بعد نحو 41 عاماً من تلحين الموسيقار السعودي طارق عبدالحكيم النشيد الوطني السعودي تعتزم البلاد اليوم إعادة توزيع اللحن بآلات مختلفة، بواسطة الموسيقي الألماني هانز زيمر الملقب بـ”أسطورة ديزني” والحائز على جائزتي أوسكار.
والخطوة التي أعلن عنها رئيس هيئة الترفيه، رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية المستشار تركي آل الشيخ، تأتي ضمن مشاريع عدة تنوي المملكة تقديمها مع الملحن الذي وضع موسيقى أفلام شهيرة منها “ذي لاين كينغ” (1994) وثلاثية “دارك نايت” (2021).
وقال آل الشيخ إن الموسيقار الألماني وافق على “الخطوط العريضة” للمشروع، موضحاً أنه دُرس كثير من المشاريع مستقبلاً، مبدياً أمله بأن ترى النور قريباً، خصوصاً “إعادة توزيع النشيد الوطني السعودي باستخدام آلات مختلفة”.
قصة النشيد الوطني السعودي
والنشيد الوطني السعودي الذي كتبه الشاعر الراحل إبراهيم خفاجي عام 1984 جاء بتكليف من رابع ملوك السعودية الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، وهو الابن الخامس من أبناء مؤسس الدولة السعودية الحديثة.
وكلف الملك خالد وزير الإعلام آنذاك بمخاطبة الشعراء لتأليف نشيد وطني يتناسب مع إيقاع العزف السعودي، لكن أُجل المشروع بسبب وفاة الملك في الـ13 من يونيو (حزيران) 1982، ليُعاد تقديمه في عهد خلفه في الحكم الملك فهد، الذي اشترط أن “تكون كلمات النشيد صالحة لكل زمان ومكان، ومراعاة الجوانب الشرعية والأخلاقية”، وفق دارة الملك عبدالعزيز المهتمة برصد تاريخ السعودية.
ووفقاً للدارة “اقترح الأمير الشاعر عبدالله الفيصل أن تسند المهمة إلى الشاعر إبراهيم خفاجي”، وعلى خلاف العادة بأخذ اللحن من الشعر، ركبت كلمات النشيد الوطني على اللحن المعتمد للسلام الملكي.
ونجح حينها خفاجي في صياغة النشيد وقدمه الملحن السعودي سراج عمر، واعتُمد رسمياً بعد صدور الأمر السامي في الأول من يوليو (تموز) 1984.
وإلى جانب الخطوة اللافتة أشار آل الشيخ إلى أن زيمر ناقش تقديم عرض مسرحي موسيقي عنوانه “العربية” وإقامة “حفل موسيقي كبير” إلى جانب وضع الموسيقى التصويرية لفيلم سعودي لا يزال قيد الإعداد عنوانه “معركة اليرموك”.
وتابع الرجل الذي يترأس الهيئة العامة للترفيه منذ الـ27 من ديسمبر (كانون الأول) 2018 “اتفقنا على الخطوط العريضة لكل هذه المشاريع وآمل أن نصل إلى اتفاق نهائي”.
من هو هانز زيمر؟
وهانز زيمر هو مؤلف ومنتج موسيقي ألماني ولد في الـ12 من سبتمبر (أيلول) 1957 في فرانكفورت، بدأ العمل في وضع الموسيقى للأفلام في الثمانينيات، وألف منذ ذلك الوقت الموسيقى لأكثر من 150 فيلماً. من أبرز تلك الأفلام “الأسد الملك” (وحاز بسببها جائزة أوسكار أفضل موسيقى تصويرية عام 1995).
واشتهر بعمله على الموسيقى التصويرية لأفلام ناجحة عدة، وحصل على جائزتي أوسكار، وأربع جوائز غرامي وثلاث جوائز بريت كلاسيكية وثلاث جوائز غولدن غلوب.
تميزت أعمال زيمر بإدخاله أصواتاً من الموسيقى الإلكترونية على موسيقى الأوركسترا التقليدية. وأدرج اسمه في قائمة أهم 100 عبقري حي، التي نشرتها مجلة “ذا ديلي تليغراف”.
ونال الرجل الذي ترشح 12 مرة لجائزة الأوسكار كثيراً من الأوسمة والجوائز العالمية، ومنها وسام الاستحقاق من جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وفي ديسمبر 2010 حصل على نجمة في ممر الشهرة في هوليوود. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 أطلق اسمه على كويكب في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، الذي اكتشفه عالما الفلك البولنديان ميشال كوسياك وميشال زولنوفسكي، وعام 2019 مُنح لقب “أسطورة ديزني”.
وتسعى السعودية، المصدر الأول للنفط في العالم، إلى دعم قطاع الثقافة والفنون في رؤيتها الطموحة 2030، وذلك بتوفير سبل رعاية الفعاليات والمهرجانات الغنائية العالمية.
ويتميز البلد الذي تعادل مساحته مساحة 14 دولة أوروبية بتنوع ثقافي يبرز اختلافه بين 13 محافظة مترامية أطرافها بين البحر الأحمر والخليج العربي. إذ تنفرد كل منطقة ومحافظة بتضاريس وعمران وثقافة وموسيقى خاصة.
وتشهد البلاد مجموعة من المشاريع الضخمة، بينها منتجعات بحرية ومدينة “نيوم” في الصحراء و”ذا لاين”، التي تبلغ كلفتها نحو 500 مليار دولار وتشمل ناطحات سحاب، ويتوقع أن يعيش فيها نحو 1.5 مليون شخص بحلول عام 2030.
