التنوع الثقافي اليمني صنيعة تنوع الحضارات والتضاريس

قد لا نضيف جديداً، إن أشرنا إلى أهمية التراث الثقافي اليمني، باعتباره شهادة شاخصة على مر الأيام للإبداع البشري، بكل ما يحمله من ثراءٍ وكنوز خبيئة ذات قيمة ثقافية هائلة، قادرة على التكيف مع التضاريس الطبيعية والصمود في مواجهة الظواهر البيئية المتنوعة.

بيد أننا أمام أحد أهم الملامح الحضارية للخطى البشرية، منذ أن وطئت قدما الإنسان اليابسة. فهو تراثٌ إنساني عالمي بامتياز، يحوي كثيرًا من خفايا التاريخ القديم. تراث غير اعتيادي يملك من مقومات الثراء المعرفي، ما جعله من بين أولى أوليات منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو، من حيث الحشد للتمويل والخبرات الدائمين، لحمايته كمصدر إلهام واستلهام لمختلف الفنون. كما لم تكف المؤسسة الدولية عن إطلاق التحذيرات تلو التحذيرات من أثر النزاع الدائر في اليمن منذ العام 2014م على التراث الثقافي الثري والمتنوع للبلاد، وانعكاسه على تفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لليمنيين.

فلم تنجُ الآثار اليمنيّة من أضرار الحرب، إذ تمّت إصابة وتدمير 101 موقع ومعلم أثريّ حتى فبراير من العام 2019م وفقاً لموقع  مونيتور لتتعدّد الأضرار عبر أشكال مختلفة، أهمّها استخدام المواقع الأثريّة كمواقع عسكريّة من قبل أطراف الصراع، وعمليات التهريب والبيع، والحفر العشوائيّ، أو السطو والبناء على أجزاء منها.

وتتميز فنون العمارة اليمنية تاريخياً، بميزات تساعد على استمرار خصائصها، وفي الوقت ذاته، استيعابها للمتغيرات العالمية الحديثة، حيث أن هذه الخصائص والمميزات قد ارتبطت بالبيئة وبنمط وسلوكيات المجتمع المعيشية، وبمعتقداته وثقافته، كما توحدت مع الظروف الجغرافية والفيزيائية والمناخية الموضوعية المتوفرة.

وللغناء اليمني أنماط متعددة، فهناك الغناء الصنعاني، الحضرمي، العدني، اللحجي، اليافعي، التهامي، التعزي وغيرها. ويعود هذا التعدد إلى أبعادٍ جغرافية تعكس التنوع المناطقي والمناخي، فضلاً عن الأبعاد الاجتماعية والنفسية. وتبعا لتعدد أنماط الأغاني الشعبية وتنوعها تتعدد وتتنوع الرقصات الشعبية المصاحبة للأغاني فلكل منطقة كما هو الحال أيضا لكل مناسبة أغانيها ورقصاتها المميزة.

وفي حين مر الأدب اليمني بمراحل تطورية مختلفة، ارتبطت مباشرة بتاريخ الوقائع والأفكار السياسية على الصعيدين اليمني بشكل خاص، والعربي بشكل عام، إلا أن الشعر اليمني كان سباقاً في التأثر بمحيطه الأدبي، ومستجيباً للأنماط التطورية من حيث الشكل والمضمون، مع الحفاظ على الأنماط التقليدية، فجمع عبر مسيرته بين الأصالة والمعاصرة.

على الجانب الآخر أخذت الرواية اليمنية اتجاهات تطورية متصاعدة، لكن الشعر والقصة القصيرة ظلا يتصدران ساحة النشر.

فن العمارة

لا شك أن الميزة الأكثر لفتاً للنظر في اليمن هي الهندسة المعمارية. إذ تبدو المنازل وكأنها تتدلى من صخور في مناطق غير مألوفة، ممتزجة مع الطبيعة الشاهقة والمذهلة. يصنف المعماريون الغربيون العمارة اليمنية بأنها تفتقر إلى مخطط هندسي – مع وجود مخطط ذهني – إلا أنها مبنية من قبل حرفيين ممتازين. تم تكييف كل بيت مع محيطه، فيما يتعلق بالمواد المستخدمة فضلاً عن الأشكال والأبعاد. وهكذا فإن كل بيت يمني هو فريد من نوعه.

