تعهد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، يوم الأحد، بأن بلاده ستعيد بناء منشآتها النووية التي تعرضت لأضرار، مؤكداً أن عملية إعادة البناء ستتم “بقوة أكبر” من السابق.
جاءت هذه التصريحات القوية لوسائل إعلام رسمية إيرانية، أثناء زيارته لمقر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران ولقائه بمديري الصناعة النووية في البلاد، حيث شدد على أن التهديدات الخارجية لن تعرقل تقدم برنامج إيران النووي.
يأتي هذا الإعلان في سياق متوتر، حيث كانت بعض المواقع النووية الإيرانية قد تعرضت لـضربات جوية في يونيو الماضي، وتنسب بعض التقارير هذه الهجمات إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقد أشار بزشكيان في تصريحاته إلى هذه التحديات بالقول: “العلم موجود في عقول علمائنا وتدمير المنشآت والمصانع لن يكون مشكلة أمام تطوير صناعتنا النووية”، مضيفاً بشكل حاسم: “تدمير المنشآت النووية لن يؤخر تقدمنا. سنعيد بناءها بشكل أقوى”.
على الرغم من التعهد بالاستمرار في تطوير القدرات النووية، أكد الرئيس الإيراني مجدداً على أن البرنامج النووي الإيراني سلمي بحت ولا يهدف إلى امتلاك سلاح نووي.
وفي هذا الصدد، نقلت عنه وكالات الأنباء قوله: “نحن نعتبر استخدام القنابل النووية محظوراً”، مشيراً إلى أن “الهدف من كل ذلك هو حل مشاكل الشعب، ومكافحة الأمراض، والحفاظ على صحة الناس”، في محاولة لربط الأنشطة النووية بالأغراض المدنية والطبية.
هذا الموقف الإيراني ليس جديداً، ففي تصريحات سابقة في يونيو 2025، كان بزشكيان قد أكد استعداد بلاده لبناء منشآت نووية جديدة في حال تعرض الموجودة لهجوم، حيث قال حينها: “إذا قصفتم مائة فسنبني ألفاً غيرها”.
وتؤكد هذه التصريحات الأخيرة التزام القيادة الإيرانية بمواصلة البرنامج النووي كـ”قدرة غير قابلة للقصف”، معتبرين المعرفة النووية راسخة في عقول العلماء وليس مجرد مبان مادية يمكن تدميرها.
على صعيد آخر، سبق تصريحات الرئيس الإيراني تأكيد من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بأن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية قد تضررت بالكامل في الهجمات الأخيرة، مشيراً إلى أن الهجمات الأميركية أوقفت النشاط النووي لطهران “بشكل ملحوظ”.
ومع ذلك، أكد غروسي أن “القدرات لا تزال موجودة”، وأشار أيضاً إلى أن إيران لا تقوم حالياً بتخصيب اليورانيوم بشكل نشط، لكن المواد النووية المخصبة بنسبة 60 بالمئة لا تزال موجودة داخل إيران، وهي نقطة تخضع للنقاش والمراقبة المستمرة مع الوكالة. تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التحركات الدبلوماسية، بما في ذلك دعوة الوسيط العُماني طهران وواشنطن إلى استئناف المفاوضات.







