منوعات
أخر الأخبار

الدراجة الهوائية والمجتمعات الفقيرة في دراسة جديدة

تعد الدراجة الهوائية وسيلة مواصلات أساسية بالنسبة للكثيرين حول العالم، لا سيما للتنقل ونقل الأغراض في المناطق الريفية.

ورغم الفوائد الهائلة التي تتسم بها الدراجة الهوائية باعتبارها وسيلة بسيطة ورخيصة التكلفة، وفي ضوء سعي الكثير من الجهات لتوسيع دائرة توافرها واستخدامها. فما زالت هناك تحديات كثيرة تحول دون انتشارها على النحو المطلوب في المجتمعات ذات الدخل المنخفض.

ويقول دانييل فراي؛ أستاذ الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة إن الأسر ذات الدخل المنخفض في الدول الفقيرة عادة ما تواجه مشاكل في التنقل. خاصة بالمناطق الريفية، لا سيما أن وسائل النقل العام لا تتوافر دائمًا. كما أن السيارات والدراجات النارية ليست في مقدور الكثيرين. ما يضطر البعض لقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام للوصول إلى مقاصدهم المختلفة.

وأضاف”فراي”؛ في تصريحات للموقع الإلكتروني Conversation المتخصص في الأبحاث العلمية والاجتماعية، أن الدراجات الهوائية يمكنها سد هذه الفجوة باعتبارها وسيلة انتقال رخيصة التكلفة.

وإلى جانب المزايا الصحية والاقتصادية والاجتماعية للدراجة. تؤكد الدراسات أهميتها بالنسبة لديناميكيات العلاقة بين الجنسين. فالمرأة يمكن أن تنعم بقدر أكبر من الاستقلالية إذا ما توافرت لديها دراجة للحصول على فرص أفضل للتعليم والعمل.

وأجرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مؤخرًا، دراسة للتعرف على آليات وفرص استخدام الدراجات الهوائية في المجتمعات الفقيرة بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وذكر “فراي” إن الفريق البحثي اختار غانا ومالاوي كموقعين لإجراء الدراسة التي شملت عدة معايير مثل: معدلات اقتناء الدراجات، والتوزيع الجغرافي لانتشارها. والقدرة الشرائية للحصول عليها.

الفئات المستهدفة من الدراسة 

وتركزت الدراسة على العوامل التي تشجع أو تثبط الاهتمام باقتناء دراجة بين أبناء المجتمعات الفقيرة. وكذلك الفوائد التي تعود على هذه الفئات المجتمعية من استخدام الدراجات.

ومن ناحية أخرى عمل الباحثون على تحديد ما إذا كانت حلول استخدام الدراجات المعمول بها حاليًا يمكنها فعلًا تلبية الاحتياجات المتوقعة للمستخدم.

نتائج دراسة الدراجة الهوائية 

وأجريت الدراسة على ثلاث مراحل خلال الفترة من 2020 حتى 2022، وشملت أبحاثًا علمية واستقصائية مع استطلاع رأي 182 متطوعًا من مستخدمي وغير مستخدمي الدراجات وأشخاص معنيين. من بينهم 95 شخصًا من غانا و87 من مالاوي.

واعتمدت المرحلة الثانية من البحث على جمع ملاحظات وإجراء مقابلات متعمقة مع الأسر التي يستخدم أفرادها دراجات هوائية.

"الدراجة الهوائية هي الحل".. دراسة جديدة تبحث عن حلول لمشكلة الانتقالات في المجتمعات الفقيرة

ويقول “فراي” إن دراسة الوكالة الأمريكية توصلت إلى سلسلة من النتائج يمكن سردها بإيجاز على النحو التالي:

  • ديناميكيات التعامل بين الجنسين في إطار الأسرة تتأثر بمن يمتلك أو يستخدم الدراجة الهوائية، وهو عادة ما يكون رب الأسرة في معظم الحالات.
  • كثيرٌ ما يستخدم أفراد الأسرة كلهم دراجة واحدة لتلبية أغراض مختلفة.
  • أظهرت البيانات أن وتيرة وفترة ومسافات الرحلات التي يتم قطعها بالدراجة تختلف بشكل كبير بين العينات التي خضعت للدراسة. حيث اتضح أن المسافات الأطول يتم قطعها عادة في المناطق الريفية. وأن الأشخاص الأكبر سنًا غالبًا ما يستخدمون الدراجات الهوائية في نقل الأغراض.

وكشفت الدراسة أيضًا عن أن وجود دراجة واحدة في نطاق الأسرة قد لا يكون كافيًا لتلبية احتياجات جميع أفرادها. بمعنى أن بعض أفراد العائلة الواحدة لا يجدون أمامهم خيارًا في كثير من الأحيان سوى الذهاب إلى مقاصدهم سيرًا على الأقدام.

وتبين أن مشكلات التكلفة ونقص قطع الغيار والرغبة في اقتناء وسيلة مواصلات تعمل بمحرك هي أهم الحواجز التي تحول دون انتشار الدراجات الهوائية.

وكان من المثير للدهشة أن الرغبة في امتلاك دراجة نارية تعد من التحديات غير المتوقعة التي تحول دون انتشار الدراجة الهوائية.

كما لو كانت الرغبة في اقتناء شيء أغلى في المستقبل لدى البعض تحول دون امتلاك وسيلة نقل عملية ورخيصة في الوقت الحالي.

أهمية الدراجات الهوائية 

وتبين من الدراسة أن التجهيزات الخاصة بحمل الأغراض من أهم المواصفات المطلوبة في الدراجة الهوائية؛ حيث يحتاج كثير من العمال إلى نقل أدواتهم إلى أماكن العمل على متن الدراجة.

كما اتضح أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين لا يستخدمون الدراجات هم من النساء. ويرجع السبب في ذلك إلى أنهن لا يعرفن كيفية ركوبها.

ولم توضح الدراسة التصميم المفضل للدراجة الهوائية بالنسبة لكل من الرجال والنساء. مؤكدة أن المجتمعات عادة ما تتآلف على تصميم معين دون خيارات تصميمات متعددة بأي حال من الأحوال.

وفي المناطق التي يشيع فيها استخدام الدراجات. تضع الشركات المصنعة تصميمات تتلاءم مع طبيعة الملابس التي ترتديها المرأة؛ لأن النساء في تلك المناطق يستخدمن الدراجات للوصول إلى أماكن العمل أو التعليم.

ويؤكد “فراي” أن هذه الدراسة تمثل خطوة أولية نحو بذل جهود ذات مدى أطول لتحسين سبل المواصلات والمساواة بين الجنسين فيما يتعلق بحرية التنقل. لا سيما أن الدراجات على مدار أكثر من 100 عام كانت وسيلة انتقال فعالة توفر البديل الأفضل للسير؛ من حيث طول المسافات التي يمكن قطعها وتوفير الوقت والمجهود.

وسلطت الدراسة الضوء على بعض العقبات التي تمنع انتشار الدراجات في بعض المناطق مثل وعورة التضاريس مثلًا. وهو ما قد يتطلب وضع تصميمات مناسبة أو قطع غيار أقوى. مع إمكانية إتاحة برامج للتدريب على ركوب الدراجات.

ويرى دانييل فراي أن تضافر جهود خبراء الهندسة وعلم الاجتماع قد تجعل من الدراجة وسيلة انتقال واعدة للمستقبل تأخذ في الاعتبار معايير حماية البيئة والتنمية الاقتصادية في المجتمعات الفقيرة.

المصدر

وكالة الأنباء الألمانية 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى