بدأ توافد قادة ورؤساء الدول العربية والإسلامية اليوم الاثنين على الرياض للمشاركة في قمة “استثنائية” تناقش الأوضاع والتطورات الجارية في كل من غزة ولبنان في ظل الهجوم الإسرائيلي على البلدين المستمر منذ أكثر من عام وأوقع آلاف القتلى.
ورغم تباين مواقف بعض الدول بشأن العلاقات مع إسرائيل، يتوقع أن تؤدي القمة إلى خطوات ملموسة تجاه وقف العنف، خصوصا بعد تصاعد الأحداث في غزة، وامتدادها إلى لبنان بدعم من حزب الله.وفي أواخر أكتوبر، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن القمّة خلال الاجتماع الأوّل لتحالف دولي أنشئ بغرض الدفع قدما بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتعقد القمّة بهدف “بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة”، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية الأحد.
وتأتي “امتدادا للقمّة العربية – الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 11 نوفمبر 2023” بمبادرة من الجامعة العربية (القاهرة) ومنظمة التعاون الإسلامي (جدّة).
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وصل إلى السعودية الأحد وكذلك الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف.
كما استقبلت الرياض لاحقا الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والسوري بشار الأسد وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان.
ويمثل البحرين نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، ويمثل سلطنة عمان وزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي.
وبثّت قناة “الإخبارية” السعودية مشاهد لوصول الرئيس النيجيري بولا تينوبو ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
ومن المرتقب أن يشارك في القّمة أيضا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بحسب ما أعلنت الخارجية الباكستانية الأسبوع الماضي مشيرة إلى أنه ينوي الدعوة إلى “إنهاء فوري للإبادة الجماعية في غزة” و”الوقف الفوري للتهوّر الإسرائيلي في المنطقة”.
وفي اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه سيتعذّر عليه المشاركة في القمّة بسبب “مسائل تنفيذية” ملحّة، وفق ما جاء في بيان حكومي.
وأكّد أن النائب الأول للرئيس محمد رضا عارف سيحضر القمّة نيابة عنه، معربا عن ثقته في أن الاجتماع من شأنه أن “يأتي بنتائج فعّالة وملموسة لإنهاء جرائم النظام الصهيوني والحرب وحمام الدمّ في غزة ولبنان”.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إن القمة العربية الإسلامية تسعى لأن “تحمل للعالم كله رسالة واضحة بأن الموقف لم يعد يحتمل السكوت، وأن الصمت على هذه المذابح التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني بمثابة اشتراك في الجريمة”.
وأكد أبوالغيط على ثقته في أن تمثل القمة، رسالة دعم للفلسطينيين واللبنانيين، وكتب في منشور على منصة إكس، “دعم لصمود الفلسطينيين البطولي على الأرض ودعم لحقوقهم التي لا يمكن لأحد أن يفرط فيها أو يتنازل عنها”، وشدد على أنه “لا بديل عن حل الدولتين ولن تكون الدولة الفلسطينية إلا بالضفة وغزة معاً كاملة غير منقوصة، دولة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وفي سياق متصل ترأس وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ، في العاصمة الرياض اليوم الأحد ، الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة، ووفق وكالة الأنباء السعودية ( واس) “شهد الاجتماع مناقشة جدول أعمال القمة المرتقبة، وبحث أبرز القضايا المطروحة للنقاش”.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب الأحد أن لبنان عازم على تعزيز انتشار الجيش في الجنوب.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن بوحبيب قوله، في كلمة له خلال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية- الإسلامية المشتركة في الرياض، إن “وقف إطلاق النار وإعادة التزام تطبيق القرار الرقم 1701 أفضل من استمرار الحرب”.
وأضاف أن “لبنان يحتاج اليوم أكثر من أي وقت إلى دعم العالمين العربي والإسلامي ومساندتهما لإيقاف حرب إلغاء لبنان التنوع والتعايش بين الاديان والحضارات”.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأحد، إلى تشكيل تحالف عربي وإسلامي لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه كافة، وجددت المطالبة بطرد سفراء إسرائيل من الدول العربية.
جاء ذلك في كلمة للقيادي بالحركة أسامة حمدان، حول تطورات الحرب في قطاع غزة، واستباقاً للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي تحتضنها العاصمة السعودية الرياض.
وقال حمدان، ندعو قادة الدول العربية والإسلامية في قمة الرياض، “إلى قطع الدول العربية والإسلامية العلاقات مع الكيان الصهيوني”.
وبين أعضاء منظمة التعاون الإسلامي السبعة والخمسين والجامعة العربية الإثنين والعشرين، دول تعترف بإسرائيل وأخرى تعارض اندماجها الإقليمي.
وشهدت القّمة التي عقدت العام الماضي في الرياض تباينا في المواقف بشأن قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل وزعزعة إمداداتها النفطية.
واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43603 أشخاص، غالبيتهم مدنيون، وفقا لآخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس. وامتدت المواجهة إلى لبنان بعدما فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 دعما لحماس.
ومنذ أواخر سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.