استقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، الأحد، السفير السعودي والمشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، في لقاء حمل طابعاً سياسياً وتنموياً، وتناول عدة ملفات ذات صلة بالشأن اليمني الداخلي والدعم الإقليمي.
ناقش الطرفان تطورات الأوضاع الوطنية في اليمن، بما في ذلك مسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية التي تتبناها الحكومة اليمنية، وسط تحديات متعلقة باستقرار العملة الوطنية وتحسين الظروف المعيشية. هذه الملفات تمثل أولويات ملحة في ظل الأزمة الممتدة التي تعاني منها البلاد، وتحتاج إلى دعم خارجي فاعل لضمان تنفيذها.
كما تطرق اللقاء إلى البرامج السعودية المنفذة في اليمن، وعلى رأسها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومشروع “مسام” لتطهير الأراضي من الألغام، إضافة إلى جهود مركز الملك سلمان للإغاثة. هذه المبادرات تمثل أدوات تدخل مباشر في المشهد اليمني، وتُصنّف ضمن المساعدات الإنسانية والتنموية، غير أنها تطرح أيضًا تساؤلات حول مدى تكاملها مع الخطط الحكومية اليمنية، ومدى استدامتها في ظل غياب رؤية وطنية شاملة للتعافي.
السفير السعودي جدّد تأكيد دعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، وهو موقف يعكس استمرار الرعاية السياسية السعودية للمسار الانتقالي في اليمن، دون أن يُعلن عن خطوات تنفيذية جديدة أو التزامات مالية محددة، ما يجعل اللقاء أقرب إلى تثبيت المواقف القائمة منه إلى إعلان تحولات نوعية.
في المجمل، يمكن قراءة اللقاء بوصفه جزءاً من دينامية العلاقات اليمنية السعودية، التي تتسم بالتداخل السياسي والاقتصادي، وتخضع لتوازنات إقليمية معقدة. كما يعكس اللقاء استمرار المملكة في لعب دور الراعي الإقليمي للعملية السياسية في اليمن، في ظل غياب تسوية نهائية للصراع، وتعدد الفاعلين المحليين والدوليين.