الحوثيين يمنعون السفن من افراغ البضائع ويهددون الملاحة وخسائر كبيرة للتجار
للأسبوع الثاني على التوالي يمنع الحوثيون السفن في ميناء الحديدة من انزال حمولتها بحجة ان ” الأولوية للمواد الغذائية” متسببين بخسائر فادحة للتجار اليمنيين المضطرين لدفع (12 الف دولار) عن كل يوم تأخير للسفينة الناقلة في الميناء، وفي مذكرة من شركة (rmm ship management ) الى تجار (المواد الجافة) الذين قاموا بشحن بضائعهم عبر اسطولها، اعتذرت الشركة للتجار عن شحن اي بضاعة غير المواد الغذائية حتى تنفرج الأوضاع في ميناء الحديدة، وقالت الشركة في مذكرتها ان هناك خمس سفن غير قادرة على العودة منذ شهر مقدمة اعتذارها لكافة التجار المتعاقدين معها.
هذا التأخير وما يتسبب به من غرامة مالية، دفعت التجار الى عقد اجتماع في الحديدة الاسبوع الماضي طالبوا فيه السلطات الحوثية بتخصيص رصيف من اجمالي سبعة ارصفة للمواد الجافة ورصيفين للمحروقات ، الا ان هذا الطلب قوبل بالرفض من قبل الحوثيين الذين نصحوا التجار باحتساب مبلغ الغرامة على سعر البضاعة خصوصا تجار مواد البناء والمشتقات النفطية وهو ماقد يعني ارتفاع سعرها بالضرورة، ويشكل عبئاً اضافياً على المواطنين، وفي حديث حصري قال احد تجار مواد البناء المعروفين، بأن خسارته حتى هذه اللحظة بلغت 360 الف دولارللشركة الناقلة للبضاعة والمبلغ مرشح للزيادة ولهذا قد يتخذ اجراءات لاتصب في صالح المواطن ، كتخزين الشحنة لحين ضمان فارق سعر يغطي الخسارة، او زيادة السعر، وفي كلا الحالتين سيكون المتضرر هو المواطن.
مصائب قوم
الى ذلك، رجحت مصادر اقتصادية ان تكون جماعة الحوثي هي المستفيد الاول من عرقلة الحركة التجارية وذلك من خلال خلق ازمة في بعض السلع تدر عليهم الارباح كالعادة، ومحاربة التجار وهو ما تسعى اليه دائما بغرض إحلال اسماء تابعة لها مكانهم، وكذلك تسويق نفسها محليا وعربياً على انها تحارب الاسرائيليين وتهدد سفنهم، كما حصل مع السفينة ” لايدر” التي ادعى الحوثيين خطفها ولا تزال ترسو آمنة على شواطئ الحديدة، واعتبرها العديد من الباحثين والمفكرين مجرد “قصة محبوكة” ومنهم الباحث والناشط ” وليد العمار” الذي قال بان حادث اختطاف السفينة “مسرحية ” من انتاج واخراج ايران والغرض من ورائها هو تهيئة باب المندب لتسليمه الى ايران بعد افتعال معركة وهمية متفق عليها مع اسرائيل، الى جانب تلميع صورة الحوثي المشوهة.
سفينتين والفرق كبير
في السياق، رجح الكاتب “محمد الكميم” فرضية ان يكون اختطاف السفن المزعومة انها اسرائيلية أمراً مدبراً بين ايران واسرائيل والدليل – من وجهة نظره – هو عملية تحرير السفينة ” سنترال بارك” التي نفذتها القوات الامريكية فجر اليوم الاثنين ونجاحها في أسر المختطفين، حيث ان جماعة الحوثي لم تتبنى خطف تلك السفينة وبالتالي – ويقول الكميم- لموقع الوعل اليمني “فعملية اختطاف السفينة ” سنترال بارك” كانت عملية حقيقية وليست مدبرة ولذلك تعاملت الولايات المتحدة الامريكية معها بجدية، اما في السفينة ” ليدر” فأمريكا واسرائيل لم يحركوا ساكنا لان الحادث بعلمهم وتدبيرهم هم وايران”.
كبش فداء
ويرى مراقبون ان توجه الحوثيين ناحية البحر وتركيز عملياتهم مؤخرا على الملاحة الدولية وكذلك تاخير السفن التجارية يأتي بتوجيهات من ايران الراغبة بتفجير الوضع في منطقة ” باب المندب” وعرقلة اي اتفاق قادم بين الحكومة اليمنية والحوثيين من اجل ادخال المنطقة في صراع ينتهي بالسيطرة الكاملة من قبل ايران واسرائيل على اهم مضيق بحري في العالم، ويقول العقيد بحري دكتور”عبدالله بشر” نائب مدير شعبة المعلومات في القوات البحرية” لموقع الوعل اليمني ” ان ايران تشعر بالانزعاج من حالة الهدوء النسبي التي تشهدها اليمن ولذلك فهي عن طريق الحوثي تريد تأزيم الوضع من خلال خطف السفن بحجة انها اسرائيلية بالاضافة الى عرقلة السفن التجارية التي تصل الى ميناء الحديدة وذلك لاحداث فوضى في اليمن يكون المستفيد الاول منها هي ايران حتى لوقدمت جماعة الحوثي كـ”كبش فداء”.
فراخ ايران
وسخر رواد مواقع التواصل من الحملة التي يروج لها “الذباب الالكتروني” التابع للحوثي عن عرض امريكا للحوثيين استعدادها لدفع الرواتب وتمكين جماعة الحوثي من حكم الشمال والجنوب مقابل تخليهم عن القضية الفلسطينية، واعتبروا مثل هذه الدعايات “محاولة سخيفة ” للتهرب من دفع الرواتب، حيث كتب احد المغردين على “تويتر” ويدعى ” نجم الدين” قائلاً : ” يعني اما تجلسوا بدون رواتب او نتخلى عن فلسطين، هكذا يريد الحوثي ان يقول لملايين الجائعين، وكأن فلسطين معتمدة عليه وهو الذي لا يجرؤ على الخروج من كهفه” وقال مغرد اخر يدعى “اليافعي” : “صدقت نفسك؟ ادفع رواتب الناس وخلي التجار في حالهم وفلسطين لها رجال ” وعلقت مغردة اخرى بالقول: ” الحوثي دائما يكذب الكذبة ويصدقها، ودائما فراخ ايران تلعب على اشلاء غزة”.