الأخبار المحلية
أخر الأخبار

القربي: صالح لم يبنِ دولة وكان يتوقع مصيره وهادي رفض قتال الحوثيين في عمران

حدث وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبو بكر القربي عن أبرز أخطاء الرئيس السابق الراحل علي عبد الله صالح وعلاقته بميلشيات الحوثي، وأيضاً عن سقوط صنعاء ورفض الرئيس عبدربه منصور هادي القتال وعلاقته مع صالح.

وكشف القربي في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط”، “أن صالح كان يتوقع مصيره على أيدي الحوثيين، وأن الرئيس عبد ربه منصور هادي رفض قتال ميلشيات الحوثي في عمران فاستولت على صنعاء من دون مقاومة”.

وأعتبر أن أبرز أخطاء صالح “عدم بناء دولة”، زقال وزير الخارجية الأسبق “أعتقد أنه كانت هناك فرص كثيرة لصالح تتعلق ببناء الدولة، سواء أكان بعد الوحدة أو بعد الحرب لحماية الوحدة أو بعد 2006″، مضيفا “هذه الكارثة التي أدت في النهاية إلي ثورة”.

وسرد “القربي” شهادته على سلسلة من الأحداث في اليمن حيث كان وزيرا للخارجية لمدة 14 سنة، في مرحلة شهدت عدة أحداث وتحولات حيث تولى منصبة في إبريل 2001، قبل إقالته في 2014، وخاض تجربة طويلة في قيادة الدبلوماسية اليمنية وكقيادي في حزب المؤتمر.

وفي حوار مع الصحافي اللبناني غسان شربل، رئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط”، استعرض أبوبكر القربي، وزير الخارجية السابق وعضو اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر، التحولات التي حدثت في العالم عقب 11 سبتمبر 2001، وصولا إلى ثورة فبراير وسقوط صنعاء بيد الحوثيين.

صالح والحوثيين والتدخل الإيراني

اعتبر القربي، أن صالح بدأ يشعر بالحوثيين كمشكلة في بداية العام 2000، وقال “عندما بدأ الحوثيون يتحركون سياسياً، ليس داخل اليمن فحسب بل في علاقاتهم الخارجية مع إيران ودول عربية أيضاً، إحداها ليبيا، وبدأت أول حرب مع الحوثيين 2004”.

ورأى القربي “ان علاقة الحوثيين بإيران جاء نتيجة الحروب التي تمت في اليمن. بحثوا عن نصير لهم فوجدوا في إيران هذا النصير”، ولفت “للأسف أن المعالجات للأزمة الحوثية والصراع مع الحوثيين في تلك الفترة دخلت فيهما عوامل كثيرة أثرت على قرار الحكومة اليمنية نتيجة لأسباب داخلية أحياناً، وتدخلات، والحلول القبلية المعتادة في اليمن”.

وعن الحديث الرسمي الدبلوماسي مع إيران بشأن تدخلها في اليمن زار القربي طهران مرتين التقى بالرئيس محمد خاتمي والرئيس محمود أحمدي نجاد.. قال القربي “ذهبت إلى إيران وطرحنا خلالها 3 نقاط رئيسية، أولاً أن اليمنيين (شوافع وزيود) عاشوا قروناً من الزمن من دون صراعات مذهبية”.

وتابع “ثانياً أن مصلحة المنطقة عدم التدخل في الصراع القائم في اليمن بين الحوثيين والحكومة. ثالثاً أن على إيران أن تتوقف عن تقديم الدعم، وربما الحكومة لا تقدم الدعم مباشرة، ولكن هناك حوزات تقدم هذا الدعم، وبالتالي عليهم أن يتحملوا مسؤولية ذلك”.

ثورات الربيع.. كيف تابعها “صالح”؟

وقال القربي “أن الرئيس صالح فوجئ بثورات الربيع العربي وقال “فوجئنا بها من ناحية الأسلوب. كنا نعرف أن الأميركيين يعدون لتغيير في المنطقة، كان ذلك واضحاً من بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وكان واضحاً أيضاً من خلال النشاط السياسي الذي كانت تقوم به أميركا في إطار منظمات المجتمع المدني”.

وأضاف “لكن أن تبدأ بالطريقة التي بدأت بها في تونس كان مفاجأة، وبالأسلوب الذي اتبعته لاحقاً في الدول العربية الأخرى”.

وفي رده على سؤول: ماذا كان صالح يقول عن هذا الربيع؟ قال القربي “أعتقد أنه كان موضوع نقاش طويل في إطار حزب المؤتمر، إذ كان واضحاً أن مطالب التغيير فيها بعض المشروعية لأن الوطن العربي يحتاج حقيقية إلى إعادة نظر بسياساته في إدارة الدولة والتنمية والاقتصاد ومحاربة الفساد وغيرها”.

وتابع “وبالتالي لم يمكن هناك رفض لمبدأ التغيير. لكن القضية هي كيف يتم التغيير. هل يتم التغيير من خلال إسقاط الأنظمة أو – خصوصاً نحن في اليمن – إذ كنا قد بدأنا في العملية الديمقراطية ووضعنا مؤسسات لمكافحة الفساد، أن يتم ذلك من خلال تفعيل المؤسسات وتثبيت الديمقراطية والمحاسبة؟ وهذا كان الجدل الذي كنا نتبناه”.

ولفت القربي ان صالح رأى أنه خارج الحكم، أثناء اعتصامات الشباب في الساحات ودخول الأحزاب السياسية معها وفيما بعد واختطاف الأحزاب السياسية لحركة الشباب في التغيير، وبدأ الأميركيون وبعض الدول الأوروبية يقولونها صراحة أن على صالح أن يذهب.

وعن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في 2011، قال القربي “أعتقد أن أهم ما قالته لصالح إنه لا يمس المظاهرات والساحات بأي رد فعل، وأن يقبل بأن التغيير يجب أن يحدث، لكن لم تقل له ارحل، كما كانت تقول المظاهرات”.

وعن تأثير مصير مبارك والقذافي على صالح، قال القربي “تأثير كبير الحقيقة. صالح أولاً كقائد عربي يجب أن يشعر بالأسى عندما يرى رفيقاً له وشخصاً عرفه يتعرض لهذه الأشياء، حتى لو كان هناك خلاف سياسي”.

وأشار القربي “أن صالح في السنوات الأخيرة، أصبح أكثر جرأة في اتخاذ القرار الانفرادي” لافتا أنه “شعر بعد الانتخابات وفوزه بها، بأن له شعبية كبيرة، وشعر أن القرارات التي يتخذها لا تكون هناك معارضة له”.

سقوط صنعاء بيد الحوثيين

وعن تحالف صالح مع الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة صنعاء. قال القربي “في بداية الأمر عندما بدأ الحوثيون بالتقدم نحو صنعاء، ربما كان يعتقد (صالح) أنه ستأتي مرحلة تقوم فيها الحكومة بقيادة هادي (الرئيس حينها) في ذلك الوقت، بوقف تقدمهم”.

وأضاف: “كان صالح ربما يرى أن ما يجري في المناطق القبلية من قبل الحوثيين هو تصفية حسابات بينهم، وربما يرى فيها من جانبه أنها أضرت بخصومهم من مشايخ القبائل في المنطقة”.

وتابع “لكن عندما تقدموا إلى عمران كان واضحاً أن الخطر قادم، لذلك طلب من الرئيس هادي، وذهبت مجموعات من حزب المؤتمر وطلبت من الرئيس هادي التدخل لوقف تقدمهم لأنهم إذا وصلوا إلى عمران فسيصلون إلى صنعاء”، لافتا “أن هذه المجموعة ذهبت بناءً على نصيحة صالح”.

وكشف القربي “أن الرئيس هادي قال لمن ذهبوا إليه (مجموعة من حزب المؤتمر) أنتم تريدون أن تورطوني مع الحوثيين كما تورط صالح معهم في صعدة”.

وقال القربي أنه كان في العاصمة صنعاء عندما سقطت بيد الحوثيين. وقال: “لم يكن أحد يتوقع أن الحوثيين سيدخلون صنعاء وأن تسلم لهم بتلك السهولة من قبل القوات المسلحة ومن دون أي مقاومة”.

وعن العلاقة بين هادي وصالح، وصفها القربي بأنها “ممتازة” قبل أن يتسلم هادي السلطة. وردا على سؤول هل شعر صالح بالغدر من هادي؟ قال القربي “أعتقد أن صالح كان لديه شعور، وتعزز خاصة عندما بدأ التعامل مع حزب المؤتمر أثناء مؤتمر الحوار، حيث شعر أنه يريد أن يستبعده من رئاسة المؤتمر، فبدأت الحساسيات”.

مصير صالح وأخطاؤه 

وردا على سؤول، هل كان صالح يتوقع مثل هذا المصير على يد الحوثيين؟ في إشارة إلى مقتله على يد الحوثيين في ديسمبر 2017 في صنعاء، بعد مواجهات مسلحة أعلن فيها صالح فض الشراكة مع الميلشيات بعد ثلاث سنوات من التعاون المشترك في الحرب والسيطرة.

وقال القربي “أتصور أنه كان يتوقعه، لأن المواقف التي بدأت بعد أن أعلن الشراكة مع الحوثيين وشعوره بأن الحوثيين رغم شراكة حزب المؤتمر في الحكومة (غير معترف بها) إلا أن وزراء المؤتمر لم تكن لديهم جميع الصلاحيات”.

وأضاف: “كان المشرفون الحوثيون هم الذين يديرون الوزارات، فبدا التوتر واضحاً بإقصاء الحزب من دوره السياسي في اليمن، وبدأت الخلافات أيضاً عندما بدأ المؤتمر يكثف من نشاطه السياسي والاحتفاء بذكرى تأسيسه في 2017”.

وعن أخطاء صالح، أكد القربي أن الخطأ الأبرز هو “عدم بناء دولة مكتملة” وقال: “أعتقد كانت هناك فرص كثيرة لصالح تتعلق ببناء الدولة، سواء أكان بعد الوحدة أو بعد الحرب لحماية الوحدة أو بعد 2006”.

وأضاف: “للأسف الشديد، في اليمن كما هو في دول الثورات العربية كلها، أن الثوار عندما يصلون إلى الحكم يفكرون في السلطة وينسون الدولة. وهذه الكارثة التي أدت في النهاية إلى ثورة تأتي بعد ثورة أو انقلاب يأتي بعد انقلاب”.

ونفى وزير الخارجية الأسبق، وجود تجربة ما عرفت بـ “الشيخ والرئيس” بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، رئيس حزب الإصلاح السابق والزعيم القبلي المؤثر في اليمن.

وقال القربي “كان صالح يستشير بوجود الشيخ بجانبه ولكن في النهاية القرار هو قراره”، لافتا أنه “كان شريكه من ناحية أن هناك تحالفاً في فترة من الفترات بين حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، سواء بعد الوحدة عندما كانت الشراكة ثلاثية أو بعد حرب الانفصال عندما كانت ثنائية”.

مستقبل وحدة اليمن 

وعن الوحدة في اليمن، قال وزير الخارجية الأسبق “يجب أن يرجع موحداً كما كان”، لافتا أن المهمة سهلة قائلاً “إذا لم يتعرض اليمن لتدخلات خارجية في قرار الوحدة، سيعود موحداً”.

وعن المطالبات بالانفصال في اليمن. قال القربي “أنا أعتقد أنها تعطي حجماً أكبر، وأغلبية الشعب اليمني، خاصة في الجنوب اليوم، بعد أن رأوا ما يحدث والوضع الانتقالي في الفترة الأخيرة، يشعرون بأن الضمان الوحيد لاستقرار اليمن كاملاً هو الوحدة”.

وأضاف: “هناك دول خليجية مع الوحدة وهناك دول ليست مع الوحدة، رغم أن من مصلحتهم أن تبقى الوحدة لأنها الضمان لهم في الاستقرار والأمن”.

وعن احتمال وجود حلاً سياسياً، يرضخ فيه الحوثيون لسلطة مؤسسات الدولة. قال القربي “الإشكالية الآن أن لدينا ثلاثة مراكز للسلطة في صنعاء وعدن والشرعية ما بين عدن والرياض. وكل هذه المجموعات قراراتها ليست في يدها”، موضحا أنه “عندما يترك اليمنيون للتفاوض والحوار والنقاش سيتفقون”.

يمن شباب

زر الذهاب إلى الأعلى