مقالات

هل هكذا تُورَد الإبل يا ياسر أبو هلالة؟!

بقلم :صدام الحريبي

كتب الأستاذ ياسر أبو هلالة مدير قناة الجزيرة السابق أن الخلاف مع الحوثي سياسيا فقط، وأن من يدّعي غير ذلك فهو حليف الصهيونية كما أوضح أسفل تغريدته، وكأنه نصّب نفسه متحدثا نيابة عن (الجميع).

يا أستاذ ياسر، هل تعلم أنه في عام ٢٠١٥م عندنا كنتُ طالبا في الجامعة أقبل مجرما حوثيا مسلحا يجر خلفه عشرات المسلحين ليحدثنا عن خيانة عمر ابن الخطاب ويحرّض عليه؟

هل تعلم أنه في عام ٢٠١٦ عندما كنتُ في صنعاء وأنا أنتظر صلاة التروايح إذا بأطقم حوثية تهاجم الناس وتمنع صلاة التراويح، ثم يقوم أحد الحوثيين ويقول أن التراويح بدعة أحدثها عمر ولا تجوز لتعم الفوضى في المسجد؟

هل تعلم أنني ذات مرة ذهبتُ لصلاة العشاء في الجامع الكبير بصنعاء القديمة، وعند انتهائي من الصلاة قال لي حوثيا لماذا تضم ولا تسربل؟ هل أنت وهابيا، وقال لي بأن الذي يضم هو يتشبّه بعبدة الأصنام؟ ولو لا صمتي وادعائي لعدم المعرفة لكان اعتدى عليّ أو عمل ما لن يُحمد عقباه؟ فهل هذا في قاموسك خلافا سياسيا؟!

الحوثي الذي تدافع عنه يا أستاذ ياسر هو من فرض المذهبية والطائفية علينا فرضا، وأنت تأتي وبدون علم لتنفيها.

لماذ تتحدّث بما لا تعرف وتضلل وأنت الثقة الذي نحترمه ونقدره، أليس ذلك عيبا وفقدا للمصداقية والمهنية؟

ثم من قال لك أن خلافنا مع الحوثي مثل خلافنا مع الآخرين؟
الآخرين الذين سمعتَ تصريحاتهم ليسوا صهاينة، لكنهم أحذية للإمارات تجبرهم على التصريح بذلك من أجل أن ينقل كلامهم أنت ومن يفكر كأنت والهدف إسقاط الشرعية؟

هل تعلم أستاذ ياسر أن حبنا ولاءنا لغز.ة وتضحياتنا أكبر من الحوثي ببلايين المرات، وقد تكون أكثر من تضحياتك كذلك؟ من يدري!

بالله عليكم لا تشوّهوا قضية غزّ. ة بمثل هكذا تضليل، فغز.ة أشرف وأنضف وأنزه وأقدس من دسّها مع الحوثي الذي قتلنا وشردنا وفجّر مساجدنا ومنازلنا.

هل تعلم أستاذ ياسر، إذا كنتَ يمنيّا واعتقلك الحوثي وعرف مثلا أنك سكّيرا صائعا يدعك وشأنك في السجن إذا كنتَ تناهضه، وإن عرف أنك حافظا للقرآن فإنه ينزل عليك أسوأ العذابات، وهذه حقيقة لعن الله من يكذب فيها!

لم يتوقّف الأستاذ ياسر أبو هلالة وهو الحصيف الذكي الرائع عند ذلك فحسب، بل ذهب لببرّر للحوثي تفجير المنازل في رمضان على رؤوس الأطفال والنساء في رداع، ذلك من خلال نقل تبريراتهم بشكل مستمر، وكأنه صمّ أذنيه، وأعمى عينيه عن الإثبات الذي نشره الناس. فهل رأيت يا أستاذ ياسر قاتلا مجرما يعترف بجريمته حتى تنقل تبريراتهم؟

أنتم إن ابتسم العدو في وجوهكم كنتُ أتمنى أن تكتفوا بالرد بابتسامة، بل إنكم تسلموه رقابكم وهذا دليل ماذا؟ لا أستطيع أن أقول دليل غباء وحماقة لأنك قدير وعزيز علينا أستاذ ياسر، وهنا لا أقصدك وحدك!

لم تكتفِ بذلك أستاذ ياسر، بل إنك أقفلتها بتزوير تاريخنا، فهل حتى التاريخ ستضلّل به الناس انتصارا للحوثي الذي لا تعرفه، وهل ستكون أعرف بتاريخنا منا؟

أستاذنا أنت تؤيد قاتل، وتبرّر لقاتل، وتدافع عن قاتل، وتبرّر كل ذلك بوقوفه الكاذب مع غزّ.ة!

أرجوكم، قضية غز.ة ناصعة وعادلة ونظيفة فلا تلوّثوها بالحوثي مصاص الدماء.

أنتم تظلموننا ولا تحترموننا.. نقول لكم أن هؤلاء قتلة مجرمون وقد أثبتوا لكم بأنفسهم أنهم مجرمون حيث هدّوا البيوت على رؤوس الأطفال والنساء الصائمين في نهار رمضان، وأنتم تصدقون الشيطان.

أرجو أن تصل الرسالة وتتفهموننا فما زال لكم ود عندنا، ومن العيب الحديث عن حال شعب لا تعرف معاناته، ثم اتهامه، فليس ذلك من المروءة ولا الأخلاق ولا الدين.

أخيرا ارجع إلى تغريدتك أستاذ ياسر وتابع تعليقات مئات اليمنيين الذين يوضّحون لك أن كلامك غير صحيح، لماذا تكذّبهم جميعا، من ستصدق إذا؟ هل ستصدّق حوثيا نتنا جبانا قاتلا مجرما يؤمن بعقيدة أن الله اصطفى عبدالملك الحوثي وحسن نصر الله وبشار الأسد للحكم ومن يرفض يجب أن يُقتل؟ أين ذهبت عقولنا؟

أنا يمني وأحدثك من وسط اليمن ومن عمق المعاناة، فهب ستكذّبني كذلك وأنت في الخارج لا تعرف عن اليمن شيء إلا ممن يخدعوك ويستغلّوك؟ ألا تخاف الله وأنت تبرّر لجرائم ولجماعة سفكت دماء الأطفال والنساء؟ هل تستطيع أن تتحمّل هذه الدماء مع الحوثي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى