“التغييرات الجذرية “للحوثيين وعود ذهبت ادراج الرياح

تقرير خاص
” لم يتغير شيء في حياتنا بل زادت الأمور سوءً، ولم يقدم اي فاسد للعدالة لأن الذي وعد بتقديم الفاسدين للعدالة هو نفسه زعيم الفاسدين وقائدهم “
بهذه الكلمات يتحدث اليمنيون عن الاوضاع الاقتصادية المتردية في بلادهم وفي نفس الوقت يتذكرون بسخرية كذبة “التغييرات الجذرية” التي وعد بها عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين المدرجة على قوائم الارهاب العالمية، خصوصا وأن الأوضاع السياسية والاقتصادية قد ازدادت تدهوراً وتضاعفت معدلات الفساد منذ اطلق الحوثي خطاب التغييرات، وبحسب الباحث “عبدالكريم العواضي” لموقع الوعل اليمني فإن ما دفع الحوثي لإعلان تلك التغييرات حينها اكثر من مكافحة الفساد هو استنساخ ” ولي فقيه” يمني تقليدا للنموذج الإيراني وحزب الله، ومن جهة اخرى شعور الحوثي بالإحباط الداخلي من بعض المقربين منه الذين بدأوا بالتمرد عليه بعد أن أشبعهم واطلق لهم العنان في الاخذ من الثروات ونهب المواطنين بلا حدود ما ادى اهتزاز صورتة الجماعة وبدأت الاصوات بالارتفاع لدى قطاع كبير من داخل الجماعة “
هروب من الحقيقة
في تقرير نشرته مجلة ” ناشونال إنتريست ” ديسمبر الماضي، قال الباحث الأمريكي آرثر أوركابي، أن تدخل الحوثيين في الاحداث الفلسطينية انقذ شعبيتها التي بدأت بالتراجع، وكذلك وفر للحوثي مهربا من الاتفاق السلمي مع المملكة العربية السعودية وحكومة الجمهورية اليمنية المعترف بها دوليا الذي كان على وشك الحدوث، وقال أوركابي ان الحوثيين استخدموا أقوى أوراقهم في مهاجمة إسرائيل والاستفادة من المشاعر الشعبية الغاضبة وبذلك اصبح لوكلاء إيران القدرة على نشر الفوضى وعدم الاستقرار، باسم خوض حرب ضد إسرائيل”
كما اشار الباحث الى ان ” الحوثيين اكتشفوا بعد ٩ سنوات من الضجيج والجلبة ومحاولاتهم للسيطرة على المجتمع من خلال التهديد واستعراض القوة ، اكتشفوا أن الناس طيلة السنوات الماضية كانت تتجنب الاصطدام بالجماعة ولكن المجتمع لايخافهم وكانوا فقط ينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض عليهم ، لذلك قرر الحوي استخدام كامل ثقله في البحر الاحمر بعد احداث غزة، هربا من سخط شعبي عارم في كل شارع ومدينة”.
دائرة لا متناهية
ويرى باحثون واقتصاديون بأن جماعة الحوثي تلعب دائما على عامل الوقت وتعتمد على تأجيل الأزمات وترحيلها الى الأمام قدر المستطاع حتى يحدث امر آخر يلهي الشعب عن الأمر الذي قبله، وهو ما تحقق للحوثي بالضبط حيث رمى بالونة ” التغييرات الجذرية” في الهواء وانتظر حتى جاءت احداث غزة المأساوية فسارع لصناعة قضية ساخنة تاهت فيها مسألة التغييرات ، لكن تلك البالونة سرعان ما انفجرت وعاد اليمنيون للسؤال المعتاد: اين الراتب ومتى سوف تتم محاسبة الفساد؟ ويعتقد الباحثون بان الحوثي - وكالعادة- سوف يلجأ لرمي وعود وهمية ويختلق ازمة جديدة لتنويم الشعب فترة من الزمن، في دائرة لا متناهية “
الفساد لايحارب نفسه
من جانبهم، يبدو المواطنون في صنعاء ومناطق اخرى فاقدين للأمل فيما يخص تحسن الاوضاع المعيشية وحصول استقرار اقتصادي والسبب، كما يقول المواطن ” جابر” لموقع الوعل اليمني (أن الفساد لا يحارب نفسه) ويعني بذلك ان جماعة الفساد لايمكن ان تحاربه فهو -برأي جابر -شريانها الرئيسي الذي من خلاله تستطيع العيش، واذا قطع هذا الشريان فستختفي جماعة الحوثي وتموت).
ويؤيد “عبدالله” ماذهب اليه جابر قائلا : ( من أول يوم عرفنا بان الوعود باجراء تغييرات يعني ان الامور ستزداد تدهوراً، مثل الوعود باسقاط الجرعة التي تسببت في مانعيشه اليوم، والسبب ان عقيدة الحوثي تقول صراحة بان كل ما تنتجه اليمن من ثروات وخيرات هي ملك للـ(سلالة) وحق مشروع ومال مشاع لهم ولايعتبرون النهب والسلب وفرض الاتاوات والجبايات فساداً بل مال عاد لأصحابه،
بينما يرى المواطن “اسماعيل” بأن المشكلة اوسع من ذلك فيقول ) نحن لانريد من الحوثي ان يحارب الفساد بل نريد ان يرحل ويعيد الدولة التي اختطفها وسلمها لايران لأن اليمن لن تنعم بالاستقرار او الرخاء مادام فيها الحوثي وجماعته).
وتشهد اليمن في عهد جماعة الحوثي فساداً غير مسبوق تسبب في ايقاف الرواتب القطاع الحكومي لاكثر من مليون موظف، واستنفذ الخزينة العامة واحتياط النقد الاجنبي ، في الوقت الذي تتحد فيه تقارير دولية عن مبالغ خيالية مخصصة لعائلة الحوثي والمقربين منه تصل الى ثلاثة مليون دولار في الشهر الواحد.