الرئيس السوري يزور السعودية غدًا الثلاثاء

تشهد العاصمة السعودية الرياض حدثاً دبلوماسياً واقتصادياً بارزاً مع إعلان زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، للمملكة يوم غدٍ الثلاثاء.

وتكتسب هذه الزيارة أهمية مضاعفة كونها تتضمن لقاءً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى المشاركة في النسخة التاسعة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” العالمي (Future Investment Initiative – FII)، الذي ينطلق تحت شعار “مفتاح الازدهار”.

تُعد هذه الزيارة هي الثالثة للرئيس الشرع إلى السعودية منذ توليه منصبه بعد سقوط النظام السابق، مما يعكس مستوى العلاقات المتنامية والجهود المشتركة لدفع مسار التعاون الإقليمي.

وقد سبقتها زيارة تاريخية في فبراير الماضي، كانت أول زيارة خارجية له، ثم زيارة ثانية في مايو الماضي للمشاركة في القمة الخليجية الأمريكية، التي شهدت لقاء ثلاثياً جمع الشرع مع الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

من المقرر أن تركز المباحثات الثنائية بين الرئيس الشرع وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على سبل تعزيز التعاون الثنائي، لا سيما في مجالات الاستثمار والملفات الاقتصادية، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي هذه المباحثات استكمالاً للجهود التي بذلتها الرياض ودمشق لتحويل اتفاقيات تعاون سابقة، بلغت قيمتها 6.4 مليار دولار، إلى مشاريع استثمارية ملموسة في قطاعات حيوية مثل البنية التحتية والطاقة والإسكان والتكنولوجيا.

المشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) هي الجانب الأبرز في هذه الزيارة، حيث من المتوقع أن يلقي الرئيس الشرع كلمة في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام.

ويُعقد المؤتمر بحضور قادة دول ورؤساء حكومات وكبار المستثمرين وصناع القرار من حول العالم، ومن المنتظر أن يستقطب أكثر من 8 آلاف مشارك و650 متحدثاً بارزاً، فيما يُتوقع أن تتجاوز قيمة الاتفاقيات الاستثمارية التي سيتم توقيعها خلاله 60 مليار دولار. وتعتبر الرئاسة السورية مشاركة الشرع خطوة تمثل “دخول سوريا الرسمي إلى النهضة الاقتصادية الإقليمية”.

يرافق الرئيس الشرع في هذه الزيارة وفد سوري رفيع المستوى يضم وزراء وكبار المسؤولين والخبراء، ويهدف هذا الوفد إلى عقد لقاءات موسعة ومباشرة مع كبرى الشركات الاستثمارية العالمية والمؤسسات الاقتصادية الرائدة وصناديق الاستثمار السيادية المشاركة في المؤتمر.

وتهدف هذه اللقاءات إلى بحث بناء شراكات استراتيجية في قطاعات اقتصادية حيوية، ما يؤكد توجه دمشق نحو الانفتاح الاقتصادي وتعزيز دورها داخل المنظومة العربية والدولية.