الأخبار
أخر الأخبار

السيسي يرفض مقترح ترامب: ثوابت لا يمكن التنازل عنها

علق رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء، على مقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن ترحيل الفلسطييين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.

وقال السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الكيني، وليام روتو في قصر الاتحادية، إن مصر لن تشارك في ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني، واصفًا ذلك بأنه “ظلم”.

وفيما يتعلق بما يتردد عن التهجير، أوضح السيسي أن ما حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول هو “إفرازات وتراكمات لعدة سنوات، والموقف الآن ينفجر، مما يستدعي إيجاد حلول جذرية”، مشيراً إلى أن التهجير يعني عدم الاستقرار ويمثل خطراً على الأمن القومي المصري والعربي. وأضاف: “يجب أن تكون هناك أمة لها موقف في هذه الأرض”.

وأوضح أن “الشعب المصري سيعارضني لو وافقت على فكرة التهجير، ويطالبني بعدم المشاركة في هذا الظلم، وأود أن أطمئنه بأنه لا يمكن أبداً التساهل مع موضوع تهجير الفلسطينيين أو السماح به لتأثيره على الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي”.

وأشار السيسي إلى ما اعتبره “ثوابت الموقف المصري التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية”، قائلاً: “لا يمكن أبداً الحياد أو التنازل بأي شكل كان عن هذه الثوابت، وهي الأسس التي يقوم عليها الموقف المصري، والتي تشمل إنشاء الدولة الفلسطينية، والحفاظ على مقومات تلك الدولة، وبالأخص شعبها وإقليمها”.

واعتبر السيسي أن ترمب قادر على تحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أن حل القضية الفلسطينية هو حل الدولتين، وبناء دولة فلسطينية بحقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، مضيفاً: “عازمون على العمل مع الرئيس ترمب وهو يرغب في تحقيق السلام بالمنطقة”.

ولفت إلى أن “مصر حذرت في بداية الأزمة من أن يكون الهدف هو جعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة ليتم تهجير الفلسطينيين بعد ذلك”، وأكد أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار “الذي تم التوصل إليه بعد جهود مصرية مضنية بالشراكة مع شركائنا في قطر والولايات المتحدة”، منبهاً إلى أهمية “ضمان النفاذ الكامل للمساعدات الانسانية، وبدء مسار سياسي حقيقي لإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.

واختتم السيسي تصريحاته بالتأكيد أن هذه حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، مشدداً على ضرورة احترام الرأي العام العربي والمصري، بل والعالمي، ومؤكداً أهمية تحقيق الأمن والأمان للفلسطينيين والإسرائيليين كجزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة. كما جدد التأكيد أن مصر ستواصل جهودها مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لضمان تحقيق سلام عادل وشامل، يقوم على احترام الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وضمان أمن المنطقة واستقرارها.

من جانبه، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي الأربعاء دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني الرافض للتهجير أو النقل خارج أراضيه.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية تميم خلاف في بيان صحفي أن تصريحات الوزير جاءت خلال استقباله وفدًا فلسطينيًا برئاسة حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

واستعرض عبد العاطي جهود مصر الرامية لتنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الزمنية الثلاث، مؤكدًا استمرار اتصالات مصر بهدف تثبيت الاتفاق وضمان الالتزام ببنوده.

وشدد عبد العاطي على وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، مؤكدًا دعم مصر للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية، وأهمية تمكين السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا.

وشهدت الساعات الأخيرة جدلاً بين القاهرة وواشنطن، إذ قال ترمب للصحافيين، الاثنين، إنه تحدث مع السيسي، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان تحدَّث مع الرئيس المصري بشأن مقترح نقل سكان من قطاع غزة إلى مصر والأردن. في المقابل نفى مصدر مسؤول مصري رفيع المستوى حدوث الاتصال، حسبما نقلت عنه قناة “القاهرة” الإخبارية.

وذكر المصدر المصري، أن أي اتصال هاتفي للرئيس المصري يتم الإعلان عنه وفقاً للمتبع مع رؤساء الدول، مشدداً على أنه “كان يجب تحري الدقة المطلوبة، خاصة فيما يتعلق باتصال على هذا المستوى وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط، وعلى ضوء ما يمثله ذلك من أهمية خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع رئيسَي البلدين”.

ولم يصدر إعلان رسمي من واشنطن أو القاهرة بشأن إجراء محادثة بين الرئيسين، لكن الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، مراسل موقعي “أكسيوس” الأمريكي و”والا” الإسرائيلي، نسب إلى ترامب قوله إنه تحدث مع السيسي في هذا الشأن.

وعن موقف السيسي من استقبال سكان من غزة في مصر، قال ترمب: “أود لو يفعل ذلك. أتمنى لو أنه يقبل ببعضهم. لقد قدمنا لهم الكثير من المساعدة، وأنا متأكد أنه سيساعدنا أيضاً. إنه صديق لي. إنه في جزء صعب جداً من العالم، وبصراحة، إنه مكان قاسٍ، كما يقولون. إنه حي قاسٍ. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضاً”.

وكشف الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح للصحفيين، خلال رحلته الجوية من ميامي إلى واشنطن الثلاثاء، بأنه يسعى لضمان حياة أكثر استقرارًا لسكان غزة بعيدًا عن العنف، مؤكداً أن القطاع كان “جحيماً لسنوات طويلة”، وأن بإمكان الفلسطينيين العيش في أماكن “أفضل وأكثر راحة”.

وجاءت هذه التصريحات في سياق ما أعلنه ترامب قبل أيام، حين تحدث على متن الطائرة الرئاسية عن رغبته في “تطهير” قطاع غزة، بحسب تعبيره.

وأكد أنه سيطلب من رئيس النظام المصري ما طلبه من ملك الأردن عبد الله الثاني بالسماح بدخول ما يصل إلى 1.5 مليون فلسطيني من غزة إلى الأراضي المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى