تقارير

الحوثي يلمع صورته ويجلب الدمار لليمن

تقرير خاص

اتاحت حرب غزة فرصة ذهبية لجماعة الحوثي للذهاب بعيدا في تدمير اليمن وتشويه صورته وجلب المزيد من الاساطيل للمياه الاقليمية اليمنية منتشياً بتصفيق المخدوعين بالشعارات الخمينية من اليمنيين والعرب، لكن مالايعرفه هؤلاء هو ان الحوثي لم يضر اسرائيل بقدر ما اضر العرب واليمنيين على وجه الخصوص.

وتشير الأرقام التي أوردتها تقارير دولية محايدة بأن المتضرر الأول من الهجمات الحوثية على 35 سفينة، وكذلك تحول 500 سفينة تجارية عن البحر الأحمر هي الدول العربية والصين، وليست اسرائيل كما تزعم الجماعة المدعومة ايرانيا، حيث سجلت حركة الملاحة فى قناة السويس انخفاضأً نحو 30% فى الفترة من 1 إلى 14 يناير 2024، اضافة الى زيادة قدرها ثلاثة الاف دولار في  أسعار تكلفة الشحن الوارد عبر مضيق باب المندب لكل حاوية.

توفير الفرصة

ويرى كثير من المراقبين ماتقوم به ميليشيا الحوثي يوفر الذريعة للقوى الطامعة بالسيطرة على باب المندب ومنها(ايران) الداعم الرئيسي لميليشيا الحوثي، التي ترمي بالميليشيات الى المحارق وتحصد المكاسب من بعدها، وبحسب الباحث (نجيب الغيل) لموقع الوعل اليمني ( لو كانت ايران تريد الضغط على الولايات المتحدة لايقاف حرب غزة فلماذا لا تغلق هي مضيق هرمز وهي تستطيع ذلك، بدلاً من ان تأمر الحوثيين باثارة المشاكل في باب المندب)؟.

موروث عقائدي

ويذهب المحللين الى انه الى جانب تنفيذ اجندة ايران في المنطقة، يمتلك الحوثيين دوافع عقائدية لاستعداء العالم ضد اليمن انطلاق من حقد تاريخي ضد اليمن واليمنيين، حيث يقول الباحث الغيل : ( لقد سعى الإماميون  في اليمن إلى احتقار اليمني بكل الأشكال ويرون انه مخلوق اقل منهم ولذلك كان الاماميون القدامى يصفون اليمني بانه ( يهودي ولو اسلم) وهو مثل شائع ابتكره الاماميون وردده الناس بغباء وجهل، فهم يرون أن اليمنيين مجرد يهود ويجب التعامل معهم بذلك المعتقد حتى وإن اعتنقوا الاسلام، لأن اليمني يهودي وإن أسلم، ولذلك يريدون جلب الدمار لليمن انتقاما لما حصل في 26 سبتمبر 1962).

الطريق الى الحرية

وفي كتابه ( الطريق الى الحرية) يروي الكاتب ( العزي صالح السنيدار ) الذي كان مقربا من الامام يحيى ومتعصبا لحكم الأئمة كيف كان الائمة ينشرون  الشائعات والدعايات على اليمنيين  أنهم ملحدون ويبغضون الإمام علي بن أبي طالب، وأنهم يريدون اختصار القرآن ويذكر العزي السنيدار أنه بعد مخالطته للإمام عن قرب بدأت تتفتح له الأمور، واكتشف أن  (بيت حميد الدين هم سبب نكبة اليمنيين)، حد تعبيره ، حيث يقول: لقد اكتشفت بان بيت حميد الدين يرون بان اليمنيين غير معصومين الدم والكرامة، وكل نازلة تصيب اهل اليمن يفرحون بها ويقولون انها من عند الله عقابا لهم على عصيانهم ابن النبي، ويتفقون مع الاجانب ضد اخوانهم اليمنيين) ويؤكد العزي السنيدار في كتابه على أن الطريق إلى الحرية والانعتاق من الاستبداد والتسلط طريق طويل وشائك، ولا يؤمن بهذا المشروع ويحمله إلا الرجال الأقوياء المؤمنين بقضايا شعوبهم في الحق بحياة كريمة وعادلة.

استعداء العالم

من جانب اخر، يشير المراقبين الى ان ايران اوقعت الحوثي في العديد من المشاكل منذ لحظة استلامهم العاصمة صنعاء في انقلاب 2014 وهذه المرة اختارت ايران دفع الحوثي لاستعداء العالم بتعطيل ملاحته في أحد اهم الممرات المائية،  وتحويلهم الى مجموعة من القراصنة، وفي ذلك يقول المحلل السياسي عادل الاحمدي لموقع الوعل اليمني ( لايمكن النظر الى تحركات الحوثي في البحر الاحمر على انها جاءت دفاعا عن اهل غزة بل هي في الحقيقة  تنفيذ لأوامر وتوجيهات مرشد الثورة الايرانية المتمثلة باشعال المنطقة وفرض السيطرة الفارسية على باب المندب وتهديد دول عربية ومنها مصر بذريعة الدفاع عن غزة، بدون اي اعتبار للخسائر التي قد يدفعها اليمن، واتمنى من اخوتنا الفلسطينيين والعرب ان ينظروا الى المشهد من زاوية صحيحة فالحوثي مشكلة وتهديد ايراني للمنطقة برمتها ، ومن جهة اخرى تريد ايران تسميم القضية الفلسطينية وبسبب تدخل ايران خسرت القضية تعاطف الكثير من العرب المتضررين من الميليشيات الايرانية). 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى