يحظى العسل اليمني بتقدير عالمي حيث تعود تقاليد تربية النحل في البلاد إلى قرون خلت. إذ أثنت القصائد والأغاني بفضائله العديدة. غير أن النحل المحلي والنحالين مهددون بسبب التحديات المتزايدة نتيجة الصراع المستمر.
سالم الديوالي، من وادي عبدان في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، هو أحد مربي النحل الكثيرين الذين فقدوا خلايا نحلهم خلال النزاع. وعندما حدث ذلك، فقد النحال البالغ من العمر 40 عاماً، والأب لسبعة أطفال، مصدر رزقه.
ويقول سالم: “كان للحرب دور(سلبي) على النحالين وأجبرت العديد منهم على أن يصبحوا عاطلين عن العمل. سمعت عن العديد من النحالين، قصفت خلايا نحلهم بالطائرات. سعمت عن النحالين – كانت (مناطقهم تواجه) معارك – تركوا خلايا نحلهم فانتهت تماما.”
يعد اليمن أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حيث يعاني 17.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الصراع المستمر.
مشروع لتعزيز إنتاج العسل
للاستجابة لهذه التحديات ودعم الفئات السكانية الهشة في اليمن، نفذت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) مشروعاً مدته ثلاث سنوات لتعزيز إنتاج العسل في سبع من أكثر المحافظات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في البلاد، وهي أبين والحديدة وحجة ولحج وصعدة وشبوة وتعز. وقدمت الفاو تدريبات ومعدات لمربي النحل وعلمتهم كيفية إنتاج العسل بكفاءة أكبر.
ويقول سالم الديوالي، “شاركت بدورة منظمة الفاو التي تهدف لدعم صغار مربي النحل. تم تزويدي بثماني خلايا نحل وخزان مياه وفرازة (عسل)، التي تم توفيرها أيضا لعدد من المستفيدين، وصندوقين من الشمع الأساسي وفرشاة وبعض البرطمانات. والحمد لله بفضل من الله تمكنت من التوسع وزيادة [الإنتاج]. لقد تلقيت 8 خلايا نحل واليوم لدي 30 خلية، وإن شاء الله سنواصل”.
زيادة الإنتاجية والدخل
لقد تعافى سالم من الخسائر التي خلفها الصراع وأصبح الآن قادراً على إدرار الدخل لإعالة أسرته. اشترى خلايا نحل إضافية من مردود إنتاج العسل والشمع الأولي.
ويقول سالم: “لحظاتي السعيدة كنحال تكون عندما أحصد الموسم و أجمع العسل، وتكون ما شاء الله وفيرة، وأذهب إلى السوق لبيع العسل، وأجني المال وأشتري أشياء للأولاد وللأسرة، وما شاء الله (عندما يكون) المخزون والجيب مليء، هذه هي أسعد أيامي.”
وصل المشروع إلى 700 مربي نحل، وتمكن كل منهم من إنتاج حوالي 40 كلغ من العسل سنوياً. تبلغ قيمة كل كيلوغرام حوالي 30 ألف ريال يمني، أي حوالي 50 دولاراً أمريكيا، مما يساهم في الحفاظ على حياتهم وسبل عيشهم. بالنسبة للكثيرين منهم، لا تعد تربية النحل مصدر دخل فحسب، بل هي شغف حقيقي.
وفي هذا صدد، قال سالم: “علاقتي بالنحل (هي علاقة) أخوية وأسرية. أصبحت جزءا من الحياة، يعني لا أستطيع العيش بدون النحل. كل يوم في الصباح، يجب أن أتفقد النحل. عندما أرى النحل نشيط، أشعر بالراحة النفسية ويذهب عني الاكتئاب. النحل أصبح بالنسبة للمواطن اليمني جزءا من الحياة.”
تم تنفيذ المشروع من قبل منظمة الأغذية والزراعة بدعم من البنك الدولي.
تعتمد حوالي 100 ألف أسرة في اليمن على تربية النحل كمصدر أساسي لكسب الرزق، والنحل السليم ضروري لضمان إنتاج العسل مما يعزز الأمن الغذائي والتغذية في البلاد.
اليوم العالمي للنحل
في عام 2017، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 20 أيار / مايو يوماً عالمياً للنحل للفت الانتباه إلى الدور الأساسي الذي يلعبه النحل والملقحات الأخرى في المساهمة في التنوع البيولوجي والزراعة. ستحتفل الفاو هذا العام باليوم العالمي للنحل من خلال حدث افتراضي، تحت شعار “كن مشاركا: الاحتفال بتنوع النحل وأنظمة تربية النحل”.
موقع الأمم المتحدة