الصين ترفع رسومها الجمركية المضادة إلى 84% وترامب يرد برفعها إلى 104%

أعلنت الصين الأربعاء أنها ستزيد رسومها الجمركية الانتقامية على المنتجات الأميركية إلى 84 في المئة، بدلاً من 34 في المئة كما كان مقرراً، في تصعيد جديد للحرب التجارية بين بكين وواشنطن.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن “نسبة الرسوم الجمركية الإضافية” سيتم “رفعها من 34 في المئة إلى 84 في المئة” اعتباراً من غد الخميس الساعة.

فرنسا تتقشف

في غضون ذلك، قالت وزيرة الدولة المكلفة بالحسابات العامة في فرنسا أميلي دو مونشالان، إن “باريس قررت تجميد خمسة مليارات يورو (5.5 مليار دولار) من الإنفاق العام لإبقاء خطط خفض العجز في المتناول وسط تباطؤ النمو وحالة الضبابية بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.

وتستهدف الحكومة الفرنسية خفض عجز الموازنة العامة إلى 5.4 في المئة من الناتج الاقتصادي هذا العام من 5.8 في المئة في 2024، لكن تزايد الضبابية حول توقعات النمو يجعل هذا الأمر صعباً.
وقالت مونشالان إلى قناة “بي أف أم” التلفزيونية، “مثلما تخصص الأسرة أموالاً للأيام العصيبة المقبلة، يمكنني اليوم أن أقول إننا نمنح أنفسنا خمسة مليارات من جهود إضافية، من خلال الإنفاق الذي لن ينفذ، والإنفاق الذي سيؤجل، والإنفاق الذي سيعاد تخصيصه”.
وأضافت “ستكون هذه الخمسة مليارات دولار، التي إما سنلغي إنفاقها أو نؤجله أو سنعيد توجيهها، ردنا على هذا العالم غير المستقر”.

تجاهل “قواعد” التجارة الدولية

في الأثناء، نددت روسيا اليوم الأربعاء بفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية باهظة على دول العالم خصوصاً الصين، وتجاهل الولايات المتحدة “قواعد” التجارة الدولية، مبدية قلقها من حرب تجارية بين القوتين الاقتصاديتين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “قرار التعرفات الجمركية الأخير للبيت الأبيض، ينتهك القواعد الأساسية لمنظمة التجارة العالمية، ويظهر أن واشنطن لا تعتبر نفسها ملزمة قواعد القانون التجاري الدولي”.

وأشارت إلى أن الحرب التجارية بين بكين وواشنطن “هي أكثر إثارة للقلق لأنها بين أكبر اقتصادين في العالم”.

رئيس آسيان يدعو إلى التكامل في اقتصادات المنطقة على وقع الرسوم الأميركية

في سياق متصل، أكد الأمين العام لرابطة دول جنوب شرقي آسيا “آسيان” كاو كيم هورن، أن على آسيان “التصرف بشجاعة” لتسريع التكامل الاقتصادي الإقليمي في وقت باتت معظم بلدان العالم عالقة في حرب تجارية مدمرة بسبب الرسوم الجمركية الأميركية.

وكانت بلدان آسيان التي تضم 10 دول وتعتمد على الولايات المتحدة على اعتبار أنها سوق التصدير الرئيس بالنسبة إليها، من بين الدول التي استهدفتها رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأكثر تشدداً.
وقال كاو في مؤتمر استثماري “علينا التحرك بشجاعة وحسم ومعاً لتأكيد التزام آسيان بيئة مستقرة ويمكن توقعها ومواتية للأعمال التجارية”.
وجاءت تصريحاته عشية اجتماع لوزراء المال والاقتصاد في آسيان يضم أيضاً حكام المصارف المركزية في كوالالمبور لبحث طريقة الرد على الرسوم الجمركية الأميركية.

واختارت حكومات آسيان عدم الرد على واشنطن، مفضلة الحوار، لكن اقتصاداتها المعتمدة على التصدير تخاطر بالتضرر من الحرب التجارية العالمية بعدما فرضت الصين التي تعد سوقاً رئيسية أيضاً، رسوماً جمركية من جانبها على الولايات المتحدة.

وقال كاو “من دون تحرك عاجل وجماعي لتسريع التكامل الاقتصادي داخل آسيان وتنويع أسواقنا وشراكاتنا، نخاطر بالتخلي عن مكاننا ضمن اقتصاد منقسم وسريع التطور”.

وفرضت على فيتنام المنضوية في آسيان والتي تعد قوة في مجال التصنيع رسوماً جمركية بنسبة 46 في المئة على الصادرات إلى الولايات المتحدة، بينما فرضت على كمبوديا المجاورة، وهي منتج رئيسي للملابس منخفضة الكلفة لكبرى العلامات التجارية الغربية، رسوماً نسبتها 49 في المئة.
وتشمل بلدان آسيان الأخرى التي فرضت عليها رسوم باهظة لاوس (48 في المئة) وميانمار (44 في المئة) وتايلاند (36 في المئة) وإندونيسيا (32 في المئة).

وفرضت رسوم أقل نسبتها 24 في المئة على ماليزيا، ثالث أكبر قوة اقتصادية في جنوب شرقي آسيا.

وتواجه بروناي أيضاً رسوماً نسبتها 24 في المئة بينما فرضت الولايات المتحدة رسوماً نسبتها 17 في المئة على الفيليبين و10 في المئة على سنغافورة.
يعد التكتل بأكمله أكثر من 650 مليون نسمة لكن الدول المنضوية فيه في مراحل متباينة من التطور الاقتصادي، فهناك بلدان أفقر مثل لاوس وكمبوديا وأخرى أكثر ثراء مثل سنغافورة التي تعد مركزاً مالياً.

وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 104 في المئة على الواردات الصينية بدءاً من فجر اليوم الأربعاء، مما يصعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

الصين، أكبر مصدر في العالم، كانت الأكثر تضرراً من موجة الرسوم الجمركية التي أطلقها ترامب في ما سماه “يوم التحرير”، إذ تبدأ الرسوم البالغة 104 في المئة على السلع الصينية وتشمل الإجراءات أيضاً رسوماً بنسبة 49 في المئة على كمبوديا و46 في المئة على فيتنام.

الأسواق الآسيوية افتتحت تعاملاتها على انخفاض صباح اليوم، متأثرة بتقلبات حادة في “وول ستريت”، إذ أغلق مؤشر (S&P 500) منخفضاً بنسبة 1.5 في المئة، ليقترب من سوق هابطة بعد تراجعه نحو 20 في المئة منذ منتصف فبراير (شباط) الماضي.

مؤشر “نيكاي 225 الياباني” تراجع بأكثر من ثلاثة في المئة، فيما خسر مؤشر (ASX 200) الأسترالي اثنين في المئة، أما مؤشر “كوسبي” في كوريا الجنوبية فسجل تراجعاً طفيفاً فقط عند الافتتاح، على ما يبدو مدعوماً بتصريحات ترامب عن مكالمة “رائعة” أجراها مع الرئيس الكوري الجنوبي بالإنابة، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لإلغاء الرسوم الجمركية البالغة 25 في المئة التي هدد بفرضها على صادرات الحليف الآسيوي.

تراجع مؤشر “هانغ سنغ” في هونغ كونغ، الذي تدرج فيه عديد الشركات الصينية المصدرة، بنحو أربعة في المئة عند الافتتاح، فيما شهدت الأسواق في شنغهاي وشينزن أيضاً ضعفاً في الساعات التي سبقت دخول الرسوم حيز التنفيذ.

وأكدت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، أمس الثلاثاء، أن الرسوم الجمركية على الصين سترتفع إلى 104 في المئة.

“خطأ الصين”

وقالت ليفيت في إيجاز صحافي، “كان من الخطأ أن ترد الصين. عندما تتلقى أميركا ضربة، يرد الرئيس بضربة أقوى، لهذا السبب ستدخل الرسوم الجمركية البالغة 104 في المئة حيز التنفيذ على الصين الليلة عند منتصف الليل”.

لكن ليفيت لمحت أيضاً إلى أن ترامب منفتح على الحوار بشرط أن تبادر بكين أولاً، وقالت “الرئيس طلب مني أن أبلغكم جميعاً بأنه إذا تواصلت الصين لعقد اتفاق، فسيكون ذلك في غاية الكرم، لكنه سيفعل ما هو في مصلحة الشعب الأميركي”، مضيفة، “على الصين أن تتصل أولاً”.

ورغم تهديدات ترمب، حافظت بكين على لهجتها المتحدية، وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان، أمس الثلاثاء، “التهديد الأميركي بتصعيد الرسوم على الصين هو خطأ فوق خطأ. الصين لن تقبل بذلك أبداً. وإذا أصرت الولايات المتحدة على موقفها، فستقاتل الصين حتى النهاية”.

ويرى محللون أن تراجع سوق الأسهم وتآكل الدعم لنهج ترمب يمنح بكين شعوراً بأنها تمتلك اليد العليا في المواجهة، ومن شبه المؤكد أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع الأسعار على المستهلكين الأميركيين، خصوصاً على منتجات مثل الملابس والأحذية والإلكترونيات.

وقالت رئيسة جمعية منتجات الأطفال والألعاب في الصين، لصحيفة “غلوبال تايمز” الحكومية ليانغ مي، “لا يمكن للمصنعين هنا تحمل العبء وحدهم”. وأضافت أن تجار التجزئة الأميركيين سيتحملون جزءاً من الكلفة، “لكن الجزء المتبقي سيمرر إلى المستهلكين الأميركيين”.

اليوان عند أدنى مستوى في 19 شهراً

وتراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 19 شهراً في مقابل الدولار اليوم بعدما هبطت العملة الأميركية في الخارج الليلة الماضية، وسط قلق المستثمرين في شأن تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

ونزل اليوان 0.2 في المئة إلى 7.3498 في مقابل الدولار في تعاملات ما بعد الظهيرة، بعدما وصل إلى مستوى 7.3505 في مقابل الدولار في وقت سابق من الجلسة الذي كان أدنى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2023.

وقلص اليوان في الخارج بعض خسائره وارتفع بنحو 0.62 في المئة إلى 7.3812 يوان للدولار في التعاملات الآسيوية، بعدما هوى بأكثر من واحد في المئة في الجلسة السابقة، ووصل إلى أضعف مستوى له على الإطلاق عند 7.4288 للدولار الليلة الماضية.

وتأتي الانخفاضات في وقت تتصاعد فيه الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وبعدما خفف البنك المركزي الصيني قبضته على العملة، في ما قال المحللون إنها محاولة للصمود في وجه الضربة التي تلقتها الصادرات.

وعيد صيني

وتوعدت الصين باتخاذ “تدابير حازمة وشديدة” دفاعاً عن مصالحها بعد دخول الرسوم الأميركية الجديدة حيز التنفيذ، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان خلال مؤتمر صحافي إن “حق الشعب الصيني المشروع في التنمية غير قابل للتصرف وسيادة الصين وأمنها ومصالحها الإنمائية لا يمكن المساس بها”.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين لديها “إرادة حازمة” في خوض الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة، على ما أفادت به وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا).

ونقلت الوكالة عن الوزارة تأكيدها أن الصين لديها “إرادة حازمة ووسائل وافية”، و”ستتخذ بحزم تدابير مضادة وتقاتل حتى النهاية إن أصرت الولايات المتحدة على مواصلة تصعيد التدابير الاقتصادية والقيود التجارية”.

وانخفض مؤشر أسواق المال في تايوان بنسبة 5.8 في المئة في تداولات بعد الظهر، إذ هبط مؤشر “تايكس” 1.074.32 نقطة إلى 17385.63 نقطة، على رغم تفعيل الحكومة صندوق استقرار بقيمة 15 مليار دولار لتهدئة السوق.

البورصات الأوروبية تفتح على تراجع كبير

وفتحت البورصات الأوروبية على تراجع حاد، إذ اكتست باللون الأحمر، وبلغت الخسائر في أولى التداولات 2.85 في المئة في بورصة باريس و2.37 في المئة في فرانكفورت، و2.31 في المئة في لندن و2.78 في المئة في ميلانو، فيما تراجعت البورصة السويسرية 2.86 في المئة.

وشهدت السندات السيادية الدولية لعدد من الأسواق الواعدة عمليات بيع مكثفة مرة أخرى اليوم، وأظهرت بيانات “تريدويب” أن السندات طويلة الأجل المقومة بالدولار لباكستان انخفضت أكثر من خمسة سنتات لتتراجع لما دون 70 سنتاً، وهو الحد الفاصل الذي يجري بعده اعتبار الدين متعثراً، كما تراجعت سندات سريلانكا ونيجيريا ومصر بين 3.5 و4.5 سنت.

الذهب يصعد

وارتفعت أسعار الذهب واحداً في المئة اليوم مع تراجع الدولار، فيما لجأ معظم المتعاملين إلى الذهب كملاذ آمن مع تصاعد التوترات التجارية العالمية ومخاوف الركود.

صعد الذهب في التعاملات الفورية 0.9 في المئة ليصل إلى 3010.39 دولار للأونصة بعد ارتفاعه واحداً في المئة في وقت سابق من الجلسة، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.2 في المئة إلى 3026.90 دولار.

وهبط الدولار مما جعل الذهب المسعر بالدولار أرخص بالنسبة إلى حائزي العملات الأخرى.

وقال كبير محللي السوق في “كيه سي أم تريد” تيم ووترر، “تحول الدولار نحو الهبوط بسبب المخاوف في شأن الرسوم الجمركية مهد الطريق بصورة فعالة أمام الذهب لاستعادة مستوى 3 آلاف دولار”.

وأضاف “بسبب حال عدم اليقين حيال النمو العالمي والتضخم، لا يزال الذهب في طريقه لبلوغ مستويات قياسية جديدة على رغم مواجهة بعض العقبات في تقدمه على مدى الأسبوع الماضي”.

وحد من مكاسب الذهب، الذي لا يدر عائداً، عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات التي بلغت أعلى مستوى لها في أكثر من شهر.

وصل سعر الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3167.57 دولار للأونصة في الثالث من أبريل الجاري، وتترقب الأسواق محضر أحدث اجتماع للسياسة النقدية لمجلس الاحتياط الاتحادي، الذي من المتوقع صدوره في وقت لاحق من اليوم، وكذلك بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة غداً الخميس.

بالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في التعاملات الفورية عند 29.84 دولار للأونصة، وخسر البلاتين 0.2 في المئة إلى 919.10 دولار، فيما صعد البلاديوم 0.2 في المئة إلى 908.81 دولار.

التعريفة على البضائع الصينية

في أول فبراير (شباط) الماضي، أصدر الرئيس دونالد ترامب أمراً تنفيذياً فرض بموجبه تعريفة بنسبة 10 في المئة على البضائع الصينية، معتبراً أنها عقوبة على تقاعس بكين في وقف تدفق “الفنتانيل” والمواد الكيماوية الأولية إلى الولايات المتحدة.

وردت الصين بفرض رسم بنسبة 15 في المئة على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال الأميركي، و10 في المئة على المعدات الزراعية والنفط الخام.

وفي نهاية فبراير الماضي، أعلن ترامب عن تعريفة إضافية بنسبة 10 في المئة على البضائع الصينية، مجدداً الإشارة إلى أزمة الأفيون، وردت بكين التي تصر على أن المسألة تتعلق بالصحة العامة في أميركا، بفرض رسوم بنسبة 15 في المئة على المنتجات الزراعية الأميركية، منها الدجاج، ولحم الخنزير، وفول الصويا، مستهدفة بذلك الولايات الزراعية التي تدعم ترمب.

وفي “هجوم يوم التحرير”، فرض ترامب رسماً إضافياً بنسبة 34 في المئة على جميع البضائع الصينية، على أن يدخل حيز التنفيذ في التاسع من أبريل (نيسان) الجاري (اليوم)، مما رفع التعريفة الإجمالية إلى 54 في المئة.

وردت الصين بعد يومين بتطبيق تعرفة شاملة بنسبة 34 في المئة على جميع المنتجات الأميركية، ونددت بما وصفته “البلطجة الأحادية” من واشنطن، كما فرضت قيوداً إضافية على صادرات المعادن الأرضية النادرة وقدمت شكوى لدى منظمة التجارة العالمية.

وفي السابع من أبريل الجاري، هدد ترامب بأنه إذا لم تسحب بكين هذه الرسوم الشاملة فوراً، فسيضيف 50 نقطة مئوية إلى الرسوم، لترتفع التعريفة الدنيا على البضائع الصينية إلى 104 في المئة.

هل تستطيع الصين التعامل؟

سترتفع الرسوم الجمركية الأميركية على عديد من الواردات الصينية إلى 104 في المئة، وستخضع بعض المنتجات، مثل السيارات وأشباه الموصلات والصلب والألمنيوم، لمعدلات أقل من الضرائب، لكن بكين لم تظهر أي بوادر للتراجع، مؤكدة أنها ستفرض بدورها ضرائب على الواردات الأميركية.

ويرى بعض المحللين أن الرسوم ستشكل ضربة قاسية للاقتصاد الصيني، مما سيضطرها إلى إعادة الهيكلة والاعتماد بشكل كبير على الاستهلاك المحلي.

وقالت دان وانغ من مجموعة “أوراسيا للاستشارات” لـ”بي بي سي”، “أي رسوم تتجاوز 35 في المئة كفيلة بمحو أرباح الشركات الصينية من الصادرات إلى الولايات المتحدة أو جنوب شرقي آسيا”. وأضافت أن الرسوم التي تتجاوز هذا الحد “هي رمزية فقط”، مستشهدة بأرقام من القطاع الصناعي.

وحذرت وانغ من أن الصين قد تفشل في تحقيق هدفها السنوي للنمو البالغ نحو خمسة في المئة إذا جرى إغلاق اقتصادها أمام التجارة، موضحة “النمو سيكون أضعف بكثير لأن الصادرات أسهمت بنسبة تراوحت ما بين 20 و50 في المئة من النمو منذ جائحة كورونا”.

وقال تيم ووترر من شركة السمسرة “كي سي أم تريد”، إن الضرائب الجمركية التي تبلغ 104 في المئة “ليست مستدامة بالنسبة إلى الصين، نظراً إلى ديناميكية صادراتها”.

وأضاف، “على المدى القصير يمكنهم الصمود، لكن لتحمل هذه المستويات من الرسوم على المدى الطويل، سيتعين على الصين إجراء تغييرات هيكلية، مثل إعادة توازن اقتصادها”.

دول أخرى تبدأ المفاوضات

ويحاول عديد الدول التوصل إلى اتفاقات مع إدارة ترمب لتفادي الرسوم الجمركية، إذ قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسينت، لشبكة “سي أن بي سي” إن نحو 70 دولة تواصلت مع الولايات المتحدة للتفاوض في شأن الحواجز التجارية.

ومن بين هذه الدول، أشارت الأرجنتين، وفيتنام وإسرائيل إلى استعدادها لإزالة الرسوم الجمركية والقيود التنظيمية المفروضة على الصادرات الأميركية.

إضافة إلى اتصال ترامب بالرئيس الكوري الجنوبي الموقت هان دوك-سو، من المقرر أن تصل إلى واشنطن بعثة يقودها وزير التجارة الكوري الجنوبي للتفاوض.

وأجرى رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا، اتصالاً هاتفياً مع ترامب مساء الإثنين لمناقشة الرسوم الجمركية البالغة 24 في المئة التي أعلنها الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي.

ونشر ترامب بعد الاتصالات على منصته “تروث سوشيال”، قال فيه إن اليابان تعامل الولايات المتحدة “بشكل سيئ جداً” في ملف التجارة. وأضاف “هم لا يأخذون سياراتنا، لكننا نأخذ ملايين من سياراتهم. وكذلك الحال في الزراعة، وعديد من الأشياء الأخرى”.

Exit mobile version