الأخبار
أخر الأخبار

الرئيس السوري يصل إلى قطر في أول زيارة رسمية منذ 16 عامًا

وصل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الثلاثاء إلى العاصمة القطرية الدوحة، في أول زيارة يجريها رئيس سوري إلى الدولة الخليجية منذ أكثر من 16 عاما، بهدف دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، والتباحث حول عدد من الملفات أهمها جهود قطر في دعم الدولة السورية الجديدة.

وبثت وكالة الأنباء السورية “سانا” لقطات مصورة، تظهر لحظات استقبال الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني من قبل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال وزير الخارجية السوري، في تدوينة عبر حسابه على منصة “إكس”: “نرافق اليوم فخامة الرئيس أحمد الشرع في الزيارة الرئاسية الأولى إلى الدولة التي وقفت إلى جانب السوريين منذ اليوم الأول ولم تتخل عنهم”.

وأرفق وزير الخارجية السوري مع التدوينة صورة تجمع علمي سوريا ودولة قطر، التي يتوجه إليها الشرع في خامس زيارة رسمية إلى دولة عربية منذ تولي مهام منصبه.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس أحمد الشرع أثناء الزيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتطلعات الشعب السوري نحو الاستقرار والتنمية، فضلا عن اجتماعه مع عدد من المسؤولين ورجال الأعمال في البلاد.

وأكدت قطر، وفقا لوكالة الأنباء القطرية، موقفها الثابت في دعم الشعب السوري في سعيه نحو السلام والعدالة، مع استعدادها للتعاون مع الإدارة السورية في مختلف الملفات الدولية، وفي مقدمتها رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

ويأتي تحرّك الشرع ضمن مساعٍ دبلوماسية لحشد الدعم العربي لرفع العقوبات التي تعيق خطط إعادة الإعمار في البلاد، وهي القضية التي طرحها أيضا خلال زيارته إلى الإمارات أمس الاثنين، ويناقشها في زيارته الحالية للدوحة.

وتأتي زيارة الرئيس السوري بعد سلسلة خطوات اتخذتها الحكومة السورية الجديدة لتعزيز الاستقرار، من بينها الاتفاق على دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في القوات المسلحة السورية، وتشكيل حكومة جديدة، والعمل على إنهاء الوجود المسلح خارج مؤسسات الدولة.

كما تندرج الزيارة في سياق الانفتاح العربي مع دمشق، إذ تأتي بعد أقل من 3 أشهر على زيارة أمير دولة قطر إلى العاصمة السورية، كأول قائد عربي يزور البلاد بعد انتهاء حكم نظام بشار الأسد.

ويرى مراقبون أن زيارة أمير قطر في يناير/كانون الثاني الماضي حملت رسائل دعم سياسي ومعنوي للسوريين، خاصة في ظل التحولات التي تشهدها البلاد، وحاجتها إلى دعم شامل لإعادة بناء الدولة على أسس تضمن كرامة المواطنين وحقوقهم، وتلبي تطلعاتهم المشروعة.

وفي 16 يناير/كانون الثاني الماضي، وصل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، دمشق والتقى الرئيس الشرع، حيث بحثا آخر التطورات على الساحة السورية، وملفات التعاون المشترك، وأكدا على وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها.

وجدد أمير قطر خلال لقائه الشرع وقتها، “موقف دولة قطر الداعم لوحدة سورية وسيادتها واستقلالها، ومشيداً في هذا الصدد بالجهود التي تبذلها الإدارة السورية الجديدة لتحقيق الاستقرار والحفاظ على مقدرات الدولة وتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب السوري”.

ووفق الديوان الأميري القطري، شدد أمير قطر على الحاجة الماسة لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري لتوطيد الاستقرار، والمضي قدماً في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والازدهار، مؤكداً أن دولة قطر ستواصل وقوفها مع الأشقاء السوريين لتحقيق أهدافهم التي ناضلوا من أجلها وصولاً إلى دولة تسودها الوحدة والعدالة والحرية، وينعم شعبها بالعيش الكريم.

من جانبه، رحب الشرع بزيارة أمير قطر حينها، واعتبرها تعبيراً عن مواقف قطر الثابتة والداعمة للشعب السوري في مختلف المراحل، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً استراتيجياً بين البلدين في مختلف المجالات، كما أشار إلى تطلع سورية للاستفادة من الخبرات القطرية لتحقيق نهضة تنموية شاملة، موجهاً شكره لأمير قطر على زيارته، ومؤكداً السعي لبناء شراكة استراتيجية بين البلدين تعود بالنفع على الشعبين السوري والقطري.

كما شهد الخامس من يناير/كانون الثاني الماضي زيارة وفد سوري رفيع المستوى إلى الدوحة، ضم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، حيث عقد الوفد اجتماعات مع مسؤولين قطريين لبحث الاحتياجات الإنسانية والتنموية في سوريا.

وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت قطر استئناف عمل سفارتها في دمشق بعد نحو 13 عاما من قطع العلاقات مع النظام السوري عام 2011، في خطوة وصفت بأنها تجسيد لموقفها المبدئي في دعم الشعب السوري وثورته، وسعيها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا.

وفي إطار الدعم القطري المتواصل، افتتحت مؤخرا في شمال سوريا “مدينة الأمل السكنية”، لإيواء المتضررين من الأزمات، وتوفير سكن كريم للنازحين، بالشراكة بين “قطر الخيرية” و”هيئة الإغاثة الإنسانية” التركية.

وتضم المدينة 1400 وحدة سكنية مجهزة لاستيعاب أكثر من 8800 شخص، إلى جانب مرافق خدمية متكاملة من مدارس ومراكز صحية ومسجد وأسواق، بما يوفر حياة أكثر استقرارا.

وفي مارس/آذار الماضي، بحث أمير قطر في اتصال هاتفي مع الشرع “العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات”، فضلاً عن “بحث مستجدات الأوضاع في سورية، إضافة إلى آخر التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”. وأعادت قطر فتح سفارتها في دمشق ورفع العلم القطري عليها، وذلك بعد أكثر من عقد على إغلاقها في يوليو/ تموز 2011. وسبق أن استضافت الدوحة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منتصف شهر يناير الماضي، وسط مساعٍ لدعم الاستقرار وتعزيز التواصل بين الجانبين. كما واصلت قطر تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سورية، تأكيداً على دعمها للشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية.

وتأتي زيارة الرئيس السوري إلى الدوحة في سياق تحركات إقليمية أوسع تعكس اهتماماً متزايداً بالقضية السورية. ويوم أمس الاثنين، أكد أمير دولة قطر والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائهما في الدوحة، على أهمية الحفاظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها، وحماية مقدرات شعبها وتحقيق استقرارها.

وكان الشرع والشيباني قد استقبلا، يوم أمس الاثنين، رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام والوفد المرافق له في قصر الشعب بالعاصمة دمشق. وأكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، في تغريدة نشرها على منصة “إكس” عقب زيارته إلى سورية، أنه التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفاً المحادثات التي جرت بينهما بأنها “إيجابية وبنّاءة”.

زر الذهاب إلى الأعلى