثي، صرحت كبرى الدول الاقليمية والعالمية بتبعية الحوثيين لإيران وان هذه الحركة التي دمرت اليمن ماهي الا فرع من فروع ايران داخل الوطن العربي، ولذلك كان على كل مبعوث اممي الى اليمن ان يزور طهران بعد كل جولة مفاوضات بين الحكومة والحوثيين لإطلاع القيادة الايرانية على بنود المفاوضات وحثها على القبول لأن الأمم المتحدة على علم بأن القرار الرئيس الخاص بالحوثيين في يد ايران.

كما فندت كبرى مؤسسات البحوث العسكرية ادعاءات الحوثيين بقيامهم بتصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة وأكدوا على ان تلك الاسلحة تأتيهم من ايران عن طريق البحر، ففي دراسة عن نقل الاسلحة الإيرانية لليمن صدرت ٢٢ مارس ٢٠١٧  عن مؤسسة (Conflict Armament Research ) قال مدير المؤسسة (جينسين جونز) إن لدى مؤسسته ادلة على  أن الطائرات المسيرة التي تملكها الجماعة  صنعت في إيران ولم تصمم وتصنع محليا كما يدعي الحوثيين

وقال (جونز) إن عمليات تهريب الأسلحة من ايران الى جماعة الحوثي شملت الطائرات دون طيار (أبابيل) وصواريخ مضادة للسفن وصواريخ محمولة على الكتف وبطاريات للصواريخ الباليستية.

تدمير اليمن

وفي غباء منقطع النظير، نفذت جماعة الحوثي الاوامر الايرانية باستهداف السفن التجارية في المياه الاقليمية في مضيق باب المندب رغم تحذيرات الخبراء بأن هذه الهجمات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن من خلال تأثيرها على الإمدادات الغذائية والأمن الغذائي بشكل عام، ونتيجة لذلك شكلت الولايات المتحدة تحالفا عسكريا لحماية الطريق الملاحي كاد ان يجر االمنطقة الى حرب اقليمية  خصوصا بعد وصول المدمرة الإيرانية  “ألبرز” الى البحر الأحمر للدفاع عن تابعها الحوثي من خطر الضربة العسكرية، ما جعل الكثير من المحللين يستغربون من ارسال ايران  لتلك البارجة  للبحر الأحمر لحماية الحوثيين في الوقت الذي لم تحرك فيه ساكنا لحماية اهالي غزة التي تدعي ايران انها تدعمهم، ورأى المحللين بأن هذا التصرف يثبت التوجهات المذهبية لدى هذا النظام مهما ادعى غير ذلك، ويدل بما لاشك فيه على ان الحوثيين جماعة ايرانية ‏وكل اهدافها هي تحقيق المصالح الايرانية ، وبعد وصول المدمرة الايرانية طار ناطق الحوثيين (محمدعبدالسلام)  الى ايران لاخذ التعليمات  من القيادة الايرانية بشان تدمير اليمن واليمنيين تحت اسم الدفاع كذبا عن فلسطين،  وفي هذا السياق يقول الخبير العسكري العقيد ” راشد معروف” بأن (تعامل ايران المستهتر مع الحوثيون والذي يعرضهم لخطر الضرب العسكري من قبل القوى التي طالما دعمتهم وعلى راسهم بريطانيا التي اوقفت عملية تحرير الحديدة، يثبت بأن الحوثيين أكثر قابلية للاستهلاك والاستغناء عنها لذلك سمحت ايرن لهم بالمشاركة في ضربات صاروخية وعمليات قرصنة  بحرية وإطلاق الطائرات المسيرة ، الحوثيين ليست لديهم ذات الاهمية بالمقارنة مع وكلاء ايران الباقين، ولذلك سيتلقى الحوثيين صفعة قريبة من اليد التي دافعت عليهم ، فالبيت الأبيض قد ادرك اخيراً حسب قوله انه اخطى في سياسة الاسترضاء مع ايران وميليشياتها بعد ان اصبحت تهدد بهذه الاذرع طريق الملاحة والتجارة الدولية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى