لم تُصدر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أي تأكيد أو نفي رسمي حتى الآن بشأن مصير ناطقها الرسمي الملثم “أبو عبيدة”، وذلك في ظل تداول تقارير إسرائيلية وشائعات واسعة النطاق حول مقتله بغارة جوية في قطاع غزة.
وتعود هذه التقارير الإسرائيلية إلى شهر أغسطس/آب الماضي، عندما أعلنت إسرائيل رسمياً عن استهداف وقتل “أبو عبيدة” في غارة على مدينة غزة، باستخدام أسلحة دقيقة. وقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن “الوضع جيد” و”يبدو أن العملية ناجحة”، في إشارة إلى محاولة اغتياله.
وفي المقابل، لم يصدر عن حركة حماس أو كتائب القسام أي بيان يؤكد أو ينفي هذا الخبر، وهو ما أبقى مصيره غامضاً ومحل تكهنات مستمرة. وتعتبر الحركة هذا الصمت جزءاً من سياستها في عدم تأكيد أو نفي مصير قياداتها العسكرية البارزة.
وفي الآونة الأخيرة، أصدر “أمن المقاومة” في قطاع غزة تحذيراً رسمياً من تداول الشائعات المتعلقة بمصير “أبو عبيدة” سواء التي تتحدث عن قرب ظهوره أو تلك التي تروج لإعلان نعيه.
وشدد البيان على أن هذه الشائعات هي “مجرد شائعات مضللة تهدف إلى التشويش والإضرار بالمقاومة”، داعياً الجميع إلى عدم الانجرار خلف الأخبار غير الموثوقة والالتزام بالموقف الرسمي الصادر عن المقاومة فقط.
وخلال فترة غياب “أبو عبيدة” عن الظهور الإعلامي في مراحل مختلفة من الحرب (وخاصة بعد إعلان إسرائيل الأخير)، تداولت منصات التواصل الاجتماعي شائعات غير مؤكدة تزعم أنه أصيب بإصابة خطيرة جداً، وأنه يتلقى العلاج في أحد مستشفيات غزة (مثل مستشفى ناصر)، وأن حماس تمنع أي شخص من الوصول إليه.
وفي سياق الشائعات، ظهرت تكهنات وتفسيرات من بعض المتابعين حول دلالات التغيرات الجسدية (مثل ظهور علامات الإجهاد أو النحافة) في آخر ظهور له، وربطها بالظروف الصعبة في غزة، ولكن لم يتم تأكيد أي إصابة جسدية محددة.
وبعد استهدافه في الغارة الأخيرة، أشارت تقارير إسرائيلية في البداية إلى أنه “أصيب بجروح خطيرة” قبل أن تعلن بشكل قاطع عن اغتياله، مما ساهم في انتشار شائعة الإصابة البالغة.







