
القاهرة – متابعة الوعل اليمني
استضافت العاصمة المصرية مساء أمس اجتماعاً هاماً للوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمشاركة اللواء حسن رشاد رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، وإبراهيم قالن رئيس جهاز المخابرات التركية، في إطار جهود دولية وإقليمية لدفع تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
شهد الاجتماع توافقاً بين الأطراف المشاركة على تكثيف الجهود المشتركة بالتعاون مع الولايات المتحدة لضمان تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تركز على تثبيت الهدنة، ومنع الخروقات، وتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع. كما تم الاتفاق على تعزيز التعاون مع مركز التنسيق المدني العسكري الذي أنشأته الولايات المتحدة، بهدف تجاوز العقبات وضمان عدم انتكاس وقف إطلاق النار.
وقال الدكتور ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، إن اجتماع القاهرة يمثل خطوة مهمة لإعادة ضبط الاتفاق، ومحطة أساسية لاستكمال اتفاقية شرم الشيخ التي تتضمن ثلاث مراحل رئيسية، أولها تثبيت وقف إطلاق النار، وثانيها ضبط الأوضاع الأمنية، وثالثها وضع أسس السلام والاستقرار طويل المدى في غزة. وأضاف جبر أن الاتفاق يستبعد إسرائيل من بعض الأطر الرسمية المرتبطة بالمتابعة، في محاولة لضمان حيادية التنفيذ وفعاليته.
وأوضح جبر أن الصراعات داخل المؤسسة الإسرائيلية، بما في ذلك الخلافات بين القيادة السياسية والجيش، والتوترات بين حكومة بنيامين نتنياهو والمعارضة اليسارية، تؤثر على التزام إسرائيل بتثبيت الاستقرار. وأضاف أن الإدارة الأمريكية تدرك آثار هذه الانقسامات على تطبيق خطة واشنطن الخاصة بغزة والمنطقة.
وجاء الاجتماع بعد يوم واحد من زيارة وفد من حركة حماس إلى القاهرة ولقائه برئيس المخابرات المصرية، حيث تم بحث تطورات اتفاق وقف إطلاق النار وترتيبات المرحلة الثانية، ومخاوف الحركة من الخروقات الإسرائيلية المستمرة، والدعوة إلى آلية واضحة لضمان الالتزام برعاية الوسطاء. وحذرت الحركة من أن الانتهاكات اليومية قد تقوض الاتفاق، رغم التزامها الكامل ببنوده.
ومنذ 19 نوفمبر، تتعرض الهدنة لانتكاسات متكررة، أبرزها سقوط 21 شهيداً في غارات إسرائيلية السبت الماضي، تبررها إسرائيل بالرد على هجمات من حماس، بينما تؤكد الحركة أن الاحتلال ينتهك الهدنة بشكل ممنهج.
وعلى هامش الاجتماع، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تنظيم مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، مؤكداً على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، وأهمية تدفق المساعدات الإنسانية، ووقف الانتهاكات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، دُمرت 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية للقطاع خلال الحرب، وبلغت الخسائر المادية نحو 70 مليار دولار، كما شهدت المؤسسات الخدمية انهياراً شبه كاملاً، وأصيب أكثر من 170 ألف شخص منذ أكتوبر 2023، بينما تجاوز عدد الشهداء 69 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن اجتماعات القاهرة تأتي ضمن إطار الخطة الشاملة التي أعلنتها الولايات المتحدة، والتي تشمل إدارة خارجية مؤقتة لغزة، ونشر قوات دولية لتحقيق الاستقرار، وتمتد على ثلاث مراحل تنفيذية تبدأ بوقف إطلاق النار وتمتد حتى الوصول إلى تسوية سياسية طويلة المدى.
ويمثل اجتماع القاهرة محطة جوهرية في المساعي الإقليمية والدولية الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، خصوصاً في ظل التعقيدات الأمنية والسياسية المتصاعدة، سواء داخل إسرائيل أو في قطاع غزة. ويركز المجتمعون على ضمان تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وتفعيل دور مركز التنسيق المدني العسكري، وتهدئة التوترات، إلى جانب تحضير مسار إعادة الإعمار الذي أصبح ضرورة إنسانية ملحة.
صوت أبو عبيدة يخترق شاشات محطات الحافلات في إسرائيل ويثير الذعر
إسرائيل تنفذ إعدامًا ميدانيًا لشابين في جنين وتصعد عدوانها على طوباس
الحكم بالسجن 21 عامًا على رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة
44 قتيلًا و279 مفقودًا جراء حريق التهم مجمعًا سكنيًا في هونغ كونغ