Blogالأخبارتقارير

الحرب على غزّة: كيف يعيش الطلّاب الغزيّون في تركيا؟

الشيء الوحيد الّذي تستطيع فعله هذه الأيّام، هو متابعة الأخبار لحظة بلحظة، لمعرفة ما يدور في بلادها فلسطين، وأضافت أنّها لا تستطيع مواصلة الحياة بشكل طبيعيّ في ظلّ الظروف الراهنة ببلادها…

لا يزال العديد من الطلّاب الفلسطينيّين الذين يواصلون دراستهم الجامعيّة في دول عديدة، يترقّبون الأخبار القادمة يوميًّا من بلادهم، خاصّة غزّة، وسط قلق كبير على أقربائهم، في ظلّ تواصل الغارات والمجازر التي ترتكبها إسرائيل بحقّ المدنيّين، وسقوط آلاف الشهداء.

واستطلعت آراء العديد من الطلّاب الفلسطينيّين في الجامعات في تركيا حول ما تشهده فلسطين عمومًا وقطاع غزّة خصوصًا في الوقت الراهن، وحجم تأثير ذلك على حياتهم الدراسيّة والشخصيّة في الغربة.

ويعاني سكّان غزّة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطينيّ، من أوضاع معيشيّة متدهورة للغاية، جرّاء حصار إسرائيليّ متواصل منذ 17 عامًا، وحروب متتالية راح ضحيّتها عشرات الآلاف.

هبة مسلم، طالبة في كلّيّة الطبّ في جامعة يلدريم بيازيد بأنقرة، قالت إنّ سكّان قطاع غزّة بأمسّ الحاجة إلى كافّة المساعدات الإنسانيّة.

وأضافت في حديثها، أنّ “حجم المساعدة الّتي تستطيع تقديمها شخصيًّا، محدود كونها لا تزال طالبة تواصل دراستها الجامعيّة”.

وأشارت إلى أنّ آثار الهجمات والاعتداءات الّتي تشهدها غزّة، لم تطلها بشكل مباشر، إلّا أنّ آلام من يتعرّضون لتلك الهجمات تطالها وتؤنّب ضميرها، على حدّ تعبيرها.

وحول الآثار غير المباشرة للصراع الدائر في بلادها عليها، أوضحت أنّها لم تعد باستطاعتها النوم، بالقدر الكافي منذ اندلاع الاشتباكات الأخيرة في قطاع غزّة، فيما قامت بحذف جميع تطبيقات منصّات التواصل الاجتماعيّ عن هاتفها.

وأردفت “الكثير من الفلسطينيّين يعيشون بهذا الشكل، هذه أزمة متواصلة منذ 75 عامًا، أي أنّ هذا النمط من العيش بات طبيعيًّا لدى الغالبيّة من أبناء شعبنا”.

وقرّر وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت، فرض “حصار شامل” على غزّة، قائلًا: “لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود (سيصل للقطاع)”، وفق ما نقلته القناة “13” الإسرائيليّة.

من جهتها، قالت دينا عقرا، طالبة الدكتوراه في قسم الهندسة المدنيّة، بجامعة البحر الأسود التقنيّة، إنّ الشيء الوحيد الّذي تستطيع فعله هذه الأيّام، هو متابعة الأخبار لحظة بلحظة، لمعرفة ما يدور في بلادها فلسطين، وأضافت أنّها لا تستطيع مواصلة الحياة بشكل طبيعيّ في ظلّ الظروف الراهنة ببلادها.

وأكّدت “أهمّيّة متابعة الأخبار والتطوّرات من مصادرها الموثوقة في مثل هذه الفترات”، وأشارت إلى قيام الإعلام الغربيّ والإسرائيليّ بنقل ونشر الكثير من “الأخبار الكاذبة” خلال هذه الفترة.

وتابعت “علينا إيقاف الحرب، على كلّ واحد منّا أن يبذل قدر المستطاع في سبيل ذلك، لأنّ ما يحدث الآن في فلسطين كان بإمكانه أن يحدث في منطقة أخرى حول العالم”.

بدوره، أعرب مصطفى النتشه، طالب قسم الصحافة، عن ثقته في أنّ وطنه فلسطين سيتخلّص ذات يوم من جميع هذه الأزمات الّتي يعيشها في الوقت الراهن، وأضاف، أنّ الأزمات الحاليّة “صحيح أنّ لها آثار سلبيّة، إلّا أنّنا نشعر بالفخر في الوقت نفسه”.

وحسام حسن مخيرز، طالب الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر بجامعة الغازي في أنقرة، قال إنّ ما تشهده فلسطين حاليًّا يؤثّر سلبًا على جميع أفراد أسرته بمن فيهم الأطفال، وأضاف، أنّه يقضي يومه بمتابعة الأخبار الواردة من بلاده، بل ويقضي الليالي في بعض الأحيان قلقًا من سماع خبرًا غير سارّ عن أحد أقربائه أو أصدقائه في فلسطين.

ودعا الطالب الفلسطينيّ المسلمين حول العالم، إلى لتضامن مع بلاده، سواء على الصعيد المادّيّ أو المعنويّ، وعلى الصعيدين الرسميّ والشعبيّ.

وتواصل إسرائيل شنّ غارات مكثّفة على غزّة مخلّفة آلاف القتلى والجرحى من المدنيّين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية، ما أثار تحذيرات محلّيّة ودوليّة من كارثة إنسانيّة مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيليّة مكثّفة في مدن وبلدات الضفّة الغربيّة المحتلّة والداخل الفلسطينيّ.

عرب ٤٨/ وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى