أثار ظهور زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، في المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت خلال نوفمبر 2025، موجة استنكار واسعة في الأوساط اليمنية، إذ اعتبر التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية أن منحه منبرًا للحديث باسم القومية والمقاومة يمثل إساءة صريحة لإرادة الشعب اليمني الرافض للانقلاب والإرهاب.
وفي بيان رسمي، عبّر التكتل عن احترامه للتوجهات القومية والفكرية التي تدافع عن حرية الشعوب وكرامتها، لكنه شدد على أن إقحام شخصية تقود حركة انقلابية عنصرية وطائفية في محفل قومي يُعد انحرافًا فكريًا وأخلاقيًا عن مبادئ القومية العربية، ويشوّه رمزية المؤتمر الذي يفترض أن يُكرّس لخدمة القضايا العادلة لا لتلميع جماعات ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق اليمنيين.
وأضاف البيان أن محاولة تقديم الحوثي كرمز للمقاومة، تحت ذريعة دعم القضية الفلسطينية، تمثل تزييفًا للوعي العربي وتجاهلًا لمعاناة ملايين اليمنيين الذين يواجهون مشروعًا طائفيًا دمّر مؤسسات الدولة، واعتدى على الحقوق والحريات، وأجهض أحلامهم في السلام والكرامة.
ودعا التكتل القائمين على المؤتمر إلى تحري الدقة والمسؤولية في اختيار ضيوفهم، حفاظًا على ما تمثله هذه اللقاءات من رمزية فكرية، واحترامًا لتضحيات الشعوب التي تناضل ضد الاستبداد والإرهاب. كما طالب الجهات الرسمية اليمنية، وعلى رأسها وزارة الخارجية، باتخاذ موقف واضح إزاء هذا التجاوز، ومخاطبة الجهات المنظمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الاستضافات مستقبلاً.
في السياق ذاته، وصف القيادي الناصري عبدالملك المخلافي، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، ما حدث بأنه مهزلة كبرى، مشيرًا إلى أن المؤتمر انحرف عن مبادئه منذ عام 2015، حين بدأ يدعم جماعات طائفية مرتبطة بالمشروع الإيراني الذي مزّق دولًا عربية عدة، من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن.
وأكد المخلافي أن هذا الانحراف أدى إلى انسحاب أبرز المفكرين والقادة التاريخيين من المؤتمر، وتحوله من منصة قومية جامعة إلى أداة انقسام تخدم مشاريع إقليمية معادية للأمة العربية، مشددًا على أن استضافة الحوثي تمثل تخليًا عن قيم الحرية والديمقراطية والعدالة والوحدة التي تأسس عليها المؤتمر.

اللجنة الوزارية تستعرض التقارير الأولية في كارثة حافلة العرقوب وتطالب بجميع ملفات شركة النقل
“علي والبُلكة”.. البيان الحوثي حول “شبكة تجسس” يثير موجة تشكيك واسعة: دعائي، هش، ويعيد إنتاج سرديات قديمة بوجوه جديدة
اتهامات حوثية لـ 6 موظفين أمميين بصعدة بالتجسس إثر غارة استهدفت زعيم المليشيا
تهريب الآثار.. من “شهادة عسكرية رومانية” إلى لوح اعتراف برونزي يمني