فن العمارة متنوع. ويستخدم الحجر في أعالي الجبال. وفي صنعاء، تتنافس مئات المنازل المكونة من خمسة طوابق (الطوابق السفلية من الحجر والطوابق العلوية من الآجر المشوي) في الارتفاع بشدة. وفي أعلى كل منزل يوجد “مفرج”، غرفة للضيوف تشبه السقيفة مع مناظر بانورامية وفرش ووسائد كاملة. نوافذ الغرف الأخرى أصغر، وذات زجاج ملون، ومتوجة بالقمرية، وهي قنطرة من الجص (أو المرمر باهظ الثمن). الجدران الخارجية مطلية بالكلس الأبيض، والتي يتم طلاؤها مجدداً كل عامين. الأبواب الخشبية الضخمة منحوتة بشكل متقن ومزينة بزخارف معدنية، وتؤدي إلى درج جميل. وبين الأبنية السكنية يوجد فسحة للأشجار والبساتين والحدائق النباتية الواسعة.

يستخدم اللبن كمادة بناء في سفوح الجبال والسهول. وفي منطقة صعدة، تمتزج مجموعة من المنازل رباعية الأضلاع بشكل غير منتظم بسهولة مع لون الأرض، مما يعطي انسجاماً في الأسلوب يشبه فن العمارة الطينية في دجيني في مالي. من الممكن المشي حول صعدة على جدار اللبن المحيط بها. والمنازل التي يحميها مزينة بأطر من الجص الأبيض. وتعتبر شبام تحفة العمارة اليمنية، وقد كانت في ما مضى عاصمة حضرموت وأطلق عليها اسم مانهاتن الصحراء. تفتخر شبام بناطحات السحاب الأولى في العالم، والمصنوعة من اللبن الطيني، وتصل إلى ارتفاع سبعة طوابق.

خصصت منظمة اليونسكو شبام كوكبان موقعًا للتراث العالمي، ويتم ترميمها باستمرار لحماية المدينة من الدمار. وفي الواقع، يتم ترميم العديد من الروائع المعمارية اليمنية باستمرار، حيث تعمل عوامل الحت والتعرية في الطين والجص بفعل الأمطار والرياح. ويقوم العاملون في أعمال الترميم باستعادة فن العمارة التقليدية وتدريب الأجيال الجديدة على المهارات القديمة. ويتوفر التمويل عادة من قبل المانحين الأجانب، حيث غالباً ما تكون أعمال الصيانة مكلفة للغاية بالنسبة لليمن. انتهت أعمال ترميم المدرسة العامرية الشهيرة في رداع عام 2006، ولكن العديد من المباني التاريخية في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك القباب والقلاع، على وشك الانهيار، بانتظار التصليحات والترميم. وينطبق الأمر ذاته على المواقع الأثرية.

الثقافة الشفوية

تعكس الثقافة اليمنية الشعبية خشونة الحياة والمناخ والتضاريس، ولكن قد تكون اللغة والحديث بليغين جداً في اليمن. فالأحاديث مفعمة بالأمثال، وقد تتحول في بعض الأحيان إلى منافسات لفظية. وقد يعكس هذا “الزامل”، وهو شكل من أشكال الشعر القبلي التقليدي يعود إلى عصور ما قبل الإسلام، حيث يتم تأليف قصائده القصيرة ارتجالاً أو تُلقى من الذاكرة. يتم حل العديد من النزاعات القبلية والخلافات الاجتماعية الحديثة عن طريق غناء “الزامل”.

يتم تدوين القليل من القصائد. لا يقرأ اليمنيون كثيراً، إلا أنهم يملكون ذاكرات مدربة جيداً وتنتقل القصص القديمة والأغاني والأشعار شفوياً إلى الأجيال الجديدة.

يتحدث جميع اليمنيين اللغة العربية، وهناك لهجة صنعاء في الشمال، ولهجة تعز و العدنية في الجنوب. ويتكلم ما يصل إلى نصف مليون شخص في حضرموت الشرقية، والشتات الحضرمي في شرق آسيا، اللغة العربية الحضرمية. ويتكلم حوالي 60,000 شخص في جزيرة سقطرى اللغة السقطرية، وهي لغة سامية تتميز عن العربية، وقد تأثرت باللغات الهندية والإفريقية. ولا يتحدث معظم اليمنيين أية لغة أجنبية.

الموسيقى والرقصات

الموسيقى اليمنية غير معروفة خارج البلاد. وهناك عدد قليل من المطربين اليمنيين المشهورين، كما أن للموسيقيين ومؤلفي الأغاني مصادر محدودة لتسجيل وتسويق موسيقاهم. ومع ذلك، يشاع بأنه غالباً ما “يسرق” موسيقيون من دول الخليج الأغاني اليمنية، فيقومون بتسجيل الأغاني اليمنية بأسمائهم.

تُعزف الموسيقى على نطاق واسع وتغنى الأغاني باستمرار أثناء العمل وفي مشاوير سيارات الأجرة الطويلة. وغالباً ما تعزف فرق الأوركسترا الصغيرة في الاحتفالات والأعياد الأخرى. والآلات المستخدمة هي العود والطبلات الصغيرة المتنوعة والناي. يبقى المغنون جالسين عادة. ويدخل الراقصون إلى الحلبة في منتصف الأغاني، ويتحركون بشكل إيقاعي، عادة بشكل ثنائي، ثم ينفصلون عن بعضهم البعض ثم يجتمعون ثانية. غالباً ما يلوحون بالجنبية، محاكين معركة أو بعض الأحداث الأخرى. وبعد جولة الرقص الأولى، يتم الإيماء للجمهور للانضمام إليهم. وهناك عدة أنواع من الرقص التقليدي الذي تؤديه النساء. 

الأدب

لاعتبارات موضوعية وفنية، يقسم الأديب الدكتور أحمد العزي صغير التطور التاريخي للأدب اليمني المعاصر، إلى أربع مراحل رئيسية:

مرحلة الإيقاظ الجماهيري والتأثر: وهي المرحلة التي سبقت حرب عام 1948م بعدة سنوات، حيث اتجه الأدب في هذه المرحلة الى تحفيز جماهير الشعب اليمني وإيقاظهم من غفوتهم لاستشعار مسؤوليتهم الوطنية تجاه الظلم والاستبداد ومساندة حركات النضال والتحرر، فأخذ الكتاب والأدباء اليمنيون يتأثرون بالمذاهب الأدبية الحديثة (كلاسيكية – رومانسية – واقعية) التي ظهرت في أوربا ومن ثم في البلدان العربية.

ومرحلة الاحتجاج والتفاعل 1948 – 1955م: حيث توجه الأدب اليمني بالنقد والاحتجاج المباشر لنظام الحكم وأساليبه القمعية ونادى بالثورة عليه. وتجاوز الكتاب والأدباء اليمنيون مرحلة التأثر وبدأوا بالتفاعل الخلاق مع الاتجاهات الفنية والمذاهب الأدبية الحديثة وفي هذه المرحلة كان الصوت الرومانسي هو أبرز الأصوات حضوراً في الساحة الأدبية اليمنية إلى جانب عدد من الأصوات الكلاسيكية وبعض الإرهاصات الواقعية.

المرحلة الثالثة: 1955 -1963م مرحلة التمرد والثورة وتأكيد الذات، حيث لم يكن الأديب اليمني في هذه المرحلة متأثراً ولا متفاعلاً فحسب مع جملة المستجدات الأدبية والفنية التي تشهدها الساحة الأدبية العربية ولكنه أراد أن يعلن عن وجوده الأدبي ويقدم نفسه بأسلوبه الخاص وفي هذه المرحلة ونتيجة لما شهدته الساحة اليمنية من تطور حركة المد الثوري وما شهدته الساحات العربية من حركات التحرر فقد كان الصوت الواقعي أبرز الأصوات حضوراً في الساحة الأدبية اليمنية إلى جانب عدد من الأصوات الرومانسية وبعض الكلاسيكية.

المرحلة الرابعة : 1963- وما بعد، وهذه المرحلة من الناحية الموضوعية يمكن أن نطلق عليها مرحلة التحرر والبناء ومن الناحية الفنية مرحلة الانفتاح وفي هذه المرحلة تداخلت كل الأصوات في الساحة الأدبية اليمنية (كلاسيكية – رومانسية – واقعية ).

الشعر

تمثل المرحلة الكلاسيكية من مراحل تطور الشعر اليمنى الحديث، الشاعر محمد محمود الزبيري، ومحمد عبده غانم، وزيد الموشكي وغيرهم. وقد حافظ الشعراء اليمنيون في هذه المرحلة على مقومات القصيدة العربية القديمة القائمة على الحفاظ على الأسلوب الأدبي والوزن والقافية والصور الشعرية المعبرة عن الواقع الاجتماعي والوطني والقومي. وقد بدأت هذه المرحلة من مراحل تطور الشعر اليمنى- مرحلة المحاكاة والتقليد الكلاسيكية- وفقاً للأديب الدكتور عاطف عبداللطيف السيد بعد الحرب العالمية الثانية.

أما مرحلة الشعر اليمنى الحديث –المرحلة الرومانسية– فيمثلها جملة من الشعراء، منهم: الشاعر أحمد محمد الشامي، وإبراهيم الحضراني، ولطفى جعفر أمان. هؤلاء الشعراء الذين استجابت إبداعاتهم الأولى للتطور الذي أدرك القصيدة العربية في عدد من أقطار الأمة الواحدة، واتسمت تجاربهم بالتمسك التام بالجديد بوصفه حياة جديدة للشعر والشاعر في آن معاً، والخروج بالشعر من النمط التقليدي إلى الحديث، سواءً في شكل القصيدة أو مضمونها. واستخدم الأساليب والتراكيب والعبارات الرومانسية للتعبير عن الذات وتجربتها الإنسانية.

ومن رواد مرحلة الجمع بين الأصالة والمعاصرة، نجد الشاعر عبد الله البردوني، ومحمد سعيد جرادة وعلي بن علي صبرة ومحمد الشرفي، والدكتور  عبدالعزيز المقالح والدكتور أحمد العزي صغير.

الرواية والقصة

شهدت اليمن في العقود الأخيرة انطلاقة نسبية في مجال نشر الأعمال الروائية؛ لكن الشعر والقصة القصيرة ظلا يتصدران ساحة النشر.

ووفقاً للأديب الدكتور عبد العزيز المقالح فقد أخذت الرواية ثلاثة اتجاهات رئيسية:

أولاً: الاتجاه التقليدي المؤسس، الذي جاء محاكاة للرواية التقليدية العربية بأبعادها الموضوعية والتاريخية منها والعاطفية، وبأبعادها الفنية الكلاسيكية والرومانسية. وأبرز ممثلي هذا الاتجاه في اليمن هم: الكاتب علي لقمان، والشاعر محمد محمود الزبيري، وعلي محمد عبده، وعبد الله محمد الطيب أرسلان.

ثانياً: الاتجاه التجديدي الذي تجاوز الاتجاه السابق في اقترابه من البناء الروائي الحديث، والنظر إلى الرواية بوصفها فناً أدبياً له شكله وخصوصيته ومرجعيته الفنية. وأتباع هذا الاتجاه يشكلون عدداً لا بأس به، من الروائيين والروائيات ممن يصعب حصرهم.

ثالثاً: الاتجاه الأحدث، وأتباعه قلة أو نخبة صغيرة العدد من المبدعين، وأعمالهم الأولى بشرت بإنتاج رواية متمردة في الفكرة واللغة والبناء، رواية كسرت خط السرد المتعارف عليه، ورفضت في الوقت ذاته فكرة الترابط المنطقي للأحداث وما تفرضه نمطية الحبكة، وسعَت إلى إثبات ما يقال عن التداخل بين الأجناس الأدبية، وإلغاء الحواجز بين الشعر والنثر، أو بين الرواية والشعر، مع اهتمام واسع بالرمز. ومن بين هؤلاء الأديب حبيب سروري، ومحمد عبد الوكيل جازم، وسمير عبد الفتاح، وهند هيثم.

الأفلام

في العام 2005 فاز المخرج البريطاني من أصل يمني بدر بن هرسي بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي، وذلك عن فيلم “يوم جديد في صنعاء القديمة”، الذي كان أيضاً أول فيلم يمني يعرض في مهرجان كان السينمائي. وعام 2000، صوّر بدر بن هرسي الفيلم الوثائقي “الشيخ الإنكليزي والجنتلمان اليمني”، من تأليف تيم ماكينتوش سميث.

أنتجت خديجة السلامي العديد من الأفلام الدرامية والأفلام الوثائقية، التي تركز غالباً على دور المرأة الثانوي في المجتمع اليمني. وقد عانت السلامي نفسها من سوء المعاملة والاغتصاب عندما تم تزويجها لعمها عندما كانت فتاة في الحادية عشرة من عمرها، ولكنها تمكنت من الهرب من الزواج والمجتمع اليمني. وسافرت إلى الولايات المتحدة في السادسة عشرة من عمرها لدراسة الاتصالات. وهي تعيش وتعمل في فرنسا الآن.

الأزياء

تقليدياً، يرتدي الرجل اليمني “الثوب” (يدعى أيضاً الزنة) وكذا المعوز والفوطة، وقطعة قماش كبيرة تلف حول الخصر يشدها حزام ملون عريض وخنجر، وقميص وسترة بأزرار. ويمكن تمييز القبليين والمنطقة التي يقيمون فيها من طريقة ارتداء غطاء الرأس (المشدة). 

ترتدي معظم النساء اليمنيات النقاب في الأماكن العامة، ويرتدي البعض الآخر البرقع. ترتدي المرأة الحضرية اللباس الأسود، بينما لباس المرأة الريفية أكثر تلوناً وغالباً ما ترتدي الحجاب أو غطاء الرأس فقط. ومؤخراً، لم تعد المزيد من الفتيات والشابات الحضريات يغطين وجوههن، مكتفيات بالحجاب بدلاً عنه (المعروف محلياً باسم الشرشف).

المأكولات والمشروبات

المطاعم اليمنية أماكن مفعمة بالحيوية، حيث يتناول الطعام من القدور والصحون الموضوعة بينها. لا يستخدم اليمنيون أدوات المائدة، والعرف السائد هو الأكل باليد اليمنى. غالباً يتم تقديم الطعام ساخناً على أطباق معدنية أو أواني فخارية. ويوصل النادلون الطلبات إلى المطبخ بالصراخ عادة. لا يستغرق تناول الطعام عادة أكثر من عشر دقائق، ثم يذهب كل في طريقه، وعادة إلى جلسة القات.

يتناول اليمنيون في الصباح طبقاً صغيراً من البقوليات، وعند الظهيرة وجبة ثقيلة، كتحضير ضروري لجلسة القات. يشكل الدجاج ولحم البقر والأسماك جزءًا من النظام الغذائي للأثرياء، بينما يتناول الفقراء الفول والفاصولياء والبيض والخبز. والخضروات موضوعة على معظم القوائم. ويستمتع اليمنيون في المساء بتناول وجبة صغيرة بعد أن يكون القات قد كبح جوعهم. محلات بيع الأغذية موجودة في كل مكان في المدن، وتعرض تشكيلة واسعة من الأطعمة الموسمية. ويقتصر الطعام في المناطق الريفية على الخضروات والحبوب المزروعة محلياً.

السلتة هي الطبق اليمني الأكثر شعبية وأصالة في اليمن. نشأت في الشمال، ولكن سرعان ما أصبحت جزءًا من قائمة الطعام في الجنوب. تختلف مكونات السلتة بحسب المنطقة، ويتضمن اللحم والبصل والطماطم والبطاطا وبعض الخضار المتوفرة. وغالباً ما يتم تحضيرها من بقايا الطعام. تسكب “الحلبة”، وهي مرقة خضراء مزبدة ولاذعة، فوق الحساء. يتم تحضير الحلبة من بذور الحلبة، حيث تطحن أولاً لتصبح مسحوقاً ثم تنقع في الماء. يقدم هذا الطبق في سلطانية مصنوعة من حجر صعدة. هذه السلطانيات مقاومة للحرارة – يتم تقديم كل الأطباق بحرارة الغليان بكل معنى الكلمة – ووفقاً للمعايير اليمنية. وتعتبر السلتة أفضل تحضير لجلسة القات.

يأتي الخبز اليمني بأشكال مختلفة، وهو طازج دائماً، وعلى الأغلب يشبه خبز الصاج الصغير أو الأرغفة الصغيرة والخفيفة للغاية. والجدير بالذكر هو الملوج، الذي نشأ في صعدة في الشمال، ويتكون من خبز تنور سميك مضاف إليه اليانسون. الكعك الحلو المذاق ليس شائعاً في اليمن، كما في أماكن أخرى من العالم العربي. وتتميز المائدة اليمنية بفطيرة “بنت الصحن” اللذيذة المصنوعة من طبقات رقيقة من العجين محلاة بالعسل اليمني المتميز والمغطاة بالزبدة الصافية.

غالباً ما تقتصر المشروبات على الشاي. والشاي الأحمر هو شاي أسود حلو ثقيل منكه بالقرنفل أو النعناع. وشاي الحليب هو شاي مع الحليب المكثّف. ويتوفر عصير الفواكه على نطاق واسع في المدن. وتشرب القهوة بين الحين والآخر، وتكون منكهة بالهيل. ويشرب اليمنيون في كثير من الأحيان “القشر”، وهو شراب خفيف مصنوع من قشور القهوة والهيل.

*Fanack

Exit mobile version