الحديدة.. حشود حوثية وساحات أخرى للقتال

تقرير خاص

في خطوة مفاجأة قامت ميليشيا الحوثي بحشد قواتها من مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، باتجاه محافظة الحديدة وسط تكتم شديد حول الأسباب التي تقف وراء ذلك.

وقالت مصادر صحفية إن جماعة الحوثي قامت خلال الساعات الماضية بسحب كثير من أفرادها من أقسام الشرطة والمدارس والمعاهد العسكرية ونقاط التفتيش لأول مرة، وأشارت المصادر إلى أن جماعة الحوثي حشدت عناصر لم تشارك في أي معارك والهدف من تلك الحشود هو توجيهها إلى محافظة الحديدة تحسبا لأي عملية عسكرية من الجيش الوطني لتحرير المحافظة ومديرية المخا في ظل أنباء عن استعدادات لعملية عسكرية واسعة في الحديدة.

وتزعم جماعة الحوثي أن أي عملية قد يشنها الجيش الوطني في الحديدة ستكون عملية إسرائيلية بسبب وقوف الحوثيين المزعوم مع غزة وهي الأسطوانة الجديدة التي يروجها الحوثيون لكسب الرأي العام الداخلي والخارجي.

أسطوانة مشروخة

لكن أسطوانة الحوثيين بالدفاع المزعوم عن غزة باتت مشروخة ودعاية مستهلكة ولم تعد تستطيع خداع المواطنين وخصوصا القبائل الذين رفضوا مؤخرا رفد الجماعة بالمقاتلين وسط تزايد السخط الشعبي ضد الجماعة بعد انكشاف زيف ادعاءاتها وشعاراتها السابقة واتضاح أن الحوثيين جماعة موالية لإيران ومشروعها الطائفي في المنطقة.

وذكرت معلومات متداولة أن جماعة الحوثي تعيش حالة من الهلع خوفا من شن هجوم واسع لتحرير الحديدة وغرب تعز، بعد أن باتت مدركة بأنها قد أصبحت مكشوفة وبلا حاضنة شعبية وفقدت ثقة المواطنين في مناطق سيطرتها.

وفي محاولة لاستعادة التعاطف الشعبي قامت الجماعة الموالية لإيران بترويج إشاعة عزم الولايات المتحدة الأمريكية قيادة عملية برية لتحرير الحديدة وذلك لمنع الحوثيين من دعم غزة.

العكس صحيح

لكن محاولات الحوثيين باءت بالفشل الذريع وذلك بسبب انتشار خبر  إخطار أمريكا لمجلس القيادة الرئاسي بأن أي عملية عسكرية في الحديدة ستكون “مرفوضة” وذلك بحسب  المدير التنفيذي لمعهد واشنطن سيف المثنى، الذي أكد أن  الإدارة الأمريكية أبلغت الحكومة اليمنية رفضها لأي تحرك عسكري في الحديدة، ما يعني بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تحمي الحوثيين وليس العكس، ما أعاد إلى الذاكرة عملية  القوات الحكومية في ديسمبر  2018  عندما كانت على مقربة من تحرير الحديدة بمساندة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة ودول غربية بمساندة الأمم المتحدة  لوقف العمليات العسكرية  وأنقذت الحوثيين.

مسألة وقت

في السياق، اعتبر المحلل العسكري الدكتور محمد الحاضري هذا التحذير إن كان حدث فعليا “وجه آخر من أوجه التعاون والتخادم بين الولايات المتحدة الأمريكية بإدارتها الديمقراطية وبين ايران وميليشياتها  التي لا يرى فيها الديمقراطيون عدوا لأمريكا، لكنه في نفس الوقت يثبت تخوف ميليشيا الحوثي من أي تحرك عسكري لتحرير الحديدة وذلك لإدراكهم بأنهم غير قادرين على الصمود ساعات أمام الجيش الوطني في حال رفع المجتمع الدولي الغطاء عنهم”، ويتابع: “فيما يخص أبعاد هذا التحذير فهو لن يمنع تحرير اليمن إلى الأبد والإدارة التي تحمي إيران وميليشياتها لن تظل في البيت الأبيض وقتا طويلا، صحيح أن هذه التصرفات من الإدارة الأمريكية  قد تؤجل التحرير بسبب معرفة  الشرعية أن تحدي أمريكا في الوقت الحالي سيزيد من صعوبة مهمة استعادة الشرعية وسيصب في مصلحة الحوثي، ولكن يوم عودة الجمهورية بات قريبا والمعركة ستكون سريعة وخاطفة”.

Exit mobile version