الشمة ” تغزو أجساد الأطفال المجندين لتفترسها الامراض السرطانية
بأجساد صغيرة ونظرات منهكة يجلس مجموعة من الاطفال على متن طقم عسكري مدججين بالاسلحة وفي عيونهم الصفراء التعب والانهاك وموت يحلق فوق رؤوسهم اما الموت في الجبهات او علي فراش المرض.
(هشام محمد الحرازي) فتى في مقبل العمر بالكاد بلغ العشرين من عمره، منحته الميليشيات رتبة “عقيد” ولكن بعد وفاته بمرض الكبد الذي اصيب به في جبهة “حرض” قبل عامين فقط من وفاته، بداية الامر ظن اهله ان ابنهم اصيب بالكبد نتيجة نوبة خوف شديد ربما من هجوم مباغت او صاروخ انفجر في مكان قريب، لكن الاطباء فيما بعد أكدوا لهم ان تلف الكبد كان بسبب تعاطيه “القات والشمة” والمشروبات الغازية بكميات كبيرة، ماضاعف نسبة السموم في الكبد وتسبب في توقف انسجته عن العمل، قالت أمه ان لم يكن يتعاطى القات والشمة الا منذ ذهب الى الجبهة.
جبهات الإدمان
وتعتبر ” الجبهة” بمثابة ” الحانة” التي توزع فيها جميع انواع المدمنات من القات وصولاً الى المخدرات والكحول، وتعد ” الشمة” بجميع انواعها كـ”الحوت والشمة البيضاء والسوداء والباجلية والمهدلية”، من اكثر المواد الادمانية انتشارا في الجبهات حتى اصبحت من اهم خصائص جماعة الحوثي، وصار الكثير يطلق عليهم جماعة ” المبردقين”.
تشمع الكبد
وكحال جميع انواع المدمنات التي تحتوي على ” النيكوتين”، تجلب الشمة لمتعاطيها اخطر الامراض بالذات اذا كان المتعاطي في سن الشباب او اصغر، يقول الدكتور (يحيى الحبيشي )استشاري امراض الكبد في هيئة مستشفى مارب التعليمي”لموقع الوعل اليمني ” ان نسبة الاصابة بـ(تشمع الكبد) و(التليف الكيسي) بين متعاطي الشمة تصل الى 70% خصوصا اذا كان المتعاطي صغيرا في السن، وتشمع الكبد هو عبارة عن اضطراب حصل في الكبد يجعل وصول الدم الى الكبد صعبا وبالتالي تصاب الانسجة بالتليف ومن اهم اسباب هذا المرض الادمان كالقات و(الشمة) وهاتين المادتين يحرص الحوثي على تزويد مقاتليه بها بشكل دائم، بحسب الدكتور.
تدمير المستقبل
ويوكد الدكتور “صادق القدسي” عضو المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز”لموقع الوعل اليمني” ان تعاطي الشمة يسبب سرطان تجويف الفم والغدة الدرقية والطحال بسبب المواد الداخلة في تركيب هذه المدة ومنها التبغ والرماد المجفف المخلوط بروث الحيوانات ومادة (الاسبستوس) شديدة السمية، اضافة الى عدة مواد خطيرة اخرى مثل القطران و”النيتروزاوين” المسبب الكبير للسرطان.
مضيفاً: ( وثبت ايضا ان الشمة تسبب “بؤرا صديدية” تتحول فيما بعد الى خلايا سرطانية اضافة الى علاقتها بامراض القلب والكلى، يعني باختصار يجري حاليا تسميم جيل كامل بالامراض الخطيرة وهذا بوجهة نظري امرمقصود وليس من قبيل الصدفة ابداً، يريدون تدمير مستقبلنا كما دمروا حاضرنا وشوهوا ماضينا، وان يكبر اطفالنا مثقلين بالامراض ومدمرين تماما من الداخل والخارج ).
تشجيع على الادمان
من جانبه قال ” ياسين” 16 عاماً، وهو مقاتل حوثي سابق ، ان تعاطي الشمة سواء في الجبهات اوالدورات التدريبية او في اي مكان يعتبر من مكملات الايمان في نظر الحوثيين والذي لايتعاطى الشمة هو شخص ناقص رجولة بالنسبة لهم، بل انهم – الحوثيين- يعتبرون من يرفض اكل مادة الشمة ” مطوع” وداعشي ومشكوك في امر ولائه.
ويعتمد حجم الراتب الذي يتقاضاه عناصر الحوثي في الجبهات، على تعاطي القات والشمة والسجائر، وذلك بحسب “ابراهيم” وهو حوثي سابق ايضاً ويبلغ 18 عاما، فمثلا من يتعاطى المواد الثلاث ( قات وشمة ودخان) يكون راتبه شهريا 70 الف وتصرف له تلك المواد يوميا بالمجان، اما الذي يتعاطي القات والدخان ولا يتعاطى الشمة فراتبه 60 الف، والذي يمضغ القات فقط يحصل على 40 الف لاغير اما الذي لا يتعاطى اي شيء فيحصل على 30 الف فقط لاغير، وذلك تشجيعا من جماعة الحوثي على نشر الادمان بين الافراد بالذات صغار السن، وهو ما يجعل الاطفال يدمنون المواد الثلاث رغبة في حصولهم على الراتب الكبير.