الأخبار المحليةتقارير
أخر الأخبار

التهجير القسري في اليمن.. فصول من المعاناة المستمرة من دماج إلى عَصِر والحديدة

تقرير خاص

منذ بداية ظهور ميليشيا الحوثي شهد اليمن سلسلة من عمليات التهجير القسري التي قامت بها الميليشيات المسلحة، مستهدفة فئات مختلفة من السكان بوحشية لا تعرف الرحمة. هذه العمليات التي تتسم بالعنف والاضطهاد و لم تقتصر على منطقة معينة، بل امتدت لتشمل عدة محافظات وأقاليم في البلاد،
خلال هذا التقرير، نسعى إلى كشف الحقائق وتقديم لمحات عن هذه الجرائم التي تمس كرامة الإنسان اليمني وحقه في العيش بسلام.

تغريبة دماج

في يناير 2014، شهدت منطقة دماج في محافظة صعدة تهجيرًا جماعيًا للطلاب من مركز دماج التابع للشيخ السلفي (يحيى الحجوري) ونٌقلوا عبر مئات الشاحنات في مشهد محزن ومؤلم، حيث صنفت هذه العملية كأكبر عملية تهجير لجماعة دينية في تاريخ اليمن بعد انهيار سد مأرب، هذا التهجير جاء نتيجة الحرب والحصار اللذان شنهما الحوثيين على مناطق تعليم السلفيين في دماج، حيث تعرض الطلاب وذويهم للضغوط والتهديدات المستمرة، مما أجبرهم على مغادرة منازلهم وأراضيهم، وقدرت أعداد النازحين حينها بثلاثين ألف شخص توزعوا على مناطق متفرقة من الجمهورية لكن الأغلبية منهم اختارت ” تهامة” لبعدها عن مركز الثقل الطائفي لجماعة الحوثي.

يهود (آل سالم)

وفي مارس 2016، قامت ميليشيا الحوثي بتهجير يهود اليمن من عائلة آل سالم، محملين بنسخ نادرة من التوراة يعود تاريخها لسبعة قرون، وكانت هذه النسخ تعتبر بمثابة كنوز دينية وثقافية، وبحسب المصادر حينها، فإن الحوثيين قاموا بتهجير اليهود مقابل مبالغ كبيرة استلمتها الميليشيات من إسرائيل، ونتيجة للضغوط والتهديدات التي تعرض لها اليهود في اليمن، حيث كانوا يعيشون في خوف دائم من الاعتداءات والاضطهاد، وتمت عملية نقلهم إلى إسرائيل ضمن إجراءات سرية ومعقدة عبر مطار صنعاء الدولي بمساهمة من الخارجية الأمريكية، واستقبل رئيس وزراء الاحتلال حينها ” نتنياهو ” المهاجرين بحفاوة بالغة حيث كان في استقبالهم شخصيًا واستلم منهم نسخة التوراة النادرة لأول مرة.

مأساة حجور

وفي مارس أيضًا 2019، شهدت محافظة حجة تهجيرًا جماعيًا لأكثر من 48 ألف شخص من قبائل كشر حجور. هذا التهجير جاء بعد حصار استمر لأسابيع قامت الميليشيا خلالها بشن حرب وحشية تسببت في تدمير 20 منزلًا و115 مدرسة و25 مزرعة، واستخدمت الميليشيا في تلك الحرب جميع أنواع الأسلحة التي تمتلكها ومن ضمنها الصواريخ الباليستية، وطائرات الهيلوكبتر، والكاتيوشا والمدفعية الثقيلة، وجاءت هذه الحملة ردًا على منع قبائل حجور لمجاميع حوثية من المرور من مناطقهم باتجاه حرض بسبب قيام تلك المجاميع بإتلاف المحاصيل الزراعية والتعدي عليها، بحسب القبائل.

تهجير في العاصمة

وفي نوفمبر 2023، شهدت منطقة عصر بالعاصمة صنعاء تهجيرًا جماعيًا لسكان برج الأوقاف، وجاء هذا التهجير ضمن مخطط لتغيير التركيبة السكانية ونهب الأراضي وأملاك المواطنين دون اكتراث بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وقال السكان إنهم تعرضوا للضغوط والتهديدات المستمرة، مما أجبرهم على مغادرة منازلهم وأراضيهم بحثًا عن الأمان والاستقرار. وكانت هذه العملية جزءًا من جهود أوسع للميليشيات للسيطرة على العاصمة وتغيير التركيبة السكانية ونهب أملاك المواطنين.

تهجير قرى الحديدة

وفي أبريل 2024، شهدت محافظة الحديدة تهجيرًا قسريًا لعدد من سكان القرى، منها قرى المعاريف، بني السهل، بني الصباحي، القصيرة وغيرها حيث هٌجِّروا بالعربات والجرافات بذريعة أنها أملاك تابعة للدولة، السكان تعرضوا للضغوط والتهديدات المستمرة، مما أجبرهم على مغادرة منازلهم وأراضيهم بحثًا عن الأمان والاستقرار، وكانت هذه العملية بحسب مراقبين، جزءًا من إستراتيجية أوسع للميليشيات للسيطرة على المناطق الساحلية وتغيير التركيبة السكانية لصالحهم.

هذه الأحداث الدامية تكشف جانبًا من المعاناة التي يعيشها السكان في مناطق سيطرة الحوثيين، التي خلقت حالة من الفوضى والاضطراب زادت من تدهور الوضع الإنساني في اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى