في خطوة وصفت بـ”التاريخية” و”التحول الجذري” في العلاقات الثنائية، وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس السبت، في زيارة رسمية تعد الأولى لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال البلاد عام 1946.
تأتي هذه الزيارة في توقيت شديد الحساسية وبعد أشهر من التطورات المتسارعة التي أعقبت رحيل نظام بشار الأسد، وتعتبر بمثابة إقرار دولي بالقيادة الجديدة في دمشق.
الزيارة التي بدأها الشرع بعد جولة شملت البرازيل، تكللت بوصوله إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين 10 نوفمبر 2025.
الأهمية القصوى لهذه الزيارة تكمن في أنها جاءت بعد يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة رسمياً شطب اسم الشرع من قائمة الإرهاب، وهي الخطوة التي سبقتها قرار من مجلس الأمن الدولي برفع العقوبات المفروضة عليه وعلى وزير الداخلية أنس خطاب، ضمن إطار الإقرار بالتقدم الذي أظهرته القيادة السورية الجديدة.
وكان الشرع قد التقى ترامب للمرة الأولى في مايو الماضي بالعاصمة السعودية الرياض، حيث تعهد الرئيس الأمريكي حينها برفع العقوبات المفروضة على سوريا.
تتصدر أجندة مباحثات الشرع في واشنطن ملفات حيوية تتعلق بمستقبل سوريا وعلاقاتها الدولية.
يأتي على رأس هذه الملفات بحث سبل رفع ما تبقى من عقوبات اقتصادية مفروضة على دمشق، لا سيما العمل على رفع “قانون قيصر” الذي يلعب الكونغرس الأمريكي دوراً أساسياً في تطبيقه أو رفعه.
وتسعى دمشق إلى تأمين التمويلات اللازمة لعملية إعادة الإعمار، التي قدّر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار، وهو ما يتطلب رفع هذه العقوبات للسماح بالاستثمار الدولي.
كما يتوقع أن يتم خلال الزيارة توقيع اتفاقية هامة تتعلق بمكافحة تنظيم “داعش”، حيث أشار المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، إلى أن الشرع سيوقع وثيقة لانضمام سوريا إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم.
ويعد التعاون الأمني والدفاعي أحد أهم المحاور، خصوصاً بعد إعلان المبعوثين الأمريكيين أن واشنطن تهدف إلى تأسيس وجود عسكري لها في قاعدة جوية بالقرب من دمشق، في مقابل تخفيف جزئي للعقوبات على سوريا.
وقد أكد الشرع في تصريحات سابقة على أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب، داعياً منظمات سورية في واشنطن إلى استثمار “الفرصة النادرة” والمساهمة في إعادة إعمار البلاد.
كما تشمل أجندة المباحثات ملفات إقليمية، أبرزها تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث أعرب ترامب عن أمله بأن تنضم سوريا إلى “الاتفاقيات الإبراهامية”.
وفي المقابل، أعلن الشرع في سبتمبر الماضي أن المفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني، يضمن انسحاب إسرائيل من مناطق في جنوب سوريا تقدمت إليها بعد سقوط النظام السابق، إلى جانب وقف الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وتشدد واشنطن على مطالب أخرى، منها السيطرة على مخيمات المعتقلين في شمال شرق سوريا، وطرد العناصر الأجنبية، وتسليم “إرهابيين”، والحفاظ على حقوق الأقليات.

شبكة أطباء السودان: “الدعم السريع” تحرق جثث المدنيين لإخفاء جرائمها
ملف “المقاتلين العالقين” في رفح يتصدر مفاوضات التهدئة الجديدة
“حماس” تسلم جثمان جندي إسرائيلي كان محتجزًا لديها منذ 2014
تركيا تُعلنها حربًا قضائية.. 37 مذكرة اعتقال تطال نتنياهو وزمرته بتهم “جرائم ضد الإنسانية”