الحوثيون ينهبون الأراضي في عمران تحت غطاء “مشاريع سكنية” وتعتقل الرافضين على التوقيع

شهدت مديرية جبل عيال يزيد بمحافظة عمران، خلال الأيام الماضية، حملة مداهمات نفذتها ميليشيات الحوثي في منطقة الملحّة، أسفرت عن اعتقال ثمانية مواطنين رفضوا التوقيع على تعهدات تمنعهم من الاعتراض على قرارات مصادرة أراضيهم. وبحسب مصادر محلية، فإن الحملة جاءت بأوامر مباشرة من القيادي الحوثي المعروف بـ”أبو ماجد الجيش”، المنتحل صفة نائب مدير أمن المديرية، والذي يُعد من أبرز منفذي سياسات الاستيلاء على الأراضي في المحافظة.
السكان المتضررون أطلقوا نداءات استغاثة إلى المنظمات الحقوقية، محذرين من كارثة إنسانية واقتصادية، خاصة أن الأراضي المصادرة تمثل مصدر رزقهم الوحيد، مؤكدين تمسكهم بحقهم التاريخي في ملكية الأرض، ورفضهم تجاهل الجماعة لوثائق الملكية الرسمية والعرفية.
وفي منطقة الحلة المجاورة، نفذت الجماعة عمليات حصر واسعة للأراضي الزراعية، وأجبرت عددًا من المزارعين على توقيع تعهدات تجيز المصادرة، ما أثار موجة غضب واستنكار شعبي واسع.
وتعد هذه الحملة الأوسع منذ مارس الماضي، حيث طالت مديريات ريدة، حوث، سفيان، جبل يزيد، وخمر، تحت ذريعة إنشاء “مدن سكنية”، رغم أن السكان يؤكدون أن المستفيدين الحقيقيين هم قيادات ومشرفون حوثيون يستولون على الأراضي لصالحهم الشخصي.
وبحسب تقديرات محلية، فقد استولت الجماعة منذ مطلع أكتوبر الجاري على نحو ألف لبنة، أي ما يعادل 44 ألف متر مربع من الأراضي الخصبة في محيط مدينة عمران، وسط انتشار عسكري مكثف لعربات الجماعة التي تطوّق الأراضي وتمنع أصحابها من الوصول إليها.
وجهاء قبليون في عمران عقدوا تجمعًا طارئًا للتحذير من فتنة اجتماعية، مؤكدين أن هذه الممارسات تفتقر لأي مسوّغ قانوني أو شرعي، وتُهدد الاستقرار المجتمعي، في ظل غياب شبه تام للسلطة القضائية والرقابية، وصمت دولي ومحلي يُخشى أن يشجّع الجماعة على التمادي في سياساتها التوسعية.